كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن المباحثات بين طهران والرياض قبل أشهر، حققت “تقدما جادا” بشأن أمن الخليج، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” الخميس.
وقال خطيب زاده إن الطرفين أجريا مباحثات “جيدة” بشأن العلاقات الثنائية المقطوعة بينهما منذ أكثر من خمسة أعوام.
وتابع “التقدم بشأن أمن الخليج الفارسي كان جادا للغاية”، بحسب قوله.
البرنامج النووي
وأكد خطيب زاده أن هذه المحادثات لم تتوقف أبدا بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها، وقال: “تم تبادل الرسائل على المستوى المناسب”.
وجدد خطيب زاده موقف بلاده بأن شؤون المنطقة والعلاقات بين دولها، يجب أن تتم في إطار إقليمي دون تدخل دولي.
وقال “إذا أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما جادا برسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها (…) حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية”.
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشف عنها للمرة الأولى في أبريل الماضي.
ولكن السعودية تبدي قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، بحسب فرانس برس.
وأتت تصريحات خطيب زاده من نيويورك، حيث يتواجد مع الوفد الإيراني المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الدولة الجارة
ووصف العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، إيران بـ”الدولة الجارة”، معربا عن أمله في أن تؤدي المحادثات مع طهران إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة.
وخلال إلقائه كلمة بلاده، أمام أعمال الدورة الـ(76) للجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح الملك سلمان أن السعودية تتطلع أن تؤدي المحادثات مع إيران إلى التمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة.
وفي الوقت نفسه أكد الملك على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، وقال إن السعودية، من هذا المنطلق، تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وتعبر عن بالغ قلقها من الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها والمتعارضة مع ما تعلنه إيران دوماً من أن برنامجها النووي سلمي.
كما شدد العاهل على احتفاظ بلاده بحقها في الدفاع عن النفس من الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، ورفضها بشكل قاطع أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد الملك، خلال كلمته التي ألقاها عبر الاتصال المرئي، على أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، وذلك “عبر حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما أشار إلى أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة التحدي المشترك الذي يمثله التغير المناخي وآثاره السلبية، ولفت إلى جهود العربية السعودية في قيادة الاستجابة العالمية لكورونا، من خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، ودعمها الجهود العالمية لمواجهة الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار أميركي، إضافة إلى تقديمها 300 مليون دولار لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة.
المصدر: الحرة – العربية نت