ما أجمل نساء غزة الطاهرات ذات القلوب الجميلة، وهن يشمرن عن سواعدهن الطيبة في إعداد المأكولات اللذيذة التي صُنعت بكثير من الحب في مطبخهن الخيري؛ لتكون وجبة ساخنة تحل ضيفة في أمعاء الفقراء الخاوية.
نبعت فكرتها من قول رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى”(صحيح البخاري)، حيث إن غزة العزة أكثر ما تكون بحاجة؛ لتطبيق قوله (عليه الصلاة والسلام)؛ لتعزيز صمودها وثباتها.
هذا يجعل كل واحدة من نساء غزة الصابرات يفكرن في الطريقة التي من الممكن أن تشد عضد غزة حتى وإن كانت إمكانياتهن بسيطة إلا أنهن يستطعن أن يقدمن.
مساندة الفقراء
والجميل أن الطعام الذي يجهز في المطبخ الخيري يختلف مذاقه عن أي طعام أخر فهو يعد بكثير من التعاون والتكافل الذي تعده أنامل نساء غزة المُحبات للعطاء، حيث يعملن كل أسبوع على تجهزي مكونات أكلة من المأكولات الطيبة فيكون لكل واحدة منهن عمل ما بين تقطيع البصل، وتنظيف الدجاج، وتقطيع الخضروات وتجهيز الأرز، وغير ذلك.
وتجتمع مكوناتها اللذيذة من أنامل مُتبرعة مُحبة للخير فكل واحدة تساهم بقدر المستطاع فمنهن يقدمن المال، وأخريات يقدمن الخضار، وغيرهن يتبرعن باللحم أو الدجاج، ومن لا تستطيع ذلك فإنهن يشمرن عن سواعدهن في الوقوف لساعات مباركة في تجهز الطعام، وتوزيعه على العائلات الفقيرة التي تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.
وتأتي هذه المبادرة ضمن مبادرات نسائية محبة للخير يحاولن بأفكارهن الجميلة مساندة فقراء غزة خاصة في الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع جراء الحصار، والاحتلال.
الخير للجميع
ومن قوله صلى الله عليه وسلم لأَبِي ذر (رضي الله عنه) “لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ”(صحيح مسلم) جاءت مبادرة الخير للجميع التي تقوم عليها مجموعة من نساء غزة المُحبات للخير فجعلت من فكرتها بأن كل إنسان مهما كان وضعه فإنه يستطيع أن يقدم من الخير ولو شيء يسير.
فإنهن من خلال هذه المبادرة يشجعن الجميع على تقديم المساعدات من خلال استقبال أي شيء قد لا يكون المُتبرع بحاجة له إلا أن غيره يكون بأمس الحاجة له.
هذه المبادرة وجدت أنامل صاغية مُحبة للخير تبرعت بكل ما تستطيع التبرع به من ملابس، وأدوات منزلية، والكثير من الأشياء، يعملن على توزيعها من خلال المبادرة في مساعدة للفقراء.
بسمة أمل
ومنهن حاولت أن ترسم بسمة أمل على ملامح طالبتها الفقراء من خلال العمل ضمن إمكانيات مادية بسيطة استطاعت عبرها فتح باب التبرع في مداخل الخير من الزي المدرسي، والحقيبة، والقرطاسية.
وكل حقيبة تُجهز وتسلم لطالبة كانت بمثابة الماء الذي يروي ظمأ قلوبهن العطشى في الحصول على أدوات مدرسية يستقبلن بها عامهن الدراسي الجديد.
لا تحرم نفسك
مبادرات عديدة حاولت من خلالها نساء غزة أن تكون حلقة من حلقات التكافل بما تستطيع حتى ولو بالقليل تخفف عبرها معاناة قطاع غزة المحاصر.
وهذا رسالة لكل إنسان حتى لا يفوتك الأجر العظيم كن أنت صاحب مبادرة للخير، فإن كنت صاحب مال فتفقد من حولك، وإن كان لك دين تستطيع أن تسامح فجعل قلبك الكبير يسامح ولو بجزء منه، وإن كنت تاجر فساهم بتجارتك في أبواب الخير… لا تحرم نفسك من الأجر العظيم ولا تقل لا أملك شيء فأنت تستطيع فأبواب الخير كثيرة، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: “لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا”(صحيح مسلم).