أهدت الناشطة الأوكرانية المسلمة أولجا فرينداك، بخارطة طريق تضمن نجاح الناشطات المسلمات حول العالم في دورهن المجتمعي في بلادهن.
جاء ذلك في حوار مع فرينداك أجرته “المجتمع” حول دور المرأة المسلمة في المجتمع الأوكراني.
من هي أولجا فرينداك؟
– نائبة رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية “الرائد” في أوكرانيا، أكبر مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين في أوكرانيا.
رئيسة تحرير مركز “الرائد” للخدمات الإعلامية، وعدة مواقع إعلامية باللغات الروسية والأوكرانية والإنجليزية.
عضوة في جمعية “مريم” الإسلامية النسائية، والتي تتبع اتحاد “الرائد”.
ترأست منظمة “معاً والقانون” فور تأسيسها عام 2013م، وتعد أول منظمة تعنى بتقديم الاستشارات القانونية والدفاع عن حقوق العرب والمسلمين في أوكرانيا.
أوكرانية الأصل، ولدت في محافظة لفيف، واعتنقت الإسلام في سن السادسة عشرة، متزوجة من أوكراني، أم لأربعة أطفال.
كيف بدأتم بالتفكير في المشاركة المجتمعية؟ وما الأدوار التي قمتم بها خلال مسيرتكم في المشاركة المجتمعية؟
– اعتنقت الإسلام في عام 1999 وكان عمري وقتها 16 عاماً، وفي العام التالي حضرت للعاصمة كييف من أجل الالتحاق بالجامعة في كلية “الأكاديمية الدولية للإدارة”، وتخرجت فيها في عام 2006، ثم عملت كمديرة للعمل الاجتماعي، ثم تابعت دراستي وحصلت على درجة الماجستير في الإدارة الاجتماعية والعلاقات العامة.
خلال فترة الجامعة عملت في اتحاد “الرائد” كسكرتيرة، وبعد مرور شهر من بدء عملي شاركت في أول تجمع للنساء في كييف وكان في عام 1999، ثم تواصلت مشاركتي في الأنشطة الاجتماعية للمرأة المسلمة باتحاد “الرائد”.
خلال تلك السنوات أثناء دراستي الجامعية ترأست جمعية “مريم” الإسلامية النسائية، وكذلك كنت في عام 2002م عضواً في شركة “فيميسو إكسكو”.
على المستوى الشخصي، ماذا كانت أهم أولوياتكم في العمل المجتمعي؟
– كانت أهم أولويات مشاركتي المجتمعية هي العمل مع المسلمات الجدد، وإلقاء المحاضرات، وتفعيل دور المرأة الإسلامية في المجتمع الأوكراني.
وبعد سنوات من العمل كعضو في قسم “الرائد” لشؤون الأسرة والمرأة والطفل، بدأت في تنظيم دورات تدريبية للنساء الناشطات في إدارة الوقت، والخطابة، والعمل الجماعي، والتخطيط الإستراتيجي وغيرها.
والشيء المهم أيضاً في الأنشطة النسائية أنني رأيت اندماج الأخوات في العمل الإعلامي وذلك من أجل استخدام قدراتنا لتطوير طرق مختلفة في الدعوة.
وبالحديث عن المشاركة الاجتماعية في مجال العمل مع الأطفال والمراهقين، يجب أن أذكر أننا ندرك ضرورة السياحة الحلال والترفيه للأطفال والمراهقين في أوكرانيا، ومنذ بضع سنوات بدأنا هذه المشاريع للأطفال المسلمين، وأتت بنتائج إيجابية كبيرة.
وماذا عن التحديات التي واجهتكم أثناء دوركم المجتمعي؟
– نواجه بعض العقبات والمشكلات في عملنا، لكن، نسعى دائماً للتغلب عليها، كما أن لدينا دعماً من إخواننا في اتحاد “الرائد” وهذا بالفعل يساعد في عملنا كثيراً.
العقبة الرئيسة التي تواجهنا هي ما يمكن أن نطلق عليه “تسرب الناشطات”؛ حيث إن كثيراً من النشاطات وهن متطوعات في العمل الاجتماعي، يصبحن لاحقاً زوجات وأمهات وتصبح عليهن مسؤوليات أسرية قد تعوق الكثيرات منهن في العمل المجتمعي لاحقاً، لكن ذلك لا يزعجنا، ففريق عملنا دوماً في ازدياد وتوسع في العدد والأنشطة معاً.
بلغة الأرقام، ما أبرز نجاحاتكم في العمل المجتمعي والدعوي؟
– عن الإنجازات الرئيسة أستطيع القول: إنه عندما بدأنا العمل النسائي في كييف عام 1999، كان هناك 3 أخوات فقط في لجنتنا، الآن ولله الحمد يتكون فريقنا من 30 أختاً من الناشطات، بخلاف المتطوعات الأخريات.
وفي صلاة الجمعة، تأتي حوالي 100 امرأة ليصلين الجمعة في مسجد المركز الثقافي الإسلامي في كييف، في عام 1999 كانت تأتي امرأة واحدة أو امرأتان لصلاة جمعة في قاعة مستأجرة.
وفي نهاية كل أسبوع نقوم بأنشطة مختلفة، والأخوات مشغولات دائماً بإطعام المشردين والذهاب إلى بيوت الأيتام، أو تنظيم محاضرات ودورات وندوات للأخوات والنوادي للأطفال.
فيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية، كيف تقيمون الدور المجتمعي للمرأة الأوكرانية سواء المسلمة أو غير المسلمة؟
– المرأة الأوكرانية في الأغلب متعلمة ومؤمنة، وهي منفتحة ولطيفة، والتحدي الرئيس الذي يواجهها يتمثل في القيام بدورها الرئيس في الأسرة؛ لذا فإن المسلمات الجدد يحاولن تنشئة أنفسهن وفقاً للمبادئ الإسلامية.
ماذا عن المسلمة الأوكرانية ودورها في المشاركة المجتمعية؟
– نحن نقوم كل عام بتنظيم ندوات ومخيمات صيفية للمسلمات الجدد، لتثقيفهن على أساس الإسلام، وتعليمهن القرآن، ودعمهن بطرق مختلفة.
ولدعم الناشطات والمتطوعات وتحفيزهن ليكن ناشطات في المشاركة الاجتماعية ننظم الحلقات الدراسية والمخيمات الصيفية والاجتماعات مع ضيوف من دول أخرى.
والحمد لله يمكن للمرأة المسلمة الأوكرانية ممارسة الإسلام في المجتمع الأوكراني وارتداء الحجاب في مجال الدراسة والعمل.
ما التحديات التي تواجه المسلمة خلال مشاركتها المجتمعية؟
– بالطبع، لكي تنشط المرأة في العمل الاجتماعي الإسلامي تحتاج إلى دعم من زوجها وعائلتها، لهذا نحن ننظم بانتظام الندوات والدورات التدريبية للآباء والأمهات والأزواج، حيث يمكنهم التحدث مع الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين.
وبالطبع، تواجه المرأة في أوكرانيا مشكلات مثل النساء في أي مجتمع غير مسلم آخر يكون فيه المسلمون أقلية، لكن الحمد لله أنها ليست مشكلات كبيرة.
ماذا عن نجاحات المسلمة بشكل عام في المجتمع الأوكراني؟ هل من أمثلة؟
– بين المسلمات الأوكرانيات هناك متخصصات في القانون، والمنتِجات، وعالمات النفس، وعالمات في الرياضيات، ومدربات، وطبيبات، ومعلمات، وكثير من التخصصات ولله الحمد.
كما أن واحدة من أهم الإنجازات -في رأيي- هي إنشاء مدرسة التعليم الأساسي “مستقبلنا”، حيث يمكن للأطفال المسلمين الحصول على التعليم الأساسي المرخص من أوكرانيا إلى جانب دروس القرآن واللغة العربية والأخلاق الإسلامية.
بناء على خبراتكم العملية السابقة؛ ما أبرز توصياتكم المستقبلية التي تنصحون بها الناشطات المسلمات والمؤسسات المعنية للأخذ بها لتحقيق أداء أفضل للمرأة المسلمة في دورها المجتمعي سواء في أوكرانيا أو حول العالم؟
– حتى نتمكن من النجاح والتوسع في أعمالنا؛ أوصي الناشطات بخمسة أمور، هي: توحيد جهودنا، وتخطيط أنشطتنا، وتطوير فريق العمل، وإشراك الشباب، وفهم عميق لاحتياجات المجتمع الحديث.