نعرض هنا 15 عملاً يمكن للذكاء الاصطناعي أداؤها، وأخرى لا يمكنه القيام بها، وفقًا لبحث من جامعة هارفارد الأمريكية بولاية ماساتشوستس، ومختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لينكولن.
تم إنشاء وتصميم تقنية تسمى الذكاء الاصطناعي لمساعدة أنظمة الكمبيوتر على تكرار السلوك البشري، تستطيع الآلة بهذه التقنية أن تتعلم وتتطور وتوظف في النهاية تفكيراً شبيهاً بالتفكير البشري لحل المشكلات المعقدة من خلال المعالجة المتكررة والتدريب المستمر على الخوارزميات المرتبطة بالخبرة.
وهناك عدة طرق «لتعليم» أجهزة الكمبيوتر، ولكن أحد أكثر الأساليب شيوعًا هو التعلم المعزز، حيث يكافأ الذكاء الاصطناعي على الأنشطة المرغوب فيها ويعاقب على الأنشطة غير المرغوب فيها، وقد حققت هذه التقنية نجاحًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للألعاب، لأنها تتيح للذكاء الاصطناعي أن يصبح أكثر حكمة لأنه يعالج المزيد من البيانات.
يمكن للذكاء الاصطناعي تصفية البريد الإلكتروني العشوائي، وتصنيف المستندات وترتيبها بناءً على العلامات أو الكلمات الرئيسة، وإطلاق الهجمات الصاروخية أو الدفاع عنها، والمساعدة في الإجراءات الطبية المعقدة، ومع ذلك، إذا شك الناس في أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن التنبؤ به ولا الوثوق به، عندها يمكن تقويض التعاون مع هذه التكنولوجيا بسبب عدم الثقة.
ولكن لأن الخوارزميات المتقدمة الذكية المتنوعة تمتلك القدرة على التعرف على الاتصال الدقيق والتمييز بين ردود الفعل السلوكية، ما قد يتشجع الناس على النظر للذكاء الاصطناعي كشريك وليس مجرد منافس في ألعاب الفيديو.
نحاول هنا تقييم مستوى الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، وكذلك خوارزميات التعلم والنماذج التنبؤية، ونسجل إمكانات وقيود الأتمتة في العديد من السياقات.
وفيما يلي بعض الأعمال التي يمكن للذكاء الاصطناعي أداؤها، وأخرى لا يمكنه القيام بها، وفقًا لبحث من جامعة هارفارد، ومختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لينكولن:
1- يمكن للذكاء الاصطناعي تقليد السلوك البشري، ولكنه لا يستطيع إنشاءه:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتدرب ويتعلم، فالذكاء الاصطناعي يجمع بين مدخلات البيانات وخوارزميات المعالجة التكرارية لتحليل وتحديد الأنماط، ومع كل جولة من المدخلات الجديدة، «يتعلم» الذكاء الاصطناعي من خلال عمليات التعلم العميق واللغة الطبيعية المتضمنة في خوارزميات التدريب.
يحلل الذكاء الاصطناعي وينظم ويصنف الملايين من نقاط البيانات بسرعة، ويزداد ذكاءً مع كل تكرار، يختلف التعلم من خلال التغذية الراجعة من تراكم البيانات عن التعلم البشري التقليدي، الذي يكون بشكل عام أكثر عضوية، عموماً يمكن للذكاء الاصطناعي تقليد السلوك البشري، ولكنه لا يستطيع إنشاءه.
2- لا يمكن للذكاء الاصطناعي النجاح في الجامعة:
لا يستطيع الذكاء الاصطناعي الإجابة عن الأسئلة التي تتطلب الاستدلال، أو تتطلب فهمًا دقيقًا للغة، أو فهمًا واسعًا لموضوعات متعددة، بعبارة أخرى، بينما نجح العلماء في «تعليم» الذكاء الاصطناعي كيفية اجتياز اختبارات العلوم المعيارية للصف الثامن وحتى اختبارات المرحلة الثانوية، لم يستطع الذكاء الاصطناعي أن يجتاز بعد امتحان القبول في الجامعة.
تتطلب امتحانات الالتحاق بالكلية قدرة منطقية ولغوية أكبر من قدرة الذكاء الاصطناعي حاليًا، وغالبًا ما تتضمن أسئلة مفتوحة بالإضافة إلى الاختيار من متعدد.
3- الذكاء الاصطناعي دائم التحيز:
غالبية العاملين في صناعة التكنولوجيا هم من الرجال، الرجال البيض خصوصاً، ونظرًا لأن الذكاء الاصطناعي هو في الأساس امتداد لمن يبنونه، فإن التحيزات واضحة في الأنظمة المصممة لتقليد السلوك البشري.
تشغل النساء حوالي 25% فقط من وظائف الكمبيوتر، و15% من وظائف الهندسة، وفقًا لمركز «بيو» للأبحاث، أقل من 10% من العاملين لدى عمالقة الصناعة «Google»، و«Microsoft» و«Meta» هم من السود، ويتضخم هذا النقص في التنوع بشكل متزايد مع تزايد «تعلم» الذكاء الاصطناعي من خلال المعالجة التكرارية والتواصل مع الأجهزة التقنية أو الروبوتات الأخرى، ومع تزايد تكرار روبوتات المحادثة لخطاب الكراهية أو الفشل في التعرف على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، فإن التدريب المتنوع ضروري.
4- يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على الصور والأصوات:
تشكل البيانات غير المنظمة مثل الصور والأصوات وخط اليد حوالي 90% من المعلومات التي تتلقاها الشركات، وقدرة الذكاء الاصطناعي على التعرف عليه لها تطبيقات غير محدودة تقريبًا، من التصوير الطبي إلى المركبات المستقلة إلى التعرف على الوجه الرقمي/ بالفيديو والأمان، مع إمكانات هذا النوع من القوة المستقلة، يعد التدريب على التنوع إدراجًا ضروريًا في أصول التدريس في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى الجامعة -حيث يوجد أكثر من 80% من المدرسين من الرجال البيض على وجه الخصوص- فلا بد إذن من التدريب على تعزيز التنوع في ممارسات التوظيف وبالتالي في الذكاء الاصطناعي.
5- لا يمكن للذكاء الاصطناعي قيادة السيارة:
حتى مع وجود الكثير من ابتكارات السيارات المتقدمة، لا يمكن للسيارات ذاتية القيادة التعامل بشكل موثوق وآمن مع القيادة على الطرق المزدحمة، هذا يعني أن تقنية الذكاء الاصطناعي لسيارات الركاب بعيدة على الأرجح عن السائق الآلي الكامل، فبعد عدد من الحوادث، تركز الصناعة على الاختبار والتطوير بدلاً من الضغط من أجل إنتاج تجاري واسع النطاق.
6- لا يمكن للذكاء الاصطناعي تحكيم مسابقات الجمال:
قامت شركة «Beauty.ai» ببرمجة 3 خوارزميات مختلفة لقياس التناسق والتجاعيد والشباب في مسابقة جمال يحكمها نظام ذكاء اصطناعي، ومع أن الآلات لم تكن مبرمجة لاختيار لون البشرة كجزء من معادلة الجمال، إلا أن جميع الفائزات الـ44 المحددات كن من البيضاوات، رغم أنه لم تتم برمجة أي خوارزميات لاكتشاف الملونات أو البشرة الداكنة.
7- يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة وتصنيف النصوص والمستندات:
نظرًا لأن معظم المعلومات الواردة هي بيانات غير منظمة، فإن الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي المبرمج مع برامج أخرى لترتيب النصوص والوثائق وتصنيفها.
أحد الأمثلة الشائعة هو خوارزمية «Gmail» من «Google» التي تفرز البريد العشوائي، مثال آخر لتصفية الذكاء الاصطناعي للبيانات غير المهيكلة الواردة هو ميزة اكتشاف الكلام الذي يحض على الكراهية في «Facebook»، ومع ذلك، يميل الذكاء الاصطناعي إلى صعوبة اكتشاف الفروق الدقيقة، لذا يتعين على البشر عادةً مراجعة المحتوى الذي يتم الإبلاغ عنه بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهناك حاجة لخوارزميات المشاعر المرتبطة بالتنوع والتدريب الشامل لاكتشاف السياقات الثقافية.
8- لا يمكن للذكاء الاصطناعي مشاهدة وفهم مباريات كرة قدم:
يمكن وصف الذكاء الاصطناعي بأنه هش، وهذا يعني أنه يمكن أن ينهار بسهولة عند مواجهة أحداث غير متوقعة، فأثناء عزل «كوفيد 19»، استخدم فريق كرة قدم إسكتلندي نظام كاميرا أوتوماتيكيًا لبث مباراته، لكن كاميرا الذكاء الاصطناعي أربكت كرة القدم بجسم دائري لامع آخر، وهو رأس أصلع لحكم المباراة.
9- يمكن للذكاء الاصطناعي تقليب البرجر، ولكنه لن يكون بديلاً للطهاة:
جهاز «Flippy» هو جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي يقوم بتقليب البرجر في سلاسل الوجبات السريعة في كاليفورنيا، يعتمد الذكاء الاصطناعي على أجهزة استشعار لتتبع درجة الحرارة ووقت الطهي، ومع ذلك، تم تصميم «Flippy» للعمل مع البشر بدلاً من استبدالهم، في النهاية، سيتمكن مساعدو الذكاء الاصطناعي مثل «Flippy» من أداء مهام أكثر تعقيدًا، لكنهم لن يكونوا قادرين على أن يكونوا بدلاء لذوق الطهاة وبراعتهم.
10- يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بالاستثمارات، ولكن المبالغة في الاعتماد عليه تؤدي للركود:
تقوم أجهزة الكمبيوتر الأكثر ذكاءً باستثمارات أكثر ذكاءً، لأنه بدون التحيزات العاطفية للمتداولين من البشر، أدى التداول المدفوع بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة العوائد المالية.
يعزز التعلم المعزز خوارزميات الاستثمار، التي تدرس مئات الملايين من نقاط البيانات لتحديد الاستثمار الذي يحقق أعلى عائد، فمن خلال «Alexa» من «Amazon»، أطلقت «TD Ameritrade» منصة يتم تنشيطها صوتيًا، يمكن توجيه تعليمات إلى «Alexa» للشراء أو البيع أثناء الطهي أو القيادة، إن الفكرة القائلة بأن الاقتصادات عالية الآلية أكثر نجاحًا من الاقتصادات الناشئة هي أحد التحيزات المتأصلة في هذا.
ونتيجة لذلك، قد تقرر الآلة الاستثمار في اقتصادات عالية الأتمتة بناءً على تقنيات الاستثمار التي تتجنب الخسارة، مما قد يؤدي إلى تفاوتات أكبر في الثروة وحتى ركود النمو الاقتصادي.
11- لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمنع نفسه عن شراء الأشياء:
في عام 2017، طلب طفل يبلغ من العمر 6 سنوات من دالاس منزلًا للدمى بقيمة 170 دولارًا بأمر واحد بسيط لجهاز «أمازون أليكسا للذكاء الاصطناعي» (Amazon AI، Alexa)، وعندما نقل صحفي إخباري تلفزيوني القصة وكرر بيان الطفل «أمرتني أليكسا بشراء بيت دمية»، استجابت لـ«أليكسا» مئات الأجهزة في منازل الآخرين كما لو كانت أمرًا.
فعلى الرغم من ذكاء تقنية الذكاء الاصطناعي هذه، لا تزال «أليكسا» والأجهزة المماثلة تتطلب مشاركة بشرية لتعيين التفضيلات ولمنع الأوامر الصوتية لعمليات الشراء التلقائية ولتمكين إجراءات الحماية الأخرى.
12- يمكن للذكاء الاصطناعي تربية مليارات الصراصير في المزرعة:
تعتمد شركات الأدوية الصينية على الذكاء الاصطناعي لتهيئة الظروف المثلى والحفاظ عليها لأكبر منشأة لتربية الصراصير في العالم، يتم تربية الصراصير بالمليارات ثم سحقها لصنع جرعة شافية يعتقد أنها تعالج مشاكل الجهاز التنفسي والمعدة، بالإضافة إلى أمراض أخرى.
13- لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مبدعاً:
يخشى الناس من أن الاقتصاد المؤتمت بالكامل يمكن أن يقضي على الوظائف، وهذا صحيح إلى حد ما، فالذكاء الاصطناعي موجود بالفعل، لكن الملايين من الخوارزميات المبرمجة بمهمة محددة بناءً على نقطة بيانات محددة لا يمكن أبدًا الخلط بينها وبين الوعي الفعلي.
أكد عالم المخ هيننج بيك أن الأفكار الإبداعية والأفكار الجديدة فريدة من نوعها بالنسبة للدماغ البشري، يمكن للناس أن يأخذوا فترات راحة ويمكن أن يرتكبوا أخطاء، ويتعبوا أو يتشتت انتباههم، كل هذه الخصائص يعتقد هيننج بيك أنها ضرورية للإبداع.
المحاولة والفشل والتراجع وأخذ قسط من الراحة والتعلم من الآراء الجديدة والبديلة هي المكونات الرئيسة للإبداع والابتكار، وسيظل البشر دائمًا مبدعين؛ لأننا لسنا أجهزة كمبيوتر.
14- يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينظف أسنانك:
تحلل فرش الأسنان التي تدعم الذكاء الاصطناعي الوقت والضغط والوضع بالإضافة إلى التعلم من المستشعرات وأنماط الفرشاة وأشكال الأسنان لتحسين نظافة الفم، تتصل أدوات طب الأسنان باهظة الثمن تلك بالبرامج التي تعتمد على الكاميرات الأمامية في الهواتف الذكية، مما يجعلها أكثر شبهاً بالفرشاة الكهربائية من الروبوتات.
15- يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلقح الزهور:
بلان بي (Plan Bee) هو نموذج أولي لطائرة مسيرة صغيرة تحاكي سلوك النحل، قامت آنا هالدويج، مبتكرة تلك المسيرة الصغيرة، بابتكار جهاز تعليمي غير عادي باللونين الأصفر والأسود للذكاء الاصطناعي لنشر الوعي حول أدوار النحل كملقحات متقاطعة وأهميتها في نظامنا الغذائي، وجدت شركات أخرى أيضًا طرقًا مختلفة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التلقيح وبعضها يستخدم لتحسين صحة النحل أيضًا.
________________
المصدر: «stacker.com».