قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن العملية العسكرية التي تجريها قوات بلاده بمحافظة “إدلب” السورية، حققت نتائجها إلى حد كبير، وأن أمام تركيا الآن موضوع مدينة “عفرين” بريف حلب.
وأكد أردوغان في كلمة ألقاها، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه “العدالة والتنمية”، في البرلمان، أن تركيا لا يمكنها تقديم أي تنازلات أمام التطورات التي تشهدها المنطقة.
ومنذ أكثر من أسبوع، تواصل القوات المسلحة التركية، تحصين مواقع نقاط المراقبة على خط إدلب – عفرين، بهدف مراقبة “منطقة خفض التوتر” في محافظة إدلب (شمالي سوريا)، بينما تخضع عفرين لسيطرة منظمة “ب ي د/بي كا كا” الإرهابية.
وفي اجتماعات أستانة التي استضافتها العاصمة الكازاخية في مايو/ أيار الماضي، تم التوصل إلى اتفاق “مناطق خفض التوتر” تم إقرار آخرها منتصف سبتمبر الماضي، بالتوافق على حدود منطقة خفض التوتر في إدلب.
وشدّد الرئيس التركي، على أن أنقرة عازمة على التصدي لجميع التهديدات التي تتعرض لها في المنطقة، مضيفًا “قد نأتيهم أو نقصفهم بغتة ذات ليلة”.
وبيّن أن حقد بعض الأطراف المناهضة لتركيا، يزداد كلما قطعت الأخيرة شوطًا في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية أو حل الأزمات في المنطقة.
وفي تعليقه على رفع صور “عبدالله أوجلان”، زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية في محافظة الرقة السورية، قبل أيام، انتقد أردوغان، تعاون الولايات المتحدة مع زعيم المنظمة الإرهابية رغم جميع التحذيرات التركية.
كما أعرب عن انتقاده لتسامح السلطات الأوروبية، وخاصة الألمانية والفرنسية، مع عناصر المنظمة والسماح لمظاهراتهم في البلاد، رغم تصنيف “بي كا كا” منظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي.
والأربعاء الماضي، رفعت عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكيًا، والتي تشكل منظمة “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابية عمودها الفقري، صورة كبيرة لـ”أوجلان” بأحد ميادين الرقة، بعد احتلالها المدينة، إثر خروج عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي منها.
وخاطب الرئيس التركي شعبي العراق وسوريا، مشدّدا على أن نتيجة الاعتماد على تعهّدات ووعود الإمبرياليين الغربيين لن تكون سوى الخسارة والإحباط.
وفيما يخص التطورات في إقليم شمال العراق، أشار أردوغان إلى أن حكومة الإقليم لا يمكنها الحصول على الأمن والازدهار عبر نهب حقوق التركمان والعرب.
وأكّد أن التنظيمات الإرهابية والحركات الانفصالية المدعومة من بعض الأطراف الخارجية، لن تقدّم الخير للمنطقة على الإطلاق، فيما دعا إلى الوحدة والتكاتف وتجنب الظلم بين شعوب المنطقة، من عرب وأتراك وعرب وغيرهم.
وعلى الصعيد المحلي، تطرق أردوغان، في كلمته، إلى التطورات الاقتصادية التي تشهدها بلاده في الآونة الأخيرة.
وأشار إلى ضرورة عدم تقديم تركيا تنازلات حول رؤيتها المستقبلية، وخاصة الاقتصاد، في مرحلة تواجه فيها التنظيمات الإرهابية والأطراف الداعمة لها داخل وخارج البلاد.
وأكّد أن معدل النمو الاقتصادي الذي حققته البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري، والبالغ 5.1%، ساهم في زيادة معنوياتهم وتغيير النظرة الدولية تجاه تركيا إيجابياً.
وأوضح الرئيس التركي، أن بلاده تحتل المرتبة الـ17 بين اقتصادات العالم من حيث الدخل القومي الإجمالي، مؤكداً أنه ليس هناك أي سبب يحول دون صعودها إلى المرتبة الـ 15 خلال فترة وجيزة و”بعدها سنواصل جهودنا للصعود إلى المراتب العشرة الأولى”.
واستطرد بهذا الخصوص “صادراتنا تواصل ارتفاعها بوتيرة مستقرة، وبلغت لغاية سبتمبر الماضي 153 مليار دولار”.
وفي تصريح للصحفيين عقب الانتهاء من اجتماع الكتلة البرلمانية، نفى الرئيس التركي ادعاءات إعلامية حول وجود استعدادات لإجراء انتخابات مُبكرة في البلاد.
وأردف بهذا الشأن “المدّعي مضطر لإثبات ادعائه، ليس هناك شيء من هذا القبيل (الانتخابات)، هل سمعتم منّا شيئا كهذا؟”.