مرة أخرى وفي بحث آخر، ارتبط نقص وقت النوم مع عدد من الاضطرابات الصحية.
ففي دراسة جديدة يعطينا العلماء سبباً آخر لأهمية النوم، فقد أكدوا أن أولئك الذين لا ينامون نوماً وافراً يرون الأشياء بطريقة غير بنّاءة، وأن ندرة النوم تؤثر على منطقة معينة من الدماغ تشارك في السيطرة على ردود الفعل العاطفية المتشائمة، وتحد من القدرة على إدراك الأمور بشكل إيجابي، ويحدث هذا بشكل خاص بين الذين يعانون من الاكتئاب والقلق.
ولاحظ د. هايدي كلومب من جامعة إلينوي في كلية شيكاغو للطب في الولايات المتحدة في بحثه الذي نشر عن الاكتئاب والقلق؛ أن القيلولة تؤدي دوراً بارزاً في القدرة على تطبيع المشاعر والأفكار السلبية.
وبغية تحديد ذلك، فقد درس العلماء سجلات نحو 78 شخصاً يبلغ متوسط أعمارهم بين 18 و65 عاماً، وقد تم الإبلاغ عن حدوث نوع من فوضى القلق، وفوضى الاكتئاب الشديد لدى جميع المساهمين، ويستخدم الأكاديميون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس الحركات في أجزاء مختلفة من مناطق الذاكرة، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن المشاركين وجدوا صعوبة في التمييز بين الأشياء بشكل إيجابي.
ومن المناسب أن نشير إلى أن الخبراء يؤكدون أن الناس يجب أن يأخذوا 7 ساعات نوم في الليلة بغض النظر عن أي شيء، وأن أخذ قيلولة يؤدي إلى صفاء في الذهن وزيادة في القدرة على اتخاذ القرارات الملائمة والصحيحة، فاللاوعي يعمل، وعند الاستيقاظ تبقى الأمور والصوَر عالقة في أذهاننا بشكل أكبر مقارنة بالنوم ليلاً؛ لأنّ القيلولة تضعنا في نوم خفيف وأكثر ملاءمة للإلهام والوحي، فخلال النوم الخفيف يمكن للمرء أن يتذكّر الحلول المقترحة في حالة اللاوعي؛ ما يساعدنا بعد مرور بضع دقائق على الاستيقاظ، ومن ثم تطوير الإستراتيجيات التي نتذكرها.
وفي نهاية القيلولة يطلق الجسم هورمونين هما الأدرينالين والنورادرينالين، يساهمان في الاستيقاظ، فعند الخروج من القيلولة يشعر الفرد بالطاقة الكافية لاستكمال ما يتبقى له من أمور وأعمال.