عندما نسافر لبلد الدراسة نكون في كامل الهمة والنشاط حيث نقوم بتأمين كافة الأولويات كالسكن والغذاء، ولكن يُصاب البعض بالحزن والضيق لفراق الأهل والوطن، ولذلك نجد بعض الطلبة لا يُكملون مشوار الدراسة، والبعض يدرس لسنوات ثم يعود إلى وطنه ولم تتغير شخصيته ولم يطور من ذاته، فكان لابد على كل طالب مغترب هدفه التميز والنجاح أن يُبادر لاستثمار وقته في ممارسة الأنشطة والمهارات التي تساهم في تطوير ذاته وتحسين مستواه الدراسي، ومن الطرق التي تساهم في تطوير الذات في الغربة:
1- المبادرة والتركيز على الدراسة فما تركز عليه سوف تحصل عليه، فالمطالعة في مجال التخصص من أول يوم دراسي من خلال المنهج المقرر والملخصات والتدرب على الاختبارات السابقة، ووضع اختبارات تدريبية وحلها مما تعطي الفائدة بتنمية الذاكرة وتركيز المعلومات.
2- التمسك بالمبادئ والأخلاق لأنك نموذج تمثل وطنك الذي عشت فيه فاحرص على تمثيل وطنك أفضل تمثيل وذلك بحسن المعاملة والتحلي بالقيم النبيلة، واحرص على الصلاة والدعاء بأن يُثبتك الله على دينك وأن يوفقك في مشوارك الدراسة
3- القراءة فهي تنمية وقوة للعقل بالعلوم والمعرفة، وتستطيع أيها الطالب أن تستثمر هذه المهارة بقراءة القرآن الكريم، والقراءة في مجال تخصصك وقصص العلماء والناجحين وتثقيف نفسك من خلال زيارة المكتبات والمتاحف، والاطلاع على ثقافة تلك البلاد وممارسة لغتها ومراعاة تقاليدها.
4- ممارسة الرياضة لأن العقل السليم في الجسم السليم، فاجعل الرياضة جزء من يومك، ومارس هوايتك الرياضية أو التمرين الذي تفضله، ويوجد تمارين بسيطة لها فوائد كبيرة ترفع من نفسيتك ونشاطك، والاشتراك بنادي صحي أو ممارسة المشي كنصف ساعة يومياً، وعند عدم ممارسة الرياضة تأتي السمنة والأمراض والكسل والخمول مما يؤثر سلباً على نفسيتك ومستواك الدراسي.
5- ممارسة الألعاب التربوية والتدريبية بشكل أسبوعي حيث تساعدك في تنمية المهارات وبناء القدرات عندك؛ لما فيها من كسر للروتين ودفع للملل، وتنشيط للذاكرة، وتنمية للتفكير الإبداعي لديك.
6- اصنع طعامك بنفسك حيث منحك الله المؤهلات لكي تصنع طعامك بيديك لاسيما أن أكل البيت صحي ولذيذ وفيه توفير، وابدأ أولاً بصنع الطعام السهل تحضيره، ثم طوّر ونوع وستجد المتعة والراحة والفائدة فيها كالاعتماد على النفس.
7- تقوية العلاقات مع الآخرين من خلال مشاركتك في الأنشطة التطوعية وورش العمل لما لها من أثر كبير على النفس بالمتعة والفائدة وتبادل الخبرات، وحاول تقليل الجلسات الطويلة التي لا فائدة منها.
8- إدارة وقتك بيدك فاحرص على ترتيب أولوياتك كالدراسة والتثقيف والتطوير والمتعة، وليكن لديك جدول أعمال يومي وآخر أسبوعي، والتزم بالجدول حتى لا يكن عليك أي إفراط في الوقت مما يسبب لك ضغوط قد تعيق مسيرتك، فقلّل من الملهيات مثل مواقع الإنترنت المُشغِلة كـ”الانستجرام” و”التويتر” ومواقع الأخبار المثيرة للجدل لأن الدخول فيها سهل والخروج منها يحتاج وقتاً طويلاً.
9- التنظيم والترتيب لسكنك وأدواتك الدراسية حيث يُعتبر التنظيم جزء من شخصيتك ويساعدك على تهيئة الجو المناسب للدراسة، واحرص على العلاقة مع جيرانك في السكن والتواصل معهم والإحسان إليهم حتى لو كانوا غير مسلمين فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يزور جاره اليهودي.
10- الكتابة والتوثيق فاكتب مذكراتك اليومية أو الدورية عن تجربتك وإنجازاتك الرائعة خلال الدراسة في الغربة، ووثق المواقف المؤثرة لما لها من فائدة للطلبة الجدد القادمين من بعدك.
وكل طالب يستطيع أن يصنع من نفسه شخصاً متميزاً يقتنض الفرص ويستثمرها لصالحه؛ فاستفد من السفر ومن الجامعة ومن الآخرين، وارجع إلى وطنك لترد له الجميل وتكون مفتاحاً للخير، مُسلَّحاً بالعلم والمعرفة، قوياً في مجالك وتخصصك، مؤثراً في مهاراتك وقدراتك التي اكتسبتها خلال دراستك في الغربة.
المصدر: جريدة “أكاديميا”.