مع بدء الانتخابات الصهيونية، اليوم الثلاثاء، وهي الرابعة في أقل من عامين، بدا أن هناك عدم اكتراث لنتائج تلك الانتخابات عند الفلسطينيين، الذين أكدوا أن المجتمع الصهيوني أصبح يصوت للأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تدعو لتهجير الفلسطينيين وتعزيز الاستيطان، وتطبيق الضم والسيادة الصهيونية على الضفة المحتلة ومنع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وقد توجه الصهاينة، اليوم الثلاثاء، للانتخابات لاختيار 120 عضو كنيست لتشكيل حكومة مستقرة، بعد أن انهارت الحكومة الثالثة بعد 3 انتخابات في أقل من عامين، بسبب عدم استقرار هذه الحكومة نظراً للشخصية المثيرة للجدل التي يتمتع بها رئيس حكومة الاحتلال الحالي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي شكل تلك الحكومات، وتسبب بانشقاقات داخل حزب الليكود تمثل بانسحاب جدعون ساعر، الرجل الثاني في حزب الليكود وتشكيله لحزب جديد.
وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن المعسكر الذي يقوده نتنياهو سيحصل على نصف مقاعد الكنيست، وهو بحاجة لصوت واحد لتشكيل الحكومة، فيما ستمنع الأحزاب الدينية المتطرفة زعيم حزب “يوجد مستقبل” بزعامة يائير لبيد، وهو الحزب الثاني الأكبر الذي سيحصل على الأصوات من تكليفه بتشكيل الحكومة إذا فشل نتنياهو بذلك.
وينص القانون “الإسرائيلي” على أن أكبر حزب يحصل على الأصوات يكلف زعيمه بتشكيل الحكومة الجديدة خلال مدة أقصاها 28 يوماً، تمدد لأسبوعين آخرين في حال فشل في تأليف الحكومة.
تكرار لنفس النتائج والبرامج
الصفدي: المجتمع الصهيوني انجرف نحو التطرف وهذه الانتخابات ستعزز قوة اليمين العنصري
ويقول القيادي الفلسطيني طلعت الصفدي لـ”المجتمع”: إن الأحزاب الصهيونية متفقة على طمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى تشجيع عملية الاستيطان والتهويد والقتل، لافتاً إلى أن كل التوقعات تشير إلى أن معسكر اليمين في كيان الاحتلال يزداد قوة، بينما تتلاشى قوة الأحزاب اليسارية مثل حزب ميرتس، وهناك أحزاب يسارية ومن الوسط لن تجتاز نسبة الحسم بسبب تصاعد قوة اليمين المتطرف في كيان الاحتلال.
وأشار الصفدي إلى أن المجتمع الصهيوني انجرف بشكل خطير خلال السنوات الماضية للتطرف، وأفرز قيادات تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وعليه نحن أمام مرحلة جديدة في التعامل مع حكومة صهيونية متطرفة، لذلك المطلوب تصعيد المقاومة الشعبية والتحركات الدولية من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
دعم للاستيطان والتهويد
البرغوثي: كل الأحزاب الصهيونية متفقة على الاستيطان والضم وعلى الشعب الفلسطيني مواصلة الصمود
من جانبه، يؤكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن البرامج الانتخابية للأحزاب الصهيونية التي طرحت خلال الحملة الانتخابية تدلل على أن أي شكل للحكومة الصهيونية المقبلة سيحارب الوجود الفلسطيني، وتستكمل عملية الضم الاستعماري، لافتاً إلى أن نتنياهو اختار اختتام جولته للدعاية الانتخابية بوضع حجر الأساس لحي استيطاني جديد في الضفة المحتلة، مؤكداً أن على الشعب الفلسطيني الاستمرار في الصمود والثبات على أرضه ومقاومة كل إجراءات الاحتلال، ومنع الاحتلال من تكريس سياسة الأمر الواقع القائمة على الاستيطان والتهجير والضم.
وتشير إحصائيات فلسطينية إلى أن الاحتلال أقام منذ بداية العام الجاري أكثر من 5000 وحدة استيطانية في الضفة المحتلة والقدس، ويخطط لتهجير أحياء وقرى فلسطينية بأكملها من محيط القدس والأغوار، حيث تم هدم تجمعات فلسطينية في الأغوار، والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية لاستكمال تقسيم الضفة المحتلة إلى 176 كانتوناً معزولاً، لمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، وصولاً للاستيلاء على 65% من مساحة الضفة المحتلة.
وينظر الفلسطينيون إلى انتخابات الكنيسيت اليوم على أنها تكرار لانتخابات سابقة ستفرز نفس الكتل اليمينية، بل وأن التخوف هو أن تكثف الحكومة الصهيونية المقبلة من عمليات التطهير العرقي والتهجير للفلسطينيين في ظل عدم اكتراث المجتمع الدولي بمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.