يا رحمات الله على الصادقين المخلصين المجاهدين، ولعنة الله على الظالمين..
وهكذا كما دفن الإمام حسن البنا رحمه الله لم يحضر دفنه إلا الزعيم العربي المسيحي مكرم عبيد وزوجة البنا ووالده العجوز.
يغيب الثرى الطاهر الظاهر محمد مهدي عاكف بحضور محاميه وزوجته وحفيده ويمنع الناس من الحضور.
ترى أي حالة من مقومات الدولة يتمتع بها هؤلاء؟
ترى أي مستوى من التوحش وصل الانحطاط بهؤلاء، أتراهم ينتسبون للجنس البشري؟
ترى أي هزيمة تأسرهم وخوف يحيط بهم، وقد غيبوا في السجون عشرات الآلاف من محبي مهدي عاكف وتلامذته فممن يرتجفون؟
ترى أي هوان وصلت إليه الإنسانية رغم ادعاءاتها بالدفاع عن حقوق الحيوان وهي لا تنبس ببنت شَفة تجاه هذا الإرهاب الحقيقي والمتطرف الذي تمارسه هذه العصابات القمعية.
لم تشفع لمهدي أمراضه المتعددة أن يخرج من السجن حتى تحت الإقامة الجبرية.
لم تشفع له التسعين من أعوام المعاناة التي أحنت ظهره ولم تطأطئ رأسه ولم تنل من عزيمته.
أي أنظمة هذه متصلة الحلقات في الدكتاتورية والتسلط تمثل العرب أو ترمز إلى عروبة حتى من أي نوع لو كانت جاهلية قبل الإسلام، منذ فاروق الذي سجن محمد مهدي مروراً بعبدالناصر مروراً بالسادات ومبارك وختاماً بهذا العهد العظيم؟
ففي عهد عبدالناصر وعاكف يلبس بذلة الإعدام ولم يعدم لا لذنب جناه إنما لفكر الأمة وحضارتها التي عاش لها واعتز بها وناضل من أجلها.
الإهمال الطبي أو تعمد الإهمال لتحقيق الموت البطيء لهؤلاء العمالقة هو الحكم العالمي الصادر بحقهم وبكل من ينادي بنهضة أمته.
يا أيها البلهاء، إن فرحتم بموت محمد مهدي عاكف وكل سطر من اسمه الكبير تشير إلى الطهر والثبات والعمل، واعلموا أنكم لن تتشبثوا بثوب الحياة بعده إنما ستلبسون ثياب الوحشية والعار وستبقى تلاحقكم لعنة الأجيال ولن يطول زمن حتى تستعيد الشعوب حريتها وتنصف مظلوميها ولو بعد حين، وستكون هذه الدماء شهادات حق، والتضحية التي قدمها الرياديون، ومن يأتي بعدهم ويجني ثمار معاناة السلف وعذاباتهم.
أما في الآخرة يوم العدل فعند الله تلتقي الخصوم ويقتص المظلومون من الظلمة.
وإلى جنات الخلد أيها المحمود المهدي العاكف على عبادة الله.
وستكون لي عودة أخرى في هذا الموضوع إن شاء الله.