الإخوان فصيل ضمن القوى المجتمعية والسياسية في ليبيا وهناك محاولة لتشويههم
الدولة غائبة وبرلمان ضعيف ومنحاز والكلمة فقط للسلاح
طائرات مجهولة تضرب أهدافاً بدقة يتحدث البعض عن أنها تابعة لدولة إقليمية لكن الأرجح أنها تابعة لقوات “حفتر” ولم يعلن عنها
قوات تابعة لـ”حفتر” تسيطر على مدرج للطائرات في الزنتان وهو مدرج حديث تم إنشاؤه بعد الثورة إلى جانب السيطرة على مدرج في مدينة غدامس
الإخوان فصيل ضمن القوى المجتمعية والسياسية في ليبيا وهناك محاولة لتشويههم
الإخوان لديهم مشروع ليبيا الثورة والتيار المدني الليبرالي لديه مشروع ليبيا للجميع بمن فيهم النظام القديم.. وكلا المشروعين يحتاج للتنقيح للاتفاق على طريق واحد
تشهد الساحة الليبية وضعاً ملتهباً بعد تصاعد حدة القتال بين قوات موالية للثوار أطلقت على نفسها “فجر ليبيا” ضد قوات موالية للواء المتقاعد “خليفة حفتر” (القعقاع، والصواعق) ويبدو أن القوى مازالت متكافئة، رغم قدرة قوات “فجر ليبيا” على السيطرة على بعض المواقع التابعة لقوات “حفتر” ودحر الكثير منها.
هذه الاشتباكات اندلعت في 13 مايو الماضي، بعد أن أطلق الثوار عملية أسموها “فجر ليبيا”؛ لإخراج الكتائب المسلحة – التي تدعم “عملية الكرامة” التابعة لخليفة “حفتر” – من طرابلس والمطار الذي تسيطر عليه منذ سقوط النظام السابق.
وقد استطاعت القوات المحسوبة على الثوار إحكام سيطرتها على مقر وزارة الداخلية، ومحور حي الزهور، بطريق المطار جنوبي طرابلس، بجانب السيطرة على مقر السابع والعشرين قرب مدينة الزاوية، وعلى طول الطريق الساحلي، كما سيطرت على ما يعرف بالقوة الوطنية المتحركة، وكتيبة فرسان جنزور، ومجموعة من ثوار المنطقة الغربية على مقر السابع والعشرين، قرب مدينة الزاوية، وعلى طول الطريق الساحلي.
الحكومة هربت
ورغم ما يحدث من صراع مسلح أثَّر بشكل مباشر على المدنيين، وقد وصل الأمر إلى العاصمة الليبية طرابلس، فإن الحكومة الليبية الجديدة لم تفعل شيئاً، وفي اتصال بأحد الإعلاميين الليبيين بدر خير الدين، أكد أن الحكومة هربت من العاصمة، ولم تقدِّم أي شيء، وتركت المواطنين، ولا يشعر المواطنون بأي تواجد للحكومة، فقط المجالس المحلية تقوم على تنظيم بعض الأحياء والمناطق دون سلطة.
وقد اتهم مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني، الحكومة الحالية بدعم ما أسماهم “الانقلابيين” والانحياز إليهم، ووصف الغرياني قوات “حفتر” والقعقاع والصواعق بأنهم يحاربون الثوار.
وقال المفتي، خلال اتصال هاتفي مع إحدى القنوات الليبية: إن الصراع الجاري بين القعقاع والصواعق وقوات “حفتر” من جهة، وما يعرف بـ”فجر ليبيا” ومجلس ثوار بنغازي، ليس صراعاً على السلطة كما أسمته الحكومة، وإنما هو قتال بين الثوار وبين أعداء الثورة.
وتسببت هذه الاشتباكات في نزوح آلاف المواطنين عن منازلهم؛ ما دفع المجلس المحلي بطرابلس إلى تحميل حكومة تسيير الأعمال المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني؛ لأن قرارات إخراج الكتائب المسلحة من المدينة لم ينفذ.
البرلمان أصبح ميتاً
وتابع بدر الدين أن البرلمان وللأسف أصبح طرفاً في العملية؛ وذلك كون الأغلبية التي حصل عليها ما يعرف بالتيار المدني ساهمت في إضعاف هذا البرلمان، وعدم قدرته على اتخاذ مواقف جادة لحل الأزمة، على الرغم من وجود فرصة كانت متاحة للقوى المشاركة في البرلمان الليبي لكي تجلس معاً، وتحل هذه الإشكاليات والاتفاق على طريق واحد جديد لليبيا.
وقد تسبب نواب محسوبون على التيار المدني الليبرالي في تعطيل الانتقال المتفق عليه لسلطة المؤتمر الوطني وتسليمها للبرلمان وفقاً للدستور، ووفقاً لخير الدين، فإن التحالف الذي شُكل داخل البرلمان وفاز بالأغلبية أضر بليبيا أكثر مما خدمها، ويُقصد به التحالف الذي يقوده حزب “التحالف” بقيادة محمود جبريل، وكان المؤتمر الوطني المنتهية ولايته قد أصدر قرارين يتعلقان بإخراج كافة التشكيلات المسلحة من طرابلس، والإبقاء على الأجهزة التابعة للدولة فقط، إلا أن ذلك لم يحدث.
قصة الطائرات مجهولة الهوية
في ظل تقدم الثوار في العاصمة طرابلس في السيطرة على مناطق تمركز القوات التابعة لـ”خليفة حفتر”، قامت طائرات عسكرية وُصفت بالمجهولة بضرب مناطق تمركز الثوار؛ مما أدى لتراجعهم بعض الشيء، وهناك روايتان في هذا الشأن؛ الرواية الأولى تشير إلى تدخل لدولة حدودية مع ليبيا داعمة لقوات “خليفة حفتر” هي التي قامت بهذه الضربة، والرواية الثانية تقول: إن الضربات تأتي من قبل قوات “حفتر” (الصاعقة والقعقاع)، وربما لم تعلن هذه القوات عن استخدامها للطائرات بهدف عدم الرغبة في الإعلان عن دخول سلاح جديد للمعركة.
أصحاب الرواية الأولى يستندون إلى تصريحات متحدثين عن قوات “حفتر” في تبنيهم وتأكيدهم؛ لأن هناك دعماً لعملية “الكرامة” التي يقودها “حفتر” ضد ثوار ليبيا، بينما الرواية الثانية يرى أتباعها أن في كون المسافة بين الدولة المتهمة بذلك وبين ليبيا تتجاوز 2000 كيلومتر؛ مما يسهل عملية رصدها، خاصة أن القوى الدولية لم تعلن حتى الآن سماحها بمثل هذا الدعم اللوجستي؛ وبالتالي كانت ستكشف عن ذلك، كما أن الضربات تأتي دقيقة جداً، وهو ما يحتاج تواجداً على الأرض بجانب خبرة كبيرة جداً بمكان تواجد الثوار، يذكر أن موقع قناة “العربية” الداعمة للواء “حفتر” نشر خبراً مفاده أن ضابطاً كبيراً يتبع اللواء السابق “خليفة حفتر” قال: “إن قوات ليبية موالية لـ”حفتر” هي المسؤولة عن ضربات جوية في العاصمة طرابلس”، وقال صقر الجروشي، قائد الدفاع الجوي لـ”حفتر”: إن عملية الكرامة تؤكد أنها نفذت ضربات جوية على بعض مواقع ثوار مصراتة.
ومن الجدير بالذكر، أن قوات تابعة لـ”حفتر” تسيطر على بعض المدارج للطائرات في الزنتان، وهو مدرج حديث تم إنشاؤه بعد الثورة بجانب السيطرة على مدرج في مدينة غدامس.
التظاهرات الشعبية والتدخل الدولي
مشهد التظاهرات الذي بدا أمس الجمعة في عدة مدن ليبية لا ينفصل عن ملف الإعلام المحلي الليبي، فقد اعتبر خير الدين أن الإعلام جزء من الأزمة الليبية، مطالباً بعدم الاعتماد على استقاء الأخبار من هذه القنوات؛ لأنها أصبحت مصدراً للإشاعات أكثر منه مصدر للمعلومات.
وعن التظاهرات قال: إنها خرجت أمس بشكل مكثف في عدة مدن ليبية، وخروجها كان على ناحيتين؛ الأولى مؤيدة للثوار وضد الحكومة والبرلمان، وهي الأقوى والأكثر زخماً، وكانت أبرز مطالباتها هو تشكيل حكومة ثورية، حيث عبروا عن استيائهم من الحكومة الحالية، معتبرين أنها تساند قوات “حفتر” الانقلابية على حساب ثوار ليبيا، إلا أن هناك مظاهرات أخرى خرجت مؤيدة للواء المتقاعد “خليفة حفتر” وهي ليست بزخم المؤيدة للثوار، لكن وبحسب خير الدين لا يجب تجاهلها، وقد خرجت في بعض المدن المحسوبة على “حفتر”.