يعود تاريخ إنشاء التعليم الديني بدولة الكويت إلى عام 1947م، حيث تم افتتاح المعهد الديني، وذلك في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، الحاكم العاشر للكويت، الذي امتدت فترة حكمه من عام 1921 حتى عام 1950م.
وجاءت فكرة إنشاء المعهد الديني عندما اقترح الشيخ عبدالعزيز حماده على الشيخ عبدالله الجابر إنشاء معهد متخصص لتعليم أبناء الكويت المواد الإسلامية لتأهيلهم لتولي الإمامة والخطابة في المساجد بعد أن ازدادت أعدادها نظراً لاتساع الرقعة السكانية.
وكان الشيخ حماده قد تولى القضاء في محاكم الكويت خلال الفترة من عام 1930 حتى عام 1945م، وهو من رجال الدين والعلم والوعظ.
وللشيخ عبدالله السالم الصباح، أمير دولة الكويت الراحل، الذي امتدت فترة حكمه من عام 1950 حتى عام 1965م قول مأثور في ذلك حينما قال: «إنني أريد أن أرى في الكويت «أزهراً» صغيراً يؤدي الرسالة التي يؤديها الأزهر على أرض مصر».
وكان المعهد الديني عند إنشائه قد اتخذ من منطقة شرق مقراً له، واستقبل طلابه في بداية العام الدراسي 1946/ 1947م، وقسمت المراحل الدراسية فيه إلى ثلاثة أقسام، هي القسم التجهيزي، ويعد الطلاب للالتحاق بالسنة الأولى الابتدائية ومدة الدراسة به سنة واحدة، ثم القسم الابتدائي ومدة الدراسة فيه أربع سنوات، ثم القسم الثانوي ومدة الدراسة فيه أربع سنوات أيضاً، يحصل الطالب بعدها على شهادة ثانوية تؤهله للدراسة في كلية دار العلوم أو الأزهر الشريف في مصر أو العمل بإحدى الوظائف الدينية.
وكان من أهم أهداف التعليم الديني في الكويت توثيق صلة الطالب بكتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما يعينه على فهم القرآن الكريم والسُّنة النبوية وأهدافها وتربية الطالب تربية صالحة عمادها صحة العقيدة وسلامتها.
ويهدف المعهد على المدى الطويل إلى إعداد مخرجات تعليمية ذات تعليم منوع وفقاً للنظم والجودة التربوية المتميزة والمساهمة في تنمية وتطوير المعلمين في المعاهد الدينية وإعداد وتطوير مقررات ومناهج ووسائل التعليم الديني وتطوير أداء الإدارة التعليمية والمدرسية.
ويشمل المعهد الديني بشكله الحديث والواقع في منطقة قرطبة حالياً على مرحلتين؛ هي المتوسطة والثانوية، وكذلك قسماً لطلاب البعوث الإسلامية، ويلتحق خريجو المعهد بكليات الأزهر وجامعة الكويت وكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
ولم يقتصر التعليم في المعهد على أبناء الكويت، بل انضم إليه نخبة من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض البلاد العربية والإسلامية الذين أصبح لهم دور فعال في وظائفهم القيادية في بلادهم.
يذكر أنه تخرج في المعهد الديني كوكبة من الخريجين المتميزين الذين حملوا الدعوة إلى الله إلى جانب قيادتهم حركة العلم والتربية والفكر في شتى المجالات، وكانت أول دفعة قد تخرجت في المعهد الديني في عام 1952م، وكان عددها أحد عشر طالباً (في رمضان 1371هـ/ 1952م)، وكان منهم خمسة مكفوفين، ومن بين الخريجين يوسف عبداللطيف العمر، الذي عمل معلماً ثم وكيلاً للمعهد الديني في فترة علي حسن البولاقي.
ومن أهم الشخصيات التي كان لها دور بارز في تطوير التعليم الديني: الشيخ عبد الله الجابر الصباح – الشيخ يوسف بن عيسى القناعي – الشيخ عبد العزيز قاسم حمادة – الشيخ عيد عبدالله بداح المطيري – الشيخ علي حسن البولاقي – الشيخ علي قاسم حمادة – الشيخ محمد عبد الرؤوف – الشيخ عبد الوهاب الفارس – الشيخ عبد الرحمن جلال – د. عجيل النشمي – د. خالد المذكور.
ومنذ إنشاء المعهد الديني عام 1942م والسلم التعليمي فيه يتكون من ثلاث مراحل دراسية، لكل مرحلة أربع سنوات (الابتدائية والمتوسطة والثانوية)، ثم اقتصرت الدراسة فيه على المرحلتين المتوسطة والثانوية في نهاية العام الدراسي 1975/ 1976م.
هذا، وقد صدرت عدة قرارات وزارية بتنظيم التعليم الديني، منها:
– قرار وزاري رقم (58 / 1981) بشأن تغيير مسمى إدارة المعاهد الدينية لتصبح إدارة التعليم الديني.
– قرار وزاري رقم (259/ 1981) في 30/ 6/ 1981م بشأن استحداث قسم للإرشاد الديني بإدارة التعليم الديني لطلبة المنح الدراسية.
– وفي عام 1982م صدر قرار وزاري رقم (286/ 1982) بإنشاء المجلس الاستشاري للمعاهد الدينية.
وارتبطت بمسيرة المعهد مجموعة من الأسماء التي ساهم أصحابها في تأسيس التعليم الديني في الكويت، في مقدمتهم الشيخ عبدالله الجابر الصباح، والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والشيخ عبدالعزيز قاسم حماده، وعيد عبدالله بداح المطيري.
وإضافة إلى ذلك، فقد كان لبعض شيوخ الأزهر الشريف دور كبير في نشأة المعهد، وهم الشيخ علي حسن البولاقي، والشيخ عبدالرحمن جلال، والشيخ عبدالحكيم نعناع، والشيخ محمد عبدالرؤوف، والشيخ كامل شاهين، والشيخ عبدالمجيد القمري.
كما تولى عدد من خريجي المعهد الديني في الكويت بعض الحقائب الوزارية، ورأسوا محاكم وعملوا مستشارين ودبلوماسيين وفي مواقع عديدة من مجالات العمل الوطني الديني في دولهم.
وبعد مرور 76 عاماً على إنشاء التعليم الديني لا تزال دولة الكويت توليه رعاية فائقة، وقد عززت دوره بإنشاء عدد من المعاهد المتعددة لاستكمال رسالة الأجداد والآباء، فبات عدد الدارسين في التعليم المتوسط والثانوي من البنين والبنات 3192 طالباً وطالبة، يتلقون تعليمهم عبر 924 معلماً ومعلمة (إحصاء عام 2023م)، تحت مظلة إدارة التعليم الديني في 6 معاهد كبرى، للبنين منها (قرطبة متوسط – السميط ثانوي – الفحيحيل متوسط وثانوي – الصليبخات متوسط )، بينما للبنات منها (الفروانية متوسط وثانوي – قرطبة متوسط وثانوي بنات)، وهناك أيضًا المراكز المسائية الدينية الثانوية لتعليم الكبار، البنون (السميط قرطبة – الجهراء – الفحيحيل) – البنات (الفروانية – قرطبة – الجهراء – الرقة).
وكانت وزارة التربية أعلنت في وقت سابق عن إغلاق مبنى المعهد الديني- بنات الكائن بمنطقة الفروانية السكنية اعتباراً من بعد الأحد 21 أكتوبر 2018م ونقل المعهد إلى مبنى مدرسة متوسطة جديد في مدينة جابر الأحمد ليصبح مقراً بديلًا للمعهد الديني بنفس مسماه السابق.
وفي إطار الاستعدادات والجهوزية للعام الدراسي 2023/ 2024م، أصدر وزارة التربية قرارات بافتتاح 18 مدرسة في منطقتي الفروانية التعليمية والأحمدي التعليمية.
وقد جاء بيان المدارس على النحو التالي: 4 مدارس لكل المراحل في منطقة الخيران السكنية، 2 رياض الأطفال في منطقة صباح الأحمد السكنية، 7 مدارس لكل المراحل التعليمية في منطقة غرب عبدالله المبارك، معهد ديني ابتدائي بنات غرب عبدالله المبارك، وإعادة افتتاح 2 رياض أطفال في منطقة الظهر، وإعادة افتتاح مدرسة ابتدائي بنين ذات معلمات في منطقة الظهر.