في الوقت الذي توقع فيه خبير التنبؤات الجوية في مكتب المدير العام في الإدارة العامة للطيران المدني عيسى رمضـــان أن يظهر نجم سهيل، والذي يعتبر من أشد النجوم لمعاناً في السماء بعد الشعري اليمانية، وينتمي إلى مجموعة النجوم الثابتة الجنوبية، أشار إلى استمرار الرطوبة النسبية والطقس المرهق إلى عطلة نهاية الأسبوع، على أن يبدأ الجو بالتحسن والانخفاض التدريجي في درجات الحرارة بعد منتصف الأسبوع القادم ليلاً ومع تحول الرياح للشمال الغربي بإذن الله.
وقال: إن هذا النجم لا يرى في شمالي خط عرض 40 شمالاً من خط الاستواء، بسبب قربه من أفق القطب الجنوبي، مشيراً إلى أنه يبتعد 574 سنة ضوئية عن الشمس؛ أي يبتعد كثيراً عن كوكب الأرض وليس له تأثير على طقس الأرض بتاتاً، ولكن كان طالعاً ونجماً يسترشد به الأولون من العرب لانتهاء فصل الصيف، ودليلاً لهم على انكسار شدة الحرارة في الأيام التي تلي ظهور هذا النجم اللامع في السماء.
وأضاف: يذكر الكولونيل ديكسون، المعتمد السياسي لبريطانيا والمقيم في الكويت منذ بدايات القرن العشرين حتى منتصفه تقريباً في كتابة «عرب الصحراء»؛ أن أهل الكويت قديماً كانوا ينتظرون طلوع نجم سهيل بفارغ الصبر، وهذا التلهف والانتظار يكون قوياً لدرجة أن الناس بعد 25 أغسطس يستيقظون لعدة ساعات قبل الفجر ليروا إذا كان بإمكانهم رؤية نجم سهيل، إذ كان هذا التلهف يأتي بعد أشهر الصيف الحارة، وخاصة فترة الكليبين الحارة والشديدة الرطوبة أحياناً، والتي تجعل الناس ينتظرون ظهور هذا النجم الجنوبي والشديد اللمعان بشغف كبير، وكانوا إذا شاهدوه قالوا: «دلق سهيل.. دلق سهيل».
وتابع: كان الخبر ينتشر في الكويت والبادية ويقولون: «سهيل شيف، سهيل شيف»؛ أي شوهد، «وشافه فلان وفلان» والحمد لله «القيظ» أي الصيف سوف ينتهي، ومن الأمثال المعروفة عن هذه الفترة قول الناس: «إذا دلق سهيل لا تأمن السيل» كناية عن انتهاء فصل الصيف ودخول موسم الأمطار، وكذلك المثل: «إذا دلق سهيل تلمس التمر بالليل» يعني أن التمر يكمل نضوجه عند طلوع سهيل.
وأوضح أنه يرى نجم سهيل في اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية من بعد 24 من أغسطس أي نهار الغد، وفي نجد بين الأول من سبتمبر والعاشر منه، أما في الكويت فإنه يرى بعد الخامس إلى السابع من سبتمبر نحو الساعة 3:30 صباحاً وقرب الفجر، ويكون شديد الانخفاض، وقريباً من الأفق الجنوبي، ويتخذ مساره قوساً صغيراً ثم يغيب ثانية ويكون ارتفاعه في الأفق الجنوبي نحو 13 درجة تقريباً، ويستمر ظهوره حتى نهاية فصل الشتاء في منطقة الجزيرة العربية.
وأردف أن في الكويت قولاً مشهوراً وهو أن يوم 24 أغسطس يوم ظهور سهيل، إذا كانت الرياح شمالية غربية فإن أغلب أيام الصيف المتبقية سوف تكون فيها الرياح شمالية غربية ويكون الطقس لا بأس به وجافاً ويعتدل ويتحسن خلال الليل سريعاً، أما إذا صادف ظهور سهيل يوماً رطباً وكانت الرياح جنوبية شرقية «كوس» فإن أغلب الأيام المتبقية من الصيف سوف تكون جنوبية رطبة ومرهقة في بعض الأحيان.
ولفت رمضان إلى أنه من المتوقع أن بظهور نجم سهيل والرياح جنوبية شرقية رطبة أي من المتوقع أن يكون الطقس مرهقاً على الضواحي الساحلية والبحرية حتى نهاية الأسبوع المقبل.
وقال: يبدأ في هذا الوقت من العام ضعف المنخفض الموسمي الهندي، ويبدأ بالتفكك وينفصل إلى منخفضات صغيرة تجعل الرياح الجنوبية تؤثر على مناطق الخليج العربي مما ترفع الرطوبة النسبية، وتظهر السحب المتفرقة أحياناً بفعل الرطوبة وبخار الماء المتصاعد إن شاء الله.