تتزايد الظروف المعيشية في مدينة تعز (غرب) اليمنية صعوبة، مع استمرار الحرب الأهلية والحصار، الذي يفرضه الحوثيون على المدينة منذ 2015.
تمخضت مشاورات السويد الأخيرة حول اليمن عن قرارٍ يقضي بفتح ممرات إنسانية إلى مدينة تعز، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة يرزحون تحت حصار الحوثيين.
وتسيطر الحكومة على جزء كبير من وسط المدينة، فيما يسيطر مسلحو الحوثي على جزء من المدينة والمناطق المحيطة بها.
** لا كهرباء في المدينة منذ 4 سنوات
انهارت خطوط الكهرباء في تعز بشكل كامل، إضافة إلى ذلك فإن الحوثيين يتعمدون قطع التيار الكهربائي القادم إليها من محافظة مأرب (شرق).
تعيش المدينة بدون كهرباء منذ 4 سنوات، في الوقت الذي يتعاظم فيه احتياج سكان تعز للألواح الشمسية والمولدات، لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطاقة.
تبدو تعز، خلال ساعات النهار، مدينة عادية كغيرها من المدن، إلا أنها تغرق في ظلام دامس ما أن يسدل الليل ستاره، وحتى بعض المصابيح القليلة التي تضيء بعض الشوارع، يتم إطفاؤها بعد الساعة 23.00 بالتوقيت المحلي (20:00 ت.غ) لتوفير الوقود.
** تعز تحصل على الماء مرّة واحدة كل 50 يومًا
تشهد تعز الرازحة تحت براثن الحرب منذ فترة طويلة، أزمة مياه خطيرة، حيث كانت قبل الحرب تحصل على المياه مرة واحدة في الشهر، أما اليوم فهي تحصل عليها مرة واحدة كل 50 يومًا.
وتتفاقم الأزمة مع سيطرة الحوثيين على آبار المياه التي تلبي الاحتياجات المائية للمدينة، لاسيما السكان الذين يقيمون في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
كما أدى تدمير خطوط المياه في المدينة خلال سنوات الحرب، وقلة عدد الصهاريج القادرة على نقل المياه، إلى تزايد