من جديد، عادت رحلات سفن كسر الحصار عن قطاع غزة تعود للواجهة، من خلال تنظيم الفلسطينيين والمتضامين العرب لرحلات بحرية خلال الأسابيع الماضية انطلاقاً من غزة المحاصرة، وإبحار عدة سفن من أوروبا في طريقها حالياً لقطاع غزة، في رحلة بحرية ينتظر أن تحقق العديد من النتائج، أبرزها لفت انتباه العالم للحصار المفروض على غزة، وخطورة ممارسات بحرية الاحتلال بحق الفلسطينيين خاصة الصيادين في غزة.
وتعد سفن كسر الحصار التي جابت نحو 20 دولة في أوروبا مؤخراً التي استمرت جهود تحضيراتها لنحو ثلاثة أشهر من قبل القائمين عليها، على متنها نحو 45 ناشطاً دولياً من 15 دولة، همها الوحيد -كما يقول النشطاء من هم على متنها- الوصول لشواطئ غزة المحاصرة ومعهم بعض الأدوية والمواد الغذائية الرمزية في إشارة إلى رفضهم للحصار “الإسرائيلي”، ومن المتوقع أن تصل السفن لقطاع غزة خلال الأيام القلية القادمة، التي من المؤكد أن تعترضها بحرية الاحتلال، كما الرحلات البحرية السابقة، ضمن سياسة القرصنة المعروفة لكيان الاحتلال، التي عادة ما تنتهي معاملته مع سفن كسر الحصار إما بالقتل أو الاعتقال، ومصادرة المراكب وإخضاع المشاركين في تلك الرحلات للتحقيق.
وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة لمواجهة الحصار جمال الخضري لـ”المجتمع”: إن سفن كسر الحصار عن غزة مهمة، وهي بالطبع ستعيد زخم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني المحاصر، خاصة وأن غزة تواجه حصاراً محكماً من قبل الاحتلال، بعد تشديد الحصار في الآونة الأخيرة ومنع البضائع من الدخول لقطاع غزة.
وأكد الخضري أن مشاركة العشرات من المتضامين الأجانب في سفن كسر الحصار، وهذا النوع من المقاومة لسياسية الحصار، سيكون عاملاً إيجابياً ضاغطاً على الاحتلال لرفع حصاره الظالم المفروض على القطاع منذ عقد من الزمن.
وأشار الخضري إلى أن غزة بحاجة أكثر لتوسيع حركة التضامن الدولية وتسليط الضوء على معاناة أهلها، في ظل سياسة الموت والحصار التي تواجه القطاع، ولا يمكن في ظل الوضع المدمر في غزة الذي أوشك على الانهيار الشامل، أن يواصل المجتمع الدولي سياسة صم الآذان وتجاهل كارثة غزة، لذلك من المهم للغاية أن يتم التحرك من أجل تجنيب غزة الكارثة.
وحذر الخضري من قرصنة جديدة قد تمارسها قوات لاحتلال بحق سفن كسر الحصار المتجهة لغزة، كما حدث مع رحلات سابقة مثل “أسطول الحرية” قبل عدة سنوات، الذي قتل وأصاب الاحتلال حينها المشاركين في الأسطول.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو شباب لــ”المجتمع”: إن هناك حراكاً دولياً واسعاً تجاه غزة، بعد أن توقف هذا الحراك منذ عدة سنوات والممثل بانتفاضة السفن البحرية، خاصة وأن الرحلات البحرية لكسر الحصار توقفت منذ أكثر من ثلاث سنوات، بسبب القرصنة البحرية العنيفة التي مارستها بحرية الاحتلال ضد تلك الرحلات، وجاء الزخم الجديد بعودة انتفاضة السفن، بسبب الحراك الدبلوماسي الفلسطيني في المحافل الدولية، من أجل فضح ممارسات الاحتلال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد أبو شباب على ضرورة أن تكون انتفاضة السفن مرتبطة بحركة التضامن الدولية المقاطعة للبضائع “الإسرائيلية”، وذلك بهدف فرض عزلة دولية على دولة الاحتلال التي تواصل فرض الحصار والقتل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة في ظل تجاهل الاحتلال لكل النداءات الدولية بوقف سياسة القتل والإرهاب والحصار التي تمارسها دولة الاحتلال.
ودعا أبو شباب لتشكيل حركة تضامن دولية تكون مهمتها العمل على رفع الحصار عن غزة، من خلال الشرح للعالم كيف تمارس “إسرائيل” سياسة العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
ويشار إلى أن هناك العديد من المحاولات الفلسطينية التي تمت مؤخراً، من خلال إطلاق رحلتين بحريتين من غزة، تم اعتراضهما من قبل بحرية الاحتلال واعتقال ركابها، وحاولت تلك الرحلات البحرية المشاركة في انتفاضة السفن، لفت انتباه العالم بالواقع الصعب في غزة، الذي وصل لمرحلة الكارثة، نتيجة الحصار “الإسرائيلي”، وضرورة أن يساعد العالم غزة في إقامة ميناء بحري، خاصة وأن دولة الاحتلال تفرض حصاراً بحرياً على غزة وتمنع الصيادين من الصيد، إلا في مسافة لا تزيد على ثلاثة أميال بحرية، وهي مسافة غير كافية كما يقول الصيادون للصيد.