انتقد الناشط السياسي والإعلامي محمد علي حراث مفهوم قيس سعيّد للحق الفلسطيني، وقوله إنه يكره كلمة التطبيع الذي اعتبره مصطلحا محدثاً بعد اتفاقية كامب ديفيد، وبيّن حراث أن التطبيع كلمة عربية معبّرة تفيد محاولة تطبيع ما ليس طبيعياً.
وقال حرّاث في تدوينة له على موقعه على فيسبوك” بنى قيس حملته الانتخابية على مقولة “التطبيع خيانة عظمى ولأننا شعب عاطفي مهما تظاهرنا بالعقلانية ولأن فلسطين قضية وجدانية بالنسبة لنا قبل أن تكون قضية سياسية، أغمضنا أعيننا وانتخبنا من أقنعنا بأنه الناصر صلاح الدين”.
معنى التطبيع
وتساءل “ما معنى التطبيع؟ كلمة تطبيع في لغة العرب مصدر من فعل طبّع يطبّع تطبيعاً أي من الثلاثي المزيد بحرف، ومعناه أن تجعل ما ليس طبيعياً طبيعياً، تماماً مثل كلمة تغريب أو تعريب.
وأوضح أن ” لأصل أن العلاقة مع من يحتل أرضك وينتهك عرضك لا تكون علاقة طبيعية لأن العلاقة الطبيعية تحددها الفطرة الإنسانية التي تقوم على الإحسان وتبادل المنافع وحسن المعاملة”.
وبالتالي فإن ” كل سعي لتطبيع العلاقة اي جعلها طبيعية مع عدوك تدخل في خانة التطبيع… ولأن الكلمات لها دلالات لغوية ولها استعمالات اصطلاحية تتغير زمانا ومكانًا فان استعمال المصطلحات في سياق ما، يجب أن يراعي عاملي الزمان والمكان “.
وأردف ” هناك كلمات لها معان لفظية مثل كلمة “الوَطَنُ” وتعني مَرْبِضُ البقر والغنم الذي تأْوِي إِليه.
أما اصطلاحًا فتعني البلد الذي ولد فيه الإنسان، أو البلد الذي يقيم فيه إقامة دائمة”.
وبناء على ما تقدم، وفق حراث” فإن مصطلح التطبيع إذا جاء معرفاً بألف ولام في بلادنا العربية فإنه بالضرورة يعني إقامة علاقة طبيعية على مستوى الدولة أو الأفراد مع الكيان المحتل”.
حالة حرب مع العدو
وبما أن “جامعة الدول العربية أعلنت الحرب عليهم فإنه قانوناً تعتبر بلداننا في حالة حرب مع العدو وحالة الحرب تقتضي أن من يتعامل مع العدو في حالة الحرب يرتكب جريمة الخيانة العظمى للأمة وحالة الحرب لا تعني التبادل المستمر لإطلاق النار وإنما تعني أن العلاقات لن تكون طبيعية”.
وأضاف: ” مع هرولة البعض لخرق ما هو طبيعي أي حالة الحرب تنادت الأصوات بضرورة تجريم هذا الخرق أي ترتيب عقوبة جزائية ومدنية على من يأتي بهذا الفعل وإيجاد الإطار القانوني لذلك، وهنا تكمن أهمية المنع في القانون، لأنه يترتب عليه عقاب مادي”.
واستطرد ” أخيراً اطل علينا قيس من بلاط حاكم فرنسا ماكرون الأول ليعلن تعريفاً جديداً لمفهوم الخيانة العظمى وهو عدم الاعتراف بالحق الفلسطيني، هكذا وبكل وقاحة”.
وذكّر بأنه ” إلى حدود اتفاقيات أوسلو سنة 1994م كانت “إسرائيل” هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعترف بالحق الفلسطيني، فقامت اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” على الاعتراف المتبادل بين الطرفين.
وبذلك تخلى الفلسطينيون عن مبدأ لا حق لـ “إسرائيل” في الوجود وتخلى “الإسرائيليون” عن مقولة لا وجود لشعب فلسطيني.
تراجع سعيّد
ولذلك “فإن الاعتراف بالحق الفلسطيني مجمع عليه دولياً عبر القرارات المتعددة للأمم المتحدة ومن قبلها عصبة الأمم، بعدها جاء الرئيس بوش الابن ليحيي مفهوم حل الدولتين الذي بني على قرار التقسيم ولكن بحدود خط الأراضي المحتلة سنة 1967م.
وتساءل ” أين الأشكال إذاً؟ الشيطان يكمن في التفاصيل، ما هي حدود الحق الفلسطيني”؟
وقال ” هل هي فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر؟ أم هي فلسطين التي تسمى اليوم في الإعلام بالأراضي الفلسطينية؟ أم فلسطين حسب مفهوم الرئيس ترمب التي تقوم على تبادل الأراضي بين “إسرائيل” ومصر وفلسطين؟
الخلاصة من يعرّف كلمة التطبيع خيانة عظمى بأنه انكار الحق الفلسطيني فهو إنسان يستبله غيره ويتحذلق ويغلف تراجعه عن مواقفه التي يسميها مبدئية ليظهر بمظهر المتمسك بالمبدأ”
وختم رده قائلاً:” من الواضح أن تعريف قيس للحق الفلسطيني لا يتجاوز حدود 1967م لأنه كررها مرارًا بأنه متمسك بمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة والتي تعرف الحق الفلسطيني بأنه دولة فلسطينية على حدود 1967م وهي مساحة لا تتجاوز 22 % من مساحة فلسطين التاريخية.”