تواصل دولة الكويت موقفها المندد لقيام أحد المتطرفين بحرق المصحف الشريف للمرة الثانية في السويد.
وحذر وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، بحسب بيان وزارة الخارجية، من أن مثل تلك الممارسات المتكررة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين، لا سيما أنها تزامنت مع ذكرى الهجرية النبوية.
وحمل الصباح الجانب السويدي المسؤولية كاملة حيال استشراء هذه الأفعال التي تُذْكي خطابات الكراهية ضد المسلمين وتشجع على العنف، خاصة أن الحادثة قد تكررت على يد نفس الشخص وخلال فترة وجيزة.
خطوات عملية
وعلى ضوء هذا الفعل المستنكر، أكد الشيخ سالم الصباح أن دولة الكويت تقوم بالتشاور والتنسيق مع دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية الشقيقة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ خطوات ملموسة وعملية تضمن عدم تكرار مثل هذه الأفعال المرفوضة.
ودعا وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى نبذ خطابات الكراهية وبذل الجهود الرامية لتكريس قيم التسامح واحترام الأديان، حاثاً المجتمع الدولي على سن قوانين وتشريعات تدين وتجرم الإساءة للأديان.
في ذات السياق، أعربت الوزارة، أمس السبت، عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لقيام مجموعة من المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن في خطوة استفزازية جديدة من شأنها تعميق مشاعر الكراهية والتطرف، وتسيء لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
وطالبت الوزارة، في بيان صحفي، حكومة الدنمارك بضرورة تحمل مسؤولياتها للوقوف على خلفية هذا الفعل المشين، والعمل على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لوقف هذه التصرفات غير المسؤولة والممارسات المرفوضة التي تستهدف رموز ومقدسات المسلمين بالشكل الذي يضمن عدم تكرارها، داعية إلى العمل على سرعة محاسبة مرتكبيها وعدم السماح لهم باستغلال حرية الرأي والتعبير كذريعة للإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وكافة الأديان السماوية الأخرى.
وجددت الوزارة دعوتها للمجتمع الدولي إلى سرعة حشد كافة الجهود الهادفة للتصدي إلى هذه الأعمال البغيضة عبر سن التشريعات والقوانين التي تجرم الإساءة للأديان بما في ذلك الالتزام بالمواثيق الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار الأخير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن مكافحة الكراهية الدينية.
وفي 10 يوليو الجاري، قرر مجلس الوزراء الكويتي طباعة 100 ألف نسخة من القرآن الكريم باللغة السويدية وتوزيعها في السويد.
وبحسب «وكالة الأنباء الكويتية»، كلّف رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح هيئة العناية بطباعة ونشر القرآن الكريم بطباعة 100 ألف نسخة من المصحف الشريف مترجمة للغة السويدية لتوزيعها في السويد.
وجاء القرار بهدف تأكيد سماحة الدين الإسلامي ونشر القيم الإسلامية والتعايش بين البشر جميعًا في جو يسوده المحبة والتسامح والسلام، وإبراز جوانب الرحمة ونبذ مشاعر الكراهية والتطرف والتعصب الديني.
وتأتي هذه الخطوة بعد واقعة قيام اللاجئ العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا (37 عامًا)، بتمزيق نسخة من المصحف وإضرام النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي في 28 يونيو الماضي.
وكانت الشرطة السويدية قد منحت موميكا تصريحًا بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة في العالمين العربي والإسلامي.