خلال 3 أيام فقط تم نشر 80 كذبة حول الزلزال بالإضافة للتحريض ضد اللاجئين السوريين والأفغان
المعارضة أثارت الهلع وعطلت عمليات الإنقاذ بنشرها أنباء كاذبة عن انهيار سدود بعض الأنهار
المباني التي أقامتها المعارضة أثناء وجودها بالحكم هي التي انهارت وسببت جل الخسائر
قبل وقوع الزلزال بأيام أعلنت 6 دول وقف خدماتها القنصلية بإسطنبول!
في تنسيق آثم بين أعداء تركيا في الداخل والخارج، سارع رؤساء أحزاب المعارضة بعد وقوع الزلزال، وانهيار مئات الأبنية على مَن فيها من البشر، بتوجيه كل أسلحة الغدر والكذب في هجمات متتالية ومنسقة ومتزامنة على كل إجراء تتخذه الدولة لمواجهة آثار الزلزال؛ بهدف إثارة الجماهير وشحنها وإشعال حدة غضبها.
بعد لحظات من وقوع الزلزال الأول في تركيا، أطلقت المعارضة حملة واسعة لتحريض الشعب التركي ضد الحكومة، تتهمها بالإهمال والتقصير؛ بهدف تحويل آلام المنكوبين إلى أصوات لصالحها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، وفي الأيام الثلاثة الأولى، تم نشر نحو 80 كذبة متعلقة بالزلزال والمنطقة المنكوبة والمتضررين من الكارثة، كما يقول الكاتب التركي إسماعيل ياشا، بالإضافة إلى التحريض ضد اللاجئين السوريين والأفغان.
وتناست المعارضة أنه لولا ما قام به حزب العدالة والتنمية من تطوير لمرافق الدولة، وتحسين الخدمات على الطرق، وإنشاء الجسور بين المحافظات، وزيادة عدد المحطات التي تقوم بتغذية المدن بالطاقة والكهرباء، والحرص على وجود مطار دولي في كل محافظة، لكانت الكارثة أكبر مما هي عليه الآن بكثير.
أكذوبة انهيار السدود
وفي أخسّ صورة من صور الشائعات، نشر موالون للمعارضة التركية أنباء كاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي ادعوا فيها أن سدوداً على بعض الأنهار انهارت بسبب الزلزال، وأن المياه ستغرق مدينة هاتاي خلال دقائق، وأدى انتشار هذه الشائعة إلى هلع في المدينة، وتوقفت أعمال البحث والإنقاذ لبرهة، في وقت كانت فيه الحاجة ماسة لكل ثانية لإنقاذ أرواح العالقين تحت الركام.
وأكد وزير الزارعة التركي وحيد كيريشتي، فيما بعد، أن جميع السدود ومحطات الطاقة في البلاد في حالة جيدة، ولم تتأثر بالزلزال، وقال كيريشتي: إن فرقاً فنية تقوم بعمليات الفحص والمراقبة للسدود ومحطات توليد الطاقة للتأكد من سلامتها.
واستبعد خبراء الزلازل تأثر السدود التركية الواقعة على نهر الفرات، وأهمها سدا «أتاتورك» و«كابان»، بتلك الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزالي قهرمان مرعش اللذين ضربا 10 ولايات كاملة شرق وجنوب شرقي تركيا.
وقد حاولت المعارضة التركية عبثاً الاستفادة من الكارثة، بشكل انتهازي واضح، رغم أن الزلزال أثبت أن المباني والبيوت التي أقامتها المعارضة، أثناء وجودها في الحكم، والتي أقامها مناصروها، مثل مقاول البناء محمد يشار جوشكون، هي التي انهارت وسببت جل الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وقد هرعت الحكومة التركية ومنظمات المجتمع المدني بكل مؤسساتها وإمكاناتها إلى المنطقة المنكوبة بعد وقوع الزلزال الأول، إلا أن اتساع رقعة الزلزال وانهيار بعض الطرق المؤدية إلى المدن والقرى المنكوبة، بالإضافة إلى كثافة الثلوج وسوء الأحوال الجوية؛ جعل الوصول إلى كافة المنكوبين بعد وقوع الزلزال مباشرة أمراً مستحيلاً؛ ما دفع أنقرة إلى إعلان درجة الإنذار الرابعة لتطلب مساعدة دولية.
