فرض سياسة الإغلاق على المناطق الفلسطينية في فترة الأعياد اليهودية لا يعطل عمل العمال فقط، فهناك تعطيل لرحلات شد الرحال للمسجد الأقصى التي تنطلق صباح كل يوم جمعة من عدة مناطق في الضفة الغربية.
قال الطبيب سفاقة: الأعياد اليهودية التي من خلالها يفرض الطوق الأمني والإغلاق الكامل تكون سبباً لعدم تواصل المئات أسبوعياً من محافظة قلقيلية مع المسجد الأقصى وحدها، والاحتلال يفرض على المصلين الحرمان من الصلاة في المسجد الأقصى من خلال سياسة الطوق الأمني المشدد، وهذا الأمر مخالف لكل الأعراف الدولية والإنسانية، فرحلات الصلاة والتعبد غير مقرونة بعيد أو سياسة أمنية، وخصوصاً أن معظم المتوجهين للصلاة للمسجد الأقصى من كبار السن وليسوا من فئة العمال أو التجار، وتكون الرحلة يوم جمعة.
وأضاف سفاقة: الجميع من الملتزمين بالرحلة يستفسرون عن عدم انطلاق الرحلة، ويتم إخبارهم بالسبب فيزداد سخطهم؛ لأن صلاتهم تعطلت بسبب حلول عيد الذي هو بمثابة انتكاسة على كل الملتزمين برحلة شد الرحال للمسجد الأقصى.
وأكد الطبيب سفاقة ضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لاستثناء المتوجهين للصلاة في المسجد الأقصى من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة من سياسة الإغلاق بسبب حلول الأعياد اليهودية؛ لأن أعيادهم كثيرة وخصوصاً في شهري سبتمبر وأكتوبر وفي أبريل ومايو من كل عام، وتمتد لعدة أيام.
ولفت سفاقة إلى الضرر المعنوي الذي يصيب الملتزمين برحلات شد الرحال قائلاً: من خلال الاتصالات التي أتلقاها من قبل المشاركين في رحلات شد الرحال ينكسر قلبي من رد فعلهم بعد إخبارهم بعدم وجود رحلة شد الرحال، فهم جهزوا أنفسهم طوال الأسبوع لهذه اللحظة ولا يعرفون مواعيد الأعياد، وأن هناك إغلاقاً سيكون للمعابر، فكما قلت هم من كبار السن ولا يعرفون تفاصيل الإجراءات الأمنية.
وعن أعداد المتوجهين إلى المسجد الأقصى في رحلات الرباط أسبوعياً قال سفاقة: هناك ما يزيد على الثلاثمائة شخص يتوجهون يوم الجمعة بعد اجتيازهم المعبر الشمالي لمدينة قلقيلية وحدها، إضافة إلى المحافظات الأخرى وخضوعهم لعمليات التفتيش المذلة وخصوصاً في غرفة الأشعة التي يطلق عليها “اللطاشه”، التي تنتهك خصوصياتهم من خلال تصوير الجسد عارياً.
المسن سامي خليف (83 عاماً) من قرية النبي إلياس شرق قلقيلية قال لـ”المجتمع”: أنا ملتزم منذ سنوات برحلة شد الرحال، واليوم منعنا من الذهاب للمسجد الأقصى بسبب أعيادهم، وقد أصابتني غصة كبيرة، وبقيت أنتظر عند المعبر لعلهم يسمحون لنا بالدخول إلا أن أحداً لم يكن في المعبر ولا أحد يمر من المعبر، فليس هناك سوى الحراس الذين يصرخون علينا بالعودة بسبب الإغلاق.
وطالب المسن خليف بضرورة السماح لهم للصلاة في المسجد الأقصى في كل الأيام سواء كان هناك عيد أو لم يكن.