قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك: إن روسيا وإيران تسمحان للنظام السوري بقتل الأطفال الأبرياء والرجال والنساء في الغوطة الشرقية (بريف دمشق).
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده تاسك، أمس الجمعة، مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في العاصمة البلجيكية بروكسل، بعد قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي.
وأضاف تاسك: الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري، وإيصال المساعدات الإنسانية (إلى الغوطة).
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت الأمم المتحدة مقتل حوالي 400 شخص، وإصابة أكثر من ألف آخرين؛ جراء الغارات الجوية على منطقة الغوطة الشرقية لدمشق، خلال الأيام الأربعة الماضية.
ومنذ أشهر، تتعرض الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، لقصف جوي وبري من قوات النظام السوري، رغم كونها ضمن مناطق “خفض التوتر”، التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة، عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.
وفي شأن آخر، قال دونالد تاسك: إنهم قرروا الإسراع في أعمال الميزانية وفقاً للأوليات.
وبيّن أنهم ناقشوا الإطار المالي المتعدد السنوات من أجل تحديد ميزانية الاتحاد ما بعد عام 2020.
وأشار تاسك إلى أن الاتحاد الأوروبي يخطط لتوفير مزيد من التمويل لقضايا مكافحة الهجرة غير القانونية والدفاع والأمن.
وأضاف أن السياسات الزراعية واستثمارات الأبحاث والتطوير ومشاريع البنى التحتية ستكون من أولويات الاتحاد في الميزانية.
ولفت تاسك إلى استعداد عدد كبير من الدول الأعضاء في سد الفجوة بميزانية الاتحاد الأوروبي، مع خروج بريطانيا من الاتحاد.
وعن انتخابات البرلمان الأوروبي في عام 2019، أوضح تاسك أن القادة اتفقوا على تخفيض عدد مقاعد البرلمان الأوروبي من 751 إلى 705 مقاعد.
وأشار إلى عدم قبول طلب متعلق بمصادقة المجلس الأوروبي آلياً على مرشح الحزب الذي يمتلك غالبية المقاعد في البرلمان الأوروبي، في انتخابات رئاسة المفوضية الأوروبية.
وفيما يتعلق بالأزمة الراهنة في بحري إيجة والمتوسط، أوضح تاسك أن رئيس قبرص الرومية نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أطلعاه بالأزمة الجارية مع تركيا.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يتضامن مع قبرص الرومية واليونان، داعياً تركيا إلى وضع حد لخطواتها الأخيرة في بحري إيجه والمتوسط، على حد قوله.
وادعى تاسك أن قبرص الرومية تمتلك الحق في البحث عن الموارد الطبيعية وإخراجها في إطار قرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وزعم أن خطوات تركيا تتعارض مع علاقات حسن الجوار، ومسيرة تطبيع العلاقات مع أعضاء الاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن توتراً نشب بين أنقرة وأثينا، مؤخرًا، عقب إجراء خفر السواحل اليونانية مناورات خطيرة بالقرب من جزر “كارداك” الصخرية التركية في بحر إيجة.
وتقوم اليونان في الآونة الأخيرة بانتهاك المياه الإقليمية لتركيا قرب الجزر الصخرية التابعة لها في بحر إيجة، كما تنتهك المقاتلات اليونانية المجال الجوي التركي.
كما أن توتراً جارٍ بين قبرص الرومية وجمهورية شمال قبرص التركية، وذلك بسبب أنشطة القبارصة الروم، في التنقيب عن النفط والغاز في منطقتها الاقتصادية “الحصرية” المزعومة.
وتؤكد تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية أحقية القبارصة الأتراك بموارد الجزيرة الطبيعية باعتبارهم جزءًا منها، وذلك رداً على مساعي قبرص الرومية لعقد اتفاقات مع شركات وبلدان مختلفة لا تدرج فيها القبارصة الأتراك.
وتدعو أنقرة قبرص الرومية إلى التخلي عن وصف نفسها بأنها المالك الوحيد للموارد الطبيعية للجزيرة، وتشدد على أن عدم وقف قبرص الرومية التنقيب عن الهيدروكربون (المحروقات) من شأنه إفشال مساعي إيجاد حل شامل لأزمة الجزيرة المنقسمة إلى شطرين تركي في الشمال ورومي في الجنوب.