أكد ناشطون وعلماء وأئمة ضرورة الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى المبارك ودعم صمود الشعب الفلسطيني المرابط على أرضه مدافعاً عن الأمة في تصديه للاحتلال الصهيوني وإفشال جميع مخططاته بالسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى.
وطالب الناشطون والعلماء خلال مهرجان خطابي تحت شعار “اغضب للأقصى” نظمه الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ورابطة شباب من أجل القدس في مقر الاتحاد بجامعة الكويت، مساء أمس الأحد، وحضره جمع غفير بمشاركة واسعة من أبناء الشعب الكويتي والجالية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، مواصلة نصرة المسجد الأقصى ودعم صمود المرابطين في وجه العدو الغاصب.
وألقى الداعية د. محمد العوضي كلمة تساءل فيها عن دور العلماء اليوم في الدفاع عن مقدسات الأمة، فقال: العلماء أربعة أقسام؛ علماء السلاطين، العلماء المجاهدون، العلماء المجتهدون، والعلماء الخائفون.
واستعرض العوضي كل قسم من هؤلاء العلماء فأشار إلى أن علماء السلاطين فهم أدوات لتبرير الظلم وأهله، والعلماء المجاهدون فهؤلاء تقدموا الصفوف مدافعين عن قضايا الأمة ومقدساتها، وقال: مع الزمن نخشى أن يقلوا إلا أن أرض الرباط والشام كشفت لنا هذا الصنف من العلماء.
وأما العلماء المجتهدون فأشار العوضي إلى أنهم ثروة المجتمع بعد العلماء المجاهدين، دورهم بث الوعي وإرشاد الناس إلى طريق الحق، وأما العلماء الخائفون فهؤلاء كما أشار العوضي أصبحوا فتنة للناس.
كما ألقى د. علي السند، الأكاديمي في قسم الدراسات الإسلامية، كلمة حيا فيها الشعب المرابط في فلسطين، وقال: إن الشعب الفلسطيني هو وقود الأمة وأملها الوحيد للتصدي للعدو الصهيوني.
وأشار السند إلى أن الأحداث الجارية تؤكد أن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال، وأن المفاوضات والاتفاقيات على مدار 24 سنة عبث لا قيمة لها، وأنها لن تؤثر على إيمان الشعب بقضيته.
الشيخ طلال العامر، إمام وخطيب في وزارة الأوقاف، أكد في كلمته أن العدو الصهيوني يسعى لهدفه وهو بناء “إسرائيل” الكبرى، ويسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال تقسيم البلاد العربية كالعراق واليمن وسورية.
وحيا السيد جهاد جرادات، رئيس لجنة ملتقى القدس، الشعب الفلسطيني المقاوم في القدس والمسجد الأقصى الذي يدافع نيابة عن الأمة وعملياته البطولية في التصدي لقوات الاحتلال ولإفشال مخططات العدو بالسيطرة الكاملة على الأقصى.
وقال: إذا كان قدر أهل فلسطين أنهم رأس الحربة في التصدي للمشروع الصهيوني، فإن قدرنا ودورنا هو دعم صمود وتمكين أهل القدس والأقصى بكل ما نملك، وأن تأخذ الأمة دورها بالدفاع عن قبلتها الأولى.
وأضاف جرادات: أن ما يجري في الأقصى وما يقوم به الاحتلال من إغلاق له لم يكن يحتاج لذريعة أو لسبب ليقوم بما قام به من إجراءات واعتداء وعدوان آثم على أهل القدس والمرابطين والمصلين، فالاعتداءات والاقتحامات لقطعان المستوطنين تحدث بشكل يومي وبحماية جنوده تتم على مرأى ومسمع العالم.
وأكد أن المطلوب اليوم ليس إزالة البوابات الإلكترونية، إنما طرد الاحتلال ودحره عن مدينة القدس والأقصى وكل فلسطين.
وبين أن قضية القدس وحماية المسجد الأقصى ليست شأناً فلسطينياً خالصاً، إنما هي مسؤولية إسلامية وعربية وإنسانية، مسؤولية كل شخص فينا، والأقصى أعاد اليوم البوصلة وصحح اتجاهها لتكون هي الأولوية والقضية المركزية للامة.
وفي كلمة ألقاها عن رابطة شباب لأجل القدس – الكويت البراء الوهيب، أكد فيها أن اعتداء العدو الصهيوني الأخير على المسجد الأقصى ما هو اعتداء وليد اللحظة، وإنما هو في الحقيقة امتداد لسلسلة اعتداءات بدأت وتيرتها بالتصاعد قبل سنتين؛ حيث كثرت الاقتحامات من قبل جماعات صهيونية متطرفة وليس نتيجة عمل فلسطيني غير مدروس استفز الصهاينة كما يروج صهاينة العرب!
