تصاعدت حدة الخلاف السياسي في لبنان بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس اللبناني ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أمس الإثنين.
وفي حين رفض الحريري طريقة تعاطي رئاسة الجمهورية مع ملف تشكيل الحكومة، مشيراً إلى رسالة بعثها له الرئيس اللبناني وتتضمن كيفية تشكيل الحكومة مع حق إعطاء الثلث المعطل لعون.
ردت رئاسة الجمهورية على كلام الحريري، معتبرة أن رسالة رئيس الجمهورية تتضمن ورقة تنص فقط على منهجية تشكيل الحكومة.
من جهته، قال نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش، لوكالة “سبوتنيك”: إن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وضع الحقائق اليوم، وستبنى الأمور على الحقائق وليس على الكذبة التي كان يشيعها رئيس الجمهورية وفريقه.
وأضاف قائلاً: “ما حدث من الممكن أن يخفف تعقيد الأزمة، لأنه في البداية كنا نعيش في كذبة كبيرة وكان يشيع رئيس الجمهورية وفريقه أن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يقدم تشكيلة، وأنه لا يوجد وحدة معايير”.
وأردف علوش: “فليستقل رئيس الجمهورية ميشال عون وبطبيعة الحال يصبح رئيس الحكومة مستقيلاً أو معتذراً”، لافتاً إلى أن “الأمور ذاهبة إلى الأسوأ وبالتأكيد وعملياً من يتحمل مسؤولية هذا الأمر هو عناد رئيس الجمهورية”.
وأوضح أنه “لا يمكن أن تحدث حرب أهلية في لبنان، لأن هناك طرفاً واحداً من الممكن أن يعتدي على اللبنانيين اسمه “حزب الله”، أما أن تحدث فوضى في الشارع فنعم أؤكد لك”.
بالمقابل، قال عضو المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” وليد الأشقر لـ”سبوتنيك”: إن “ما حصل يعقد المشهد السياسي إلى الذروة، ويبدو أن الرئيس الحريري ذاهب إلى بعبدا ونية التعطيل موجودة لديه بالأساس؛ لأن البيان كان محضراً مسبقاً، وعندما خرج من اللقاء قرأ البيان، والمستغرب بالموضوع أن الرئيس الحريري أوحى بأنه إيجابياً من خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية الخميس الماضي، ولكن الواضح أن صيغته واضحة ولا يريد أن يتنازل”.
وأضاف: “والغريب بهذه اللائحة التي قدمها أنه يتحدث عن حكومة من 18 وزيراً اختصاصيين مع أنني لم أرها حكومة اختصاصيين، على سبيل المثال عبدو جرجس، وزير تربية واختصاصه طب، أنطوان إقليموس، وزير دفاع مع أنه محامٍ، وكيف من الممكن الجمع بين وزارة الخارجية والزراعة، هناك علامات استفهام كبيرة”.
وأشار الأشقر إلى أن التمسك بهذه الصيغة التي تحمل الكثير من المغالطات يدل على أن الحريري لا يريد تشكيل حكومة، والمطلوب منه تنفيذ معلومات معينة لتعطيل ما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون، واعتبر الأشقر أن ما يقوم به الرئيس الحريري هو بث إشاعات بهدف تحوير الحقيقة عما هي عليه اليوم.
وأكد أن الأمور يجب أن تتجه إلى تلاقي مشترك بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري.
وكان قد أعلن مكتب رئاسة الجمهورية، في وقت سابق، أن “رئيس الجمهورية حريص على تشكيل حكومة وفقاً للدستور، وكل كلام ورد على لسان رئيس الحكومة المكلف وقبله رؤساء الحكومات السابقين حول أن رئيس الجمهورية لا يشكل بل يصدر هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول، ذلك أن توقيعه لإصدار مرسوم التأليف هو إنشائي وليس إعلانياً”.