عازف الليل مسعود أوزيل يعلن اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة امتدت 17 عاما عزف خلالها ألحانا كروية في الملاعب، وخارجها يعزف وعيا بقضايا الأمة، فهو يسجل الأهداف ويحدثنا عن فلسطين وعن معاناة مسلمي الأويغور، فكانت النتيجة أن دفع فاتورة نصرة المظلومين وضريبة العنصرية.
نشر اللاعب الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل قرار اعتزاله أمس الأربعاء عبر حساباته في منصات التواصل الاجتماعي، ووصف مسيرته في الملاعب بأنها كانت فرصة يشعر لها بالامتنان، ووجه الشكر للأندية التي لعب لها، موضحا أن سبب اعتزاله الإصابات التي تلاحقه مؤخرا، وأعلن تفرغه لحياته العائلية.
قال عنه المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي في تصريحات لمجلة المجتمع: “أوزيل اللاعب ترك بصمة فنية في كل الفرق التي لعب لها بما في ذلك منتخب ألمانيا، وأوزيل الإنسان ترك بصمات عديدة في مشواره لذلك سيبقى قي أذهان الناس عالقا”.
أما الصحفي الرياضي أحمد سعيد فيقول عنه: “أوزيل لاعب تاريخي عاصر أفضل مرحلة في تاريخ ريال مدريد الحديث وحقق معهم العديد من البطولات كما حقق مع منتخب ألمانيا كأس العالم 2014 في البرازيل، وبالأرقام هو أحد أهم لاعبي التاريخ الحديث، كوّن صداقة كبيرة مع النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو في ريال مدريد، وقال عنه مورينهو المدرب البرتغالي الشهير “إنه واحد من أكثر اللاعبين عبقرية عبر التاريخ”.
وعما تعرض له أوزيل من عنصرية وإقصاء يضيف أحمد سعيد: الغرب لم يرض عنه بسبب مواقفه السياسية والإنسانية سواء بعد التقاط صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو دعمه المتواصل للعديد من القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية وقضية مسلمي الأويغور ومعاناة الشعب السوري.
كذلك في تصريحات لـ”المجتمع” قال الصحفي الرياضي طارق القباني: “مسعود أوزيل كلاعب حقق شهرة عالمية مع أندية كبيرة، لكنه كإنسان كشف لنا ازدواجية التعامل بعد تعرضه للعنصرية بسبب مواقفه الإنسانية سواء مع القضية الفلسطينية أو مسلمي الأويغور لتظل كلمته “أنا ألماني عند الفوز، مهاجر عند الخسارة” حقيقة تكشف سياسة الكيل بمكيالين لدى الغرب.
الكاتب الرياضي “مصطفى فرحات” يقول عنه: “عندما قرأت خبر اعتزال أوزيل، فان أول ما تبادر إلى ذهني هي تلك التسديدة البعيدة التي ارتطمت بالعارضة في مباراة الكلاسيكو “بين برشلونة وريال مدريد”، لأنك عندما تقرأ خبر اعتزال لاعب كنت مُعتادًا أن تُتابعه بشكل أسبوعي، فان ما تُفكر به لحظتها هو أبرز اللقطات التي تستذكرها له، ربما كانت أجمل عارضة شاهدتها في حياتي.
ويضيف: لكن بالحقيقة، أوزيل كان أفضل من أن نتذكره بلقطات معدودات، لاعب كان يتمتع بقدرات هائلة بصناعة اللعب، والكرة كانت تخرج من قدميه مثل الحرير، وكان ذكيًا، وقبل كل شيء، كان إنسان يتمتع بقدر عالٍ من المسؤولية في الإضاءة على القضايا الإنسانية.
تألق أوزيل مع منتخب ألمانيا وكان من أبرز لاعبيه وحقق معه كأس العالم 2014 في البرازيل، لكن بعد التقاط صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 2018 كونه من أصول تركية، واجه عنصرية مقيتة فوصفته الصحافة الألمانية بالمهاجر وجعلت منه كبش فداء لخروج ألمانيا من الدور الأول في مونديال روسيا، وشككت في انتمائه رغم أنها كانت تتغنى به وبكونه ألمانيًا من قبل، ما دفعه إلى اعتزال اللعب دوليا.
حتى أنه في بيانه الشهير الذي أعلن خلاله اعتزال اللعب دوليا بعد مونديال 2018، عبر عن هذه العنصرية التي واجهها ومحاولة تحميله المسؤولية عن إخفاق منتخب بأكمله، بكلمته الشهيرة “أنا ألماني عند الفوز ومهاجر عند الخسارة”.
أما مسيرته في الأندية بدأت في نادي “شالكه” الألماني عام 2006 لعب لعامين في صفوف فريقه الأول، ثم انتقل إلى نادي فيردر بريمن، أعقبها واحدة من أبرز محطاته بالانتقال لريال مدريد عام 2010 والذي لعب له 3 مواسم.
انتقل بعد ذلك لنادي أرسنال الإنجليزي ليلعب في صفوفه 8 مواسم، لكن هذه المسيرة المتألقة انتهت بسبب مناصرته مسلمي الأويغور وما يتعرضون له علي يد الصين في تركستان الشرقية، لينتقل أوزيل للعب في تركيا بنادي فنربهشة التركي ثم إسطنبول باشاك شهير، وهو في الأساس من أصول تركية ولد في ألمانيا لعائلة تركية هاجرت إلى ألمانيا.