المكان محطة الباصات المركزية في القدس، التوقيت الساعة السابعة والنصف صباحاً بتوقيت فلسطين، هز انفجاران محطتي باصات مركزيتين، أوقعا قتيلاً و20 جريحاً في صفوف المستوطنين، في عملية أربكت كل المنظومة السياسية والأمنية في كيان الاحتلال، خاصة مع عودة هذا النوع من العمليات التي تصيب الصهاينة في مقتل وتشل حركتهم وتوقع بهم خسائر فادحة.
وقد وصفت وسائل إعلام صهيونية الهجوم بالكبير والصعب، وأن من تقف خلف تلك الهجمات حركة “حماس”، مسلطة الضوء على حالة الإرباك والتوتر في صفوف أجهزة أمن كيان الاحتلال، لافتة إلى أن دورة جديدة من العمليات قد انطلقت شرارتها، وأعادت للأذهان مشاهد تفجير الباصات قبل عقدين من الزمن، ورسم مرحلة جديدة للمقاومة الفلسطينية.
“حماس”: عملية القدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال وساحة المقاومة هي فلسطين
بداية لعمل مقاوم
من جانبه، قال الكاتب والباحث الفلسطيني مصطفى الصواف، في تصريح لـ”المجتمع”: إن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي القدس وفي كل مكان من فلسطين قالت كلماتها الأولى، التي تؤكد استمرارها وتطورها، وفي الوقت نفسه تقول للاحتلال: لا مقام لكم على أرض فلسطين، وإن إرهابكم بحق القدس والخليل ونابلس وجنين، وإعداماتكم بحق الفتيات والفتية والشباب والرجال لن تمر مر الكرام، ولا تقول المقاومة هذا الكلام فقط لتبريد الأجواء أو لغيرها من الأمور التي يعتبرها الاحتلال قبولاً بجرائمه وفرض سياسة الأمر الواقع وبالقوة يفرض الاحتلال ما يريد.
وأضاف الصواف أن عملية القدس المزدوجة تؤكد أن المقاومة في تطور، وأن الاحتلال وإرهابه سيكون دافعاً أكبر لهذا العمل المقاوم رغم ما يدعيه قائد جيش كيان الاحتلال من انتشار أكثر من نصف قواته في الضفة وفلسطين المحتلة، إلا أن الفشل العسكري والأمني لدى أجهزة الاحتلال يزداد عمقاً، مشيراً إلى أن المقاومة ستقوى وتتطور وحاضنتها الشعبية تزداد قوة، وهذا الأمر الذي لا ينفع فيه الاعتقالات والهدم والحصار وغيرها من إجراءات الاحتلال التي ستزيد المقاومة قوة، وستصيب الاحتلال بمزيد من الخيبة.
وأوضح الصواف أن التطور الحادث للمقاومة ليس في العمل المقاوم فقط، ولكن على ما يبدو أن هناك تطوراً أعمق في أدوات المقاومة اللوجستية، وفهما عميقاً بتعزيز مفهوم العمل الأمني الذي يسبق العمل المقاوم، لافتاً إلى أن الاحتلال فعلاً لا يملك حتى الآن أي معلومة عن المنفذ، إن كان فرداً أو جماعة، وما هي هذه الجماعة؟ وأين هي؟ آملاً ألا يصل الاحتلال إلى إجابات عن تلك الأسئلة التي يثيرها، ورغم ذلك يواصل تهديداته للمقاومة ولغزة ولقادة المقاومة، أسلوب قديم يمارسه ظناً أن التهديد يخيف المقاومة أو حتى لو نفذ هذا التهديد.
الصواف: المقاومة في تطور مستمر والأيام القادمة ستكشف المزيد من إبداعات المقاومة
مقاومة مستمرة
بدورها، أكدت قوى المقاومة الفلسطينية أن عملية القدس المزدوجة البطولية تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال، داعية للاستنفار والحيطة والحذر من غدر العدو الذي قد يقدم على أي عمل مفاجئ له، بعد الضربة التي تلقاها في القدس، مؤكدة في بيانات حصلت عليها “المجتمع” أن المقاومة هي شعار وحق يرفعه الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
وقالت حركة “حماس”، في بيان لها تلقت “المجتمع ” نسخة منه: نؤكد في حركة “حماس” حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الذي يتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات جرائم جيشه وإرهاب مستوطنيه ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وأشار بيان “حماس” إلى تمادي الاحتلال في ارتكاب جرائمه وتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وآخرها قتل الفتى أحمد شحادة في مدينة نابلس، ومواصلة القتل بدم بارد للمدنيين العزل، حيث ارتقى منذ مطلع هذا العام برصاص الاحتلال الغادر في الضفة الغربية 148 شهيداً، وآلاف الجرحى والبيوت المهدمة، وكل أشكال الجرائم الصهيونية.
وأكدت “حماس” أن محاولات الاحتلال التحريض على حركة “حماس” وعلاقاتها مع دول المنطقة من خلال تحميل المسؤولية لأطر حركية خارج فلسطين ما هي إلا محاولة للتغطية على عجزه في مواجهة ثورة الشعب الفلسطيني المجيدة، مؤكدة سياستها الثابتة بأن ساحة المقاومة وإدارتها داخل أرضنا الفلسطينية المحتلة.