كشفت أوراق العملية التي فشلت بها استخبارات دولة الاحتلال في شرق مدينة خانيونس في قطاع غزة ومقتل ضابط وحدة ماجلان وإصابة آخرين، عن صدمة جهاز الاستخبارات الصهيوني، كيف أصبحت دولة الاحتلال في ورطة حقيقية بعد الصور التي عرضتها حركة “حماس” لأفراد المجموعة الثمانية، وأنهم من المطلوبين لها، وحظر الرقابة العسكرية الإسرائيلية تداول الصور في وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنصات التواصل الاجتماعي.
نكسة استخباراتية
إيال عليمة، مراسل “الإذاعة الإسرائيلية” العسكري، قال: بعد كشف أوراق عملية وحدة الكوماندوز “ماجلان” أصيب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بنكسة، ومن الواضح أن هناك تفوقاً مخابراتياً استخباراتياً لدى “حماس” على دولة “إسرائيل” التي تتباهى بقدرتها الاستخبارية في المنطقة، وحظر الرقابة الإسرائيلية تداول صور المجموعة يأتي في سياق النكسة الاستخبارية، وكيف توصلت “القسام” إلى هذه المعلومات، وأن ما لديها يفوق ما تم عرضه.
معادلة التوازن
وأشار المراسل العسكري عليمة إلى أنه بات من المؤكد أن “حماس” و”كتائب القسام” أصبحت تمتلك معادلة توازن الرعب، موضحاً أن هناك حرب أدمغة استخباراتية تفوقت فيها “حماس” على دولة الاحتلال، وأن تقديرات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حول قدرة “حماس” و”القسام” الاستخباراتية كانت فاشلة؛ ما أدى إلى هذه النتيجة المأساوية بتفوق استخبارات “القسام” على دولة لها باع طويل في مجال الاستخبارات منذ خمسينيات القرن الماضي.
تأثيرات على المنطقة
أما ألون بن دافيد، المراسل العسكري الإسرائيلي، فقال: تأثير فشل عملية خانيونس وتفوق استخبارات “حماس” على استخبارات دولة “إسرائيل” له تأثيرات على المنطقة بأسرها في دول مجاورة، موضحاً أن تداعيات فشل العملية لا ينحسر على قطاع غزة، ويجب حظر تداول الصور وأوراق العملية والالتزام بتوجيهات الرقيب العسكري الإسرائيلي، الذي شدد على عدم تداول هذه الصور في وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية ووسائل الإعلام، لأن العملية بتفاصيلها خطيرة، وظهر تفوق “حماس” في هذه المرحلة، وهذا أمر معيب لنا كدولة لها تجربة طويلة في عمليات استخباراتية في المنطقة بأسرها.
وتوقع المراسل العسكري ألون بن دافيد أن تهز حركة “حماس” أركان جهاز الاستخبارات العسكرية في قادم الأيام بعد نشر تفاصيل جديدة عن عملية خانيونس التي أطلقوا عليها عملية حد السيف.
حرب أدمغة
أما المختص في الشأن الإسرائيلي محمد حمادة، فأشار إلى أن عملية حد السيف أثبتت أن “كتائب القسام” لديها تفاصيل استخباراتية ستنشرها بالتدريج كي تزداد نكسة الاحتلال في قادم الأيام، فحرب الأدمغة تفوقت بها “حماس” و”القسام” على دولة تتباهى بتجذر جهازها الاستخباراتي في المنطقة، وتبين أنه مُني بالفشل الذريع في عدة محطات.
وأوضح أنه في حرب عام 2014 كانت توقعات جهاز الاستخبارات أن “حماس” منهكة من الحصار ولا تستطيع الصمود، وكانت النتيجة أن انقلب السحر على الساحر، واضطرت دولة الاحتلال إلى هدنة مرغمة عليها أمام قدرة المقاومة على الرد وتوجيه ضربات موجعة.
اختراق للجبهة الداخلية الصهيونية
وقال محمود مرداوي، المختص في الشأن الإسرائيلي: إعلام الاحتلال أقر باختراق “حماس” للجبهة الداخلية الصهيونية، وأصبحت المقومة مدرسة في كيفية إفشال مخططات الاحتلال الاستخباراتية، وأن هناك عقيدة أمنية من النباهة والمهارة والدقة تسكن قلوب وعقول أفراد وحدة “القسام” التي أفشلت العملية التي كانت مدعومة براً وجواً وبحراً، وكيف أنقذهم الاحتلال بغطاء جوي مرعب، ولولا الغطاء الجوي والنيران التي أطلقت ما تمكن الاحتلال من انتشال القتلى والجرحى.
وأضاف: عرض الصور جاء لإشراك المواطنين في أمن المقاومة، وأن يكون هناك حس أمني لدى المواطنين من خطر الاحتلال ووحداته المستعربة.
ضربة للجهد الاستخباري الصهيوني
أما المحلل السياسي صالح النعامي فقال: ذهول في “إسرائيل” من نجاح “كتائب القسام”، من الكشف عن صور ضباط الوحدة الخاصة التي تسللت الأسبوع الماضي إلى قطاع غزة، لأنه يدلل على تمكن “الكتائب” من تتبع خط سير تحركات الوحدة أثناء تواجدها في القطاع، وأن المعلومات التي لدى الكتائب تتجاوز بكثير تلك المتعلقة بظروف الاشتباك، مضيفاً أن هذا ما سيمكن الكتائب من كشف طبيعة المهام التي حاولت الوحدة تنفيذها، إلى جانب طرائق العمل المتعلقة بها.
وأشار النعامي إلى أن هذا الكشف سدد ضربة للجهد الاستخباري والعسكري، على اعتبار أن أعضاء الوحدة عادة ما ينفذون عمليات سرية في العديد من الدول، وهذا يعني أن قدرة هذه الوحدة على تنفيذ مهام في هذه الدول سيكون محفوفاً بالمخاطر على اعتبار أنه سيسهل الكشف عنهم.
ولفت قائلاً: سؤال المليار دولار بالنسبة لـ”إسرائيل” هو كيف تمكنت “الكتائب” من الحصول على هذه الصور، سيما وأن بعض الصور، على ما يبدو التقطت خارج إطار العمل، وبالتالي لا يمكن الحصول عليها من خلال كاميرات المراقبة؟!