مع وجود هذه الطفرة العلمية والإلكترونية، وأجهزة التواصل التي تسير بشكل خيالي من حيث السرعة والتطوير، التي حقيقة فاقت المتوقع والتصور، وفي الوقت نفسه لا بد من مجاراتها ومتابعتها وإلا سنكون مع مرور الزمن خارج إطار الإنسانية تعايشاً وعلمياً.
مع هذا التحرك العلمي السريع لا بد أن نعمل على تأسيس الأجيال بما يواكب هذه المعرفة، وهذه العلوم حيث التعامل معها بالشكل الأفضل والأنفع؛ حاضراً ومستقبلاً.
فلذلك، لا بد من التركيز على الأجيال من خلال مناهج التربية والتعليم، والتركيز على الخطاب الإعلامي الراقي، وعمل التوافق السلس السهل خطاباً إعلامياً ما بينه وبين مناهج التربية، والتواصل الأسري، ومعايشة الواقع العلمي السريع.
يجب أن يتم التركيز على طفل اليوم بشكل دقيق من خلال التربية؛ أعنى مناهج التربية، ومن خلال الإعلام حيث التوجيه شعبياً، حتى نجني ثمرة هذا الطفل بعد 20 عاماً جيلاً محصناً بأخلاقه الدينية، وبلغته العربية، التي مع الأسف البعض يسعى ليبعدها، ويعمل على تلاشيها من المناهج والإعلام ما استطاع.
لماذا الطفل؟
من حقك أن تتساءل، وإن كان الأمر سهلاً، والجواب أسهل.
لأن الطفل هو الصفحة البيضاء التي تستطيع أن تكتب فيها ما تشاء، فإن كان خيراً فخير، وإن كان غير ذلك فهو الغباء والدمار المستقبلي، نعم.. الطفل هو الفطرة المفتوحة والسليمة في الوقت نفسه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”.
لأنه بالتعليم المدروس والراقي نؤسس الحق، والفكر الراقي، والرؤية الإسلامية، ونقوم اللسان بالعربية القويمة لغة القرآن العظيم.
لا يخفى على العاقل الحصيف أن اللبنة الأولى لبناء أي مجتمع هي الأسرة، فالأسرة هي الأساس للبيت الكبير الوطن ومن ثم الأمة؛ فلذلك يجب أن تكون مناهج التربية والتعليم والخطاب الإعلامي أيضاً مكثفين في توجيه الأسرة مع بيان خطورة مهمتهما، التي يجب أن تتواصل مع مناهج التربية بشكل أو بآخر، ليكون هناك التكامل بين الأسرة والتعليم أو المدرسة وبشكل دقيق.
يجب أن يتم تركيز الخطاب الإعلامي الأسرى موجهاً في طرح وسائل تهذيب الطفل وتوجيهه قبل تسليمه إلى المدرسة، وكيف هو التواصل الأفضل والأمثل بين الأسرة والمدرسة، وطرح ذلك وبيانه بشكل مشوق ومكثف، خصوصاً وأننا نرى كيف يتم التركيز من أهل الانحراف، تركيزاً على الناشئة لسقوطهم في وحل الإدمان والمخدرات، وهذا أمر ينبغي ألا نغفل عنه، وليس من الذكاء أن نرى كيف خصوم الأمة يسعون لنجني أجيالاً فاشلة ساقطة مستقبلاً، ونحن نقف موقف المتفرج أو موقف المتعامل الآني مع المشكلة حين حدوثها فقط، دون وضع المصدات استباقاً مقابل التوجه السيئ، والتخطيط السيئ من المتآمرين على أوطاننا وأبنائنا وأجيالنا القادمة.
هذه تحتاج التضافر الكبير بين البيت والمدرسة والمسجد، ومجالس الأحياء أو المختارية لعمل الأنشطة والندوات، والأسابيع الثقافية في المساجد والخطب وغيرها، نسأل الله تعالى أن يحفظ أوطاننا وأبنائنا وأجيال المستقبل ويحفظهم بحفظه جل وعلا.
_______________
إعلامي كويتي.