اليوم، الأربعاء 23 نوفمبر، يُحيي الذكرى السنوية لوفاة الشاعر الكبير الراحل إيليا أبو ماضي، الذي يُعتبر من بين أبرز وأهم الشعراء في المهجر وأحد مؤسسي الرابطة القلمية.
إيليا أبو ماضي نشأ في أسرة بسيطة، وكانت الظروف الاقتصادية الصعبة سببًا في تقنين تعليمه في المرحلة الابتدائية. بدأت مسيرته الأدبية عندما انتقل إلى مصر في عام 1902 للعمل في تجارة التبغ مع عمه. في مصر، التقى بأنطون الجميل، الذي انتبه إلى ذكائه ودعاه للكتابة في مجلة “الزهور” التي أسسها.
صدر أول ديوان له بعنوان “تذكار الماضي” في عام 1911 عن المطبعة المصرية عندما كان في العشرينات من عمره. بسبب كتاباته في المواضيع الوطنية والسياسية، تعرض لمطاردة السلطات، مما دفعه إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة في عام 1912، حيث أسس هناك جماعةً أدبيةً يُطلق عليها “أدباء المهجر”، واستمر في ترسيخ وجوده الأدبي في نيويورك.
أسهم أبو ماضي بتأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. قام بتحرير مجلة “السمير” في عام 1929، وكان له دور هام في تطوير فكرة القصيدة ورفع شعار التفاؤل في شعره. أثناء زيارته لبيروت في عام 1948 وسوريا في عام 1949، تم تكريمه واحتفاء الأدباء به.
أعمال أبو ماضي تميزت بالتفاؤل والارتباط بقضايا الوطن والإنسان. من بين أشهر دواوينه: “الخمائل”، “تبر وتراب”، و”الجداول”. تركت قصائده أثرًا كبيرًا في الأدب العربي الحديث، وكان له دور فاعل في تشكيل فكرة الشعر في العالم العربي.
تكريمات وتماثيل تذكارية:
حصل إيليا أبو ماضي على وسامي الأرز والاستحقاق من الحكومة اللبنانية تقديرًا لإسهاماته البارزة في المجال الأدبي.
أُقيمت حفلات تكريم له في دمشق، حيث منحه هاشم الأتاسي، رئيس الجمهورية السورية، وسام الاستحقاق الممتاز في عام 1949.
تماثيل تذكارية وتسمية شوارع:
أطلق اسم الشاعر إيليا أبو ماضي على أحد الشوارع في الأردن، تكريمًا لإرثه الأدبي والثقافي.
كما تم تسمية شارع باسمه في مدينة القاهرة الجديدة في مصر، ليظل اسمه حاضرًا كتكريم لإسهاماته الأدبية الكبيرة.
الرابطة القلمية:
شارك إيليا أبو ماضي في تأسيس الرابطة القلمية في عام 1920، وهي جمعية أدبية تأسست في الولايات المتحدة، وضمت مجموعة من الأدباء المهاجرين اللبنانيين والسوريين، من بينهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة
أسهم أعضاء الرابطة في إصدار عدة مجلات أدبية باللغة العربية، مثل “مجلة الفنون” و”مجلة السائح” و”مجلة السمير”، وكانت هذه المبادرة تعزز التواصل الثقافي والأدبي بين المهاجرين في الولايات المتحدة.
فلسفته:
اعتمد إيليا أبو ماضي في فلسفته الشعرية على التفاؤل والواقعية، حيث جسد هذه الفلسفة في خواطره وأشعاره التي امتزج فيها الخيال الإبداعي برؤية واقعية للحياة الاجتماعية.
مؤلفاته:
ترك إيليا أبو ماضي وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا، حيث طبعت له عدة دواوين شعرية، منها “تذكار الماضي” و”ديوان إيليا أبو ماضي” و”الجداول” و”الخمائل” و”تبر وتراب”، وقد ترك هذا الإرث أثرًا كبيرًا في الأدب العربي الحديث.
كتاب “إيليا أبو ماضي الأعمال الشعرية الكاملة” للدكتور عبد الكريم الأشتر، يُعد إضافة قيمة لفهم أعماله وتقدير إرثه الأدبي.
في عيون النقاد:
رغم بعض الانتقادات التي واجهها إيليا أبو ماضي، إلا أنه نجح في جذب اعتراف النقاد بإنسانيته وقربه من الواقع، حيث تميزت قصائده بالإيجابية والقدرة على التعبير عن الحياة بشكل رائع.
على الرغم من الانتقادات الفردية، إلا أن النقاد اتفقوا على تقدير شعر إيليا أبو ماضي ووصفه بالإنساني والقرب من الواقع.