العلمانية تعانق العنصرية
ورغم أن حكومة العدالة والتنمية تحركت منذ اللحظة الأولى، على عكس ما وقع في الزلازل السابقة وخاصة زلزال عام 1999م، فإن أوميت أوزداغ، زعيم حزب الظفر اليميني المتطرف لم يتوقف عن إثارة الكراهية ضد السوريين واتهام الحكومة الحالية بالتقصير؛ لدرجة أن منقذاً تركياً هاجمه وجهاً لوجه قائلاً: نحن نعيش الرعب بسبب الكارثة، وأنت تسيّس كارثة الزلزال، وتلهث وراء الانتخابات والسوريين، مع أن دول العالم بما فيها اليونان هبت لمساعدتنا، لا نريد سماع أي شيء منك بعد الآن، سئمنا من سماع هذه الأكاذيب! وواصل: من فضلك، أبعد يديك عنا ودعنا وشأننا.
كمال قلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، حمّل الرئيس رجب طيب أردوغان مسؤولية ما حدث، معلقاً بقوله: إذا كان هناك شخص مسؤول عن هذا بشكل رئيس، فهو أردوغان، مضيفاً: خلال 20 عاماً، هذه الحكومة لم تُعدّ البلاد لزلزال، مشيراً إلى تقدمه بطلب رسمي لزيارة رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، لكنه لم يتلق رداً، على حد قوله.
لم يتأخر رد أردوغان، فقد قالت مصادر إعلامية تركية: إنه (أردوغان) امتنع عن مصافحة قلجدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو، خلال مشاركته في جنازة بايكال التي عقدت في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، وحضر الجنازة نائب الرئيس فؤاد أقطاي، ورئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كرتولموش.
وقبل وقوع الزلزال بأيام، وقعت حادثة غريبة؛ حيث أعلنت 6 دول على الأقل، من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا، وقف خدمات مكاتبها القنصلية في إسطنبول مؤقتاً، وقامت عدة سفارات غربية بدعوة رعاياها في تركيا إلى «اليقظة» في مواجهة مخاطر هجمات إرهابية، وأوصت الولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً بتجنب مناطق سياحية معينة في وسط إسطنبول، مثل ميدان تقسيم ومحيط كنائس مسيحية ويهودية؛ وهذا ما حدا ببعض رواد مواقع التواصل إلى ادعاء أن الزلزال الذي تعرضت له تركيا وسورية زلزال مصنوع من قبل أمريكا بهدف إسقاط أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة!
لكن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اتهم تلك الدول بشن حرب نفسية على تركيا قد تضر بقطاعها السياحي، واتهمها بالسعي لزعزعة استقرارها، ووصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم التحذيرات الغربية بأنها «غير مسؤولة».
وهاجم الوزير السفير الأمريكي قائلاً: كل سفير أمريكي يسأل: كيف يمكنني إيذاء تركيا؟ لقد كانت هذه واحدة من أكبر مصائب تركيا لسنوات عديدة، إنه يجمع السفراء الآخرين ويحاول تقديم المشورة لهم، يفعلون الشيء نفسه في أوروبا، السفارة الأمريكية تدير أوروبا.
وصرح رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون أن الشائعات والمعلومات المضللة على منصات مواقع التواصل تسببت في إلحاق أضرار جسيمة بعمليات إنقاذ المتضررين من الزلزال المدمر.
وأردف ألطون، بسلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»: في هذا الزلزال الأخير، تسببت المعلومات غير المؤكدة والكاذبة المتداولة على منصات التواصل بإلحاق أضرار جسيمة بأنشطة الإنقاذ.
وقال المسؤول التركي: رأينا بوضوح شديد كيف تعمل خوارزميات منصات التواصل على مضاعفة المعلومات المضللة والدفع بالمعلومات الصحيحة إلى الوراء، وأضاف: بالطبع اتخذ القضاء، أيضاً، إجراءات ضد مثل هذه المعلومات المضللة القاتلة التي أعاقت عمليات البحث والإنقاذ.