وطالب الوهيب في نهاية كلمته باستخدام سلاح المقاطعة من خلال التنسيق مع حركة مقاطعة الاحتلال (BDS)، والتبرع لدعم الصامدين والمرابطين في القدس المحتلة وغزة.
وألقى محمد العتيبي، رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، كلمة قال فيها: فوالله إنه لشرف عظيم أن تكون هذه الفعالية والتي تنطلق من أرض الكويت المعطاء التي كانت وما زالت حكومة وشعباً مواطنين ومقيمين خير نصير لقضية الأمة قضية فلسطين، وإنه لشرف لنا في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أن نستضيف هذا الملتقى المبارك الذي نسأل الله سبحانه أن يكون خالصاً لوجهه وناصراً لهذه القضية التي ستبقى قضيتنا ما حيينا أبداً حتى تتحرر هذه الأرض من آخر صهيوني مغتصب.
وأضاف العتيبي أن الانتهاكات الصهيونية تحدث في ظل صمتٍ عالمي وإسلامي مطبق، وقال: أي ذل نعيشه حين يظهر علينا من بني جلدتنا من ينتقد نصرتنا للأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، مضيفاً أن ما نفعله هذا اليوم لهو قليل مقابل ما يفعله المجاهدون المرابطون في فلسطين، فكل التحية لهم، فأضعف الإيمان إن لم نستطع أن نجاهد معهم اليوم أن ننصرهم بالكلمة أو المال.
وتحدثت هيا الشطي، ناشطة في مجال حقوق الإنسان، في كلمة قالت فيها: نحن اليوم مطالبون ببث الوعي حول القضية الفلسطينية، وأهمية مقاطعة الاحتلال الصهيوني، والاستمرار في دعم الأهل في فلسطين.
وفي ختام المهرجان، تلا عريف المهرجان الشاعر أحمد الكندري بياناً ختامياً، أشاد بالموقف الحكومي الكويتي تجاه قضية المسجد الأقصى، وطالب مجلس الأمة بعقد جلسة خاصة لمناقشة الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى والقدس.
وتالياً نص البيان:
الحمد لله رب العالمين، مؤيد المجاهدين، والصلاة والسلام على نبينا الكريم قائد المجاهدين.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
إن ما يقوم به العدو الصهيوني في المسجد الأقصى قد فاق كل التوقعات، وهذا ما هو إلا تمثيل لحقيقة الطغيان والتجبر الصهيوني في ظل الصمت العربي والإسلامي تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين.
إننا في الكويت لنشيد بالموقف الحكومي الكويتي تجاه قضية الأقصى، وخصوصاً الموقف المشرف لمجلس الأمة الكويتي، ونطالب المجلس بعقد جلسة خاصة لمناقشة قضية المسجد الأقصى المبارك.
وإننا ندعو الأمة الإسلامية إلى أن تتخذ موقفاً حقيقياً يعبر عن رأي الشعوب العربية والإسلامية الداعمة لقضية الأقصى المبارك، كما ندعو إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دويلة الاحتلال التي ترتبط فيها بعض الدول الإسلامية مع الكيان الصهيوني، كما نطالب بإلغاء جميع معاهدات السلام مع الصهاينة وإعلان النفير العام للدفاع عن الأقصى المبارك.
إن نصرة الأقصى تتطلب منا كشعوب ألا ندّخر جهداً في السعي لأداء الواجب تجاه هذا المسجد ابتداءً من تنفيذ وقفات احتجاجية وصولاً إلى دعم المجاهدين المرابطين بما يتطلب من دعم وإسناد، وأن يبقى الأقصى حاضراً في الصلوات والدعوات.
إخوتنا في بيت المقدس، خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك، صفوة الله لمجاهدة الصهاينة.. لقد حباكم الله بشرف لم يحظ به سواكم، إن ما اختاره لكم رب العزة لهو أمر عظيم، فاصبروا وصابروا على إيمانكم ورابطوا على أبواب أقصانا حتى يأتي الأمر من عند الله بنصركم، فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
ختاماً، ندعو المنظمات الدولية والأمة الإسلامية للتحرك وإيقاف انتهاكات الصهاينة للمسجد الأقصى وإزالة البوابات الإلكترونية، وكذلك إيقاف نزيف الدم الفلسطيني، وندعو منظمة “اليونسكو” ومجلس الأمن الدولي للتدخل والحفاظ على المسجد الأقصى، ونؤكد أن الوصاية على المسجد الأقصى المبارك هي وصاية إسلامية عربية متمثلة في المملكة الأردنية الهاشمية، وندعو الدول والهيئات الحقوقية بدعم الموقف الأردني في الوصاية والسيادة على المسجد الأقصى المبارك.
جانب من الحضور
د. محمد العوضي
رئيس ملتقى القدس السيد جهاد جرادات
الأكاديمي د. علي السند
الشاعر أحمد الكندري
رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت محمد العتيبي