رفض سفير الصومال لدى الاتحاد الإفريقي، محمد علي نور حجي، تصريحات للرئيس الإريتري أسياس أفورقي، تتعلق بوجود مركز تدريب عسكري تركي في العاصمة مقديشو، مؤكداً أن هدف المركز تمكين قوات بلاده من تولى حفظ السلم والأمن.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها حجي وهو سفير بلاده لدى إثيوبيا، للأناضول، اليوم الأربعاء، على هامش مشاركته في اجتماعات الممثلين الدائمين للاتحاد، تحضيراً للقمة الإفريقية المزمعة في أديس أبابا خلال الفترة من 22 إلى 29 يناير/كانون ثاني الجاري.
وتأتي تصريحات السفير الصومالي، تعليقاً على حديث للرئيس الإريتري، في حوار تلفزيوني منتصف يناير/كانون ثاني الجاري، انتقد فيه “الوجود التركي في الصومال”، مدعياً أنه “غير مقبول ولا يساهم في استقرار المنطقة”، وفقاً لتعبيره.
وبهذا الخصوص قال حجي، إن الشعب الصومالي وحكومته يقدران الجهود التركية في المساعدة على استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، مشدداً أن العلاقات التركية الصومالية “تاريخية ومتجذرة”.
وتابع السفير “الوجود التركي إن لم يكن مقبولاً بالنسبة له (الرئيس الاريتري) فإنه مقبول لدى الصومال والمنطقة بمليون مرة”.
وأوضح أن افتتاح تركيا لأكبر مركز عسكري للتدريب في الصومال، “يأتي في إطار توطيد العلاقات الثنائية، وهذا العمل (افتتاح المركز) ولّد انطباعاً قوياً لدى الشعب الصومالي بأن له صديق حقيقي يقف بجانبه”.
ونهاية سبتمبر/أيلول 2017، احتفلت الصومال بافتتاح أكبر مركز عسكري تركي في مقديشو، لتمهيد الطريق لبناء جيش وطني قوي قادر على الدفاع عن البلاد، ولتعزيز قدراته على تطويق الإرهابيين.
وعلى صعيد آخر، طالب “حجي” الأمم المتحدة والولايات المتحدة برفع حظر استيراد الأسلحة المفروض على بلاده، معتبراً أن الحظر يؤثر على قدرات القوات الصومالية في التصدي للجماعات الإرهابية وحفظ الأمن والسلم.
وشدد على أن الصومال بحاجة إلى رفع الحظر لتعزيز قدرات جيشه الوطني، مشيراً أن مقديشو تتوقع من القمة الإفريقية دعم حكومتها الحالية وتمكينها من طرد حركة “الشباب” الإرهابية، وبناء مؤسسات الدولة.
ومنذ العام 1992، يحظر مجلس الأمن الدولي على الصومال استيراد الأسلحة، وتم رفعه جزئيا عام 2013، لتجهيز القوات الحكومية التي تقاتل عناصر حركة “الشباب”، المرتبطة بتنظيم “القاعدة” الإرهابي.
وتطرق السفير إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز السلم والأمن ومحاربة حركة الشباب، مبيناً أن الأخيرة ما زالت تشكل تهديداً كبيراً للسلم والأمن في الصومال خاصةً وفي الإقليم عامةً، من خلال الهجمات الإرهابية التي تشنها.
واختتم حجي حديثه، بدعوة أنقرة لزيادة الاستثمارات المباشرة في الصومال، وأعرب عن أمله بأن تفتح تركيا أسواقها للمنتجات الصومالية.
وبيّن أن بلاده لديها ثروة سمكية وحيوانية كبيرة، يمكن تصديرها إلى الأسواق التركية.
واتهم حجي دولا أوروبية وآسيوية وشرق أوسطية (لم يسمها)، بسرقة ثروات الصومال السمكية في مياهه الإقليمية.
وقال إن الصومال يعاني من سرقة ثروته السمكية بحجة محاربة القرصنة، مشيراً أن تلك “الاعتداءات ستتواصل ما لم يتم تعزيز قدرات القوات الصومالية وتمكينها من حماية مياهها الإقليمية ووقف الاعتداء على ثرواتها”.
ومنذ ديسمبر/ كانون أول 2008 تطلق قوات تابعة للاتحاد الأوروبي عملية تحمل اسم “أتلانتا”، لـ”المساهمة في ردع ووقاية وقمع أعمال القرصنة والسطو المسلح قبالة السواحل الصومالية”، في مساحة تمتد من خليج عدن شمالا، وحتى السواحل الكينية وجزر “سيشل” جنوبا.