أعلن فائز السراج، رئيس حكومة “الوفاق الوطني” في ليبيا، المدعومة من الأمم المتحدة، السبت، عن قبوله مبادرة محلية، لجمعه برئيس البرلمان، عقيلة صالح، و قائد القوات الموالية له، خليفة حفتر، في مدينة الزنتان، غربي البلاد.
و في بيان وصل الأناضول نسخة منه، شكر السراج، “أهل مدينة الزنتان على جهودهم، من أجل توحيد الصف وجمع كلمة الليبيين”.
والثلاثاء الماضي، دعا عضوي مجلس النواب عن مدينة الزنتان، عبد السلام نصية، وعمر قرميل، كل من السراج وصالح وحفتر للقاء بالمدينة.
وتهدف وساطة النائبين لإنهاء الانقسام، الذي تعاني منه ليبيا، منذ أن أطاحت ثورة شعبية، أخذت طابعا مسلحا، نظام معمر القذافي، في 2011.
وجاء في نص الدعوة التي نشرها الموقع الرسمي للبرلمان، أنها تأتي”انطلاقا من موقف مدينة الزنتان الثابت، المؤكد على أن الحوار الجاد المبني على مشاركة الجميع في ليبيا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة “.
وفي بيانه الذي أصدره اليوم، أكد السراج استعداده لـ”لقاء أي شخصية ليبية، في أي مدينة، والاستجابة لأي مبادرة وطنية، تستهدف المصالحة الوطنية”.
ورأى أن ما يهمه “التباحث حول تحريك العملية السياسية في إطار الاتفاق السياسي (الصخيرات 2015)، مثلما جاء في الدعوة الكريمة”.
ولم يتضح بعد، موعد الاجتماع الثلاثي في الزنتان.
ويمثل المدعوون الثلاثة ثلاث أجنحة تتصارع على النفوذ بجانب حكومة الإنقاذ، التي تتخذ، مثل حكومة السراج، من طرابلس مقرا لها.
ولم تفلح مبادرات إقليمية ودولية سابقة في رأب الصدع، لكن مبادرة تقدمت بها الإمارات ومصر، في مايو/ أيار الماضي، أحرزت تقدما محدودا، بجمعها السراج وحفتر في أبو ظبي.
وحظي هذا اللقاء بترحيب واسع من أطراف ليبية، بوصفه بداية لتسوية الأزمة.
وخلص اجتماع أبو ظبي، وفقا لبيان أصدره السراج، وقتها، لـ”الدعوة إلى حوار مجتمعي موسع، لتأصيل فكرة بناء الدولة الديمقراطية المدنية، والعمل على التسريع في الاستحقاق الدستوري، لتجاوز المرحلة الانتقالية الحالية، في أسرع وقت”.
واتفق الرجلين أيضا على “وضع إستراتيجية متكاملة لتطوير وبناء الجيش الليبي الموحد، والتأكيد على انضواء المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية، وتوحيد الجهود لمحاربة المجموعات الإرهابية”، حسبما أفاد السراج.
وتلى ذلك اجتماع اجتماع حفتر مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، لكن دون حضور السراج، رغم ما تردد، مُسبقا، عن مشاركته.
و لا يعترف حفتر، المُعين من قبل مجلس النواب، المنعقد في طبرق، بسلطة حكومة السراج، الذي يشدد على خضوع القيادة العسكرية لسلطته.