نكمل حديثنا ونبدأ بما وعدناكم أن سنبدأ به.. الباطنية عموماً، السبأية، الديصانية، الصوفية الموغلة بدعةً، القرامطة والبابية والإحسائية، والبهائية، وحركة صن مون التوحيدية، أحباء صهيون، حيروت، النورانيون، الروتاري، القاديانية، العلمانية، هؤلاء جميعاً وأمثالهم خرجوا من حفرة واحدة فوهتها الماسونية، وقعرها اليهودية التوراتية السوداء!
نعم، هي حاضنة لكل هذه التنظيمات بشكل أو بآخر، وأيضاً للكثير من الأندية الاجتماعية تمويهاً، ومن ثم استدراج الغافلين، وعبيد الجاه والنفوذ والكراسي، أو من الذين استمسكت عليهم المستمسكات الرذيلة لاستعمالهم كندل لها وخدم أذلاء لشهواتهم الرذيلة!
إن الدين الحقيقي عند اليهود باطني لا ينكشف حتى لأتباعه، والدين وقف لاهوتي لا يستطيع أن ينهل منه إلا عقول رجال الكهنوت، وهو شبيه جداً؛ بل هو أصل لأقوال بعض الصوفية المغالية في البدعة كصاحب الفصوص وأمثاله.
جاء في القسم الثالث “السفر الخامس” من الترجمة الفرنسية لكتاب الزهور (ص 378): “اللعنة على من يدعي بأن كتابات التوراة ليس فيها ما تعنيه الكلمات الواردة فيها، فهذه الكلمات هي مجرد كلام ظاهري سطحي، ومن تحتها معاني لا يفقهها سوى القادرين”! نعم لأن علومها ومفاتيحها عند الأئمة المتصلين مباشرة بالرب والحافظين الأسرار! هذا يعني أن الكلام له ظاهر وباطن، يعنى هناك سفراء للرب! وأبواب الرب كالبابية! أو ولاة الرب! وولاة للفقه كالصوفية الموغلة بدعة وأمثالهم، فاليهودية لعمق باطنيتها شكلت الكثير والكثير، وأنواع من التنظيمات والأفكار، والأندية والمذاهب، لتغرب بالسذج وعبيد الدنيا والنفوذ بعيداً؛ حتى تصل فيهم إلى مواقع القتال ضد الدين والأخلاق والتوحيد، حتى وصلت فيهم الحال اليوم كما نراهم ونسمع منهم ونقرأ لهم، يسعون لنصرة الكيان الصهيوني على إخواننا في فلسطين وهي تسعى -الماسونية- دائماً بالتمويه على مريديها للضحك عليهم، وتدعي أنها لا تعادي الدين، وإذا استشهدت بشيء تستشهد لتدلل به على ما تحمله هي فقط استقطاع ما يوافقها من الدين لتضحك به على السذج، وإن كان لا بد لا تستشهد في الإسلام إلا بمفاهيم المستشرقين اليهود الماسون لتضلل خدمها الذين لا يكلفون أنفسهم قراءة كتاب للمقابل من أجل الإنصاف مع النفس في أقل تقدير، بل حتى اسم الرب عند اليهود حينما تتابع مخططاتهم وأسلوبهم وخبثهم، تستيقن أنهم ما عبدوا إلا الشيطان الرجيم، وهم يفرشون الفرشة استباقاً لإلههم القادم الذي يتبعه 70 ألفاً عليهم الطيالسة! “المسيح الدجال”.
حينما أكتب عن الماسونية لا أفصل عنها العلمانية! فالعلمانية هي البنت المدللة على أمها “الماسونية التوراتية النورانية”.
تقول الماسونية الصهيونية العلمانية: “سوف نقوي حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذي هو الدين، وهكذا سوف ننتصر على العقائد الباطلة وعلى أنصارها”.
الماسونية لا تدخل عليك إلا من الأبواب التي تروق لك، من باب الضمير لتنحرف به، ومن باب الحرية والإخاء والمساواة لتنحرف بك من خلال تلك المبادئ من أجل دينها وإلهها القادم من المشرق!
طبعاً العقائد الباطلة بالنسبة للماسون هو الدين، وأولهم وأخطرها بالنسبة لهم وخدمهم دين الإسلام والتوحيد.
تقول الماسونية العالمية الباطنية في مجلتها الخاصة بها مجلة “أكاسيا” عام 1903: “يجب ألا ننسى بأننا نحن الماسون أعداء للأديان، وعلينا ألا نألو في القضاء على مظاهرها، ومن أوجب الواجب علينا تنشئة أخلاق تضاهي الأخلاق الدينية في قوتها، إننا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم، إنما غايتنا إبادة الدين من الوجود، والنضال ضد الأديان لا يبلغ غايته إلا بعد فصل الدين عن الدولة وحينها تحل الماسونية العلمانية اللادينية محل الدين”.
ومن ثم إلههم “الماتيريا” أو “كرشنا” أو “صاحب الشعلة النورانية!” الشيطان الرجيم، أو أي إله شئت إلا الله الواحد الأحد، وفي النهاية إلههم القادم من المشرق “المسيح الدجال”!
وتقول أيضاً: “لا بد من الضغط على رجال الدين من أجل انحرافهم عن جادة الصواب، ليأتمروا بأمر الماسونية”.
من خلال هذه الأقوال والمعتقدات، ندرك التطور الفني الفتني والتآمري على الدين منذ ابن سبأ والديصانية؛ حتى البابية والبهائية والقاديانية، ثم ما جدَّ من كتل وأفراد ممن يجاري ويوافق مسيرتهم وانحرافهم بعلم أو بجهل، مثل السلفية المزيفة التي لها المخارج شرعاً أن تنصلح مع اليهود، رغم احتلالهم أرض فلسطين والمسجد الأقصى، ولكن ترفض رفضاً قاطعاً أن تعترف بأكبر تيار وتنظيم إسلامي بالتفاهم معه! ومن هؤلاء أيضاً القبنجي، ورسلان وأمثالهما، وأيضاً أدعياء “الأيزوتيريك” وتوابعه وبعض أفراد من أمثال المدعو عدنان إبراهيم، والشحرور، والهلالي من هذه الجوقة التي مع الزمن كشفت حقيقة خدمتها لأسيادها!
نعم، خدم وندل لخدمتهم، وهناك من سبقهم حتى جاء “وعد بلفور”، و”سايكس بيكو”، ولورانس، وهرتزل سيدهم وسنبدأ به -هرتزل- في مقالنا القادم بإذن الله تعالى.
يتبع..
______________
إعلامي كويتي.