أكد مراقبان فلسطينيان أن تثبيت المقاومة الفلسطينية معادلة “غزة – القدس”، جعلها قبلة الوساطات الدولية والإقليمية والعربية، التي تدخلت منذ بدء العدوان على المسجد الأقصى؛ وذلك لإدراكها أن قيادة المقاومة هي التي تمسك بزمام الأمور، سواء في القدس والضفة أم تلويحها بالتصعيد من غزة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن “المجتمع الدولي والعرب والوسطاء و”الإسرائيليين” بشكل خاص معنيون بالتهدئة مع غزة؛ لأن الذي يهدد بتفجير الوضع ويقلب الوضع هي المقاومة في غزة“.
وأضاف أبو شمالة لـ”قدس برس” أن “الأمر وصل إلى أكثر من 160 اتصالاً في اليوم الواحد مع قيادة المقاومة، وهم مطمئنون أن السلطة في رام الله لن تفعل شيئاً، ولن تبدأ في المقاومة، ولن تطلق يد الشعب الفلسطيني لانتفاضة ومواجهات، ولن تقوم بقطع العلاقات مع الإسرائيليين أو وقف التنسيق والتعاون الأمني أو تطبيق قرارات المجلس المركزي”، وفق قوله.
وقال “لا نستغرب لأن تكون كل الاتصالات ومحاولة عدم التصعيد، سواء الوساطات المصرية أو القطرية أو الروسية أو الأمم المتحدة؛ تستهدف تحقيق التهدئة من خلال عدم إقدام غزة على خطوة تصعيدية، وبعد ربط القدس بغزة والمقاومة“.
محور وقبلة
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو إنه “لأول مرة نشهد أن قيادة المقاومة أصبحت هي محور وقبلة كل المتدخلين لوقف التصعيد وليست السلطة في رام الله“.
وأضاف عبدو لـ”قدس برس” أن “حالة الإجماع الشعبي والوطني كانت حاضرة في المشهد، وكل القيادات كانت تتحدث بنفس السياق والطريقة، وربما فقط كانت السلطة الفلسطينية في حالة صمت، ولكن ما دفعها للتحرك والحديث هو تهافت الدول الإقليمية والدولية والأمم المتحدة على قيادة المقاومة وليست على رام الله كما كان يحدث بالماضي“.
وأضاف أن “هذه المعادلة (غزة – القدس) اليوم ترسخت لتؤكد أن معركة سيف القدس في مايو الماضي ما زالت ممتدة ولن تتوقف، ونحن نشهد الموجة الثانية منها، وقادم الأيام سنشهد موجات تتعلق بمعركة واحدة عنوانها سيف القدس، وهو الأمر الثاني الذي تحقق” وفق ما يرى.
وأكد أن الحراك الإقليمي والدولي يتدخل لصالح الاحتلال، وليس لصالح الطرف الفلسطيني، ويأتي في سياق تحقيق الاحتلال لأهدافه، وهناك أيضاً تدخل غربي لوحظ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، رغم انشغالها في حرب تتعلق بالتوازنات الدولية وعلاقاتها مع روسيا من خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
ورأى أن هناك “3 عوامل أساسية ساعدت في إفشال المخطط الإسرائيلي لتجسيد السيادة الدينية على الأقصى، وهي: المرابطون في المسجد الأقصى، والعامل الثاني المعتكفون في الأقصى، والعامل الثالث هو المقاومة الفلسطينية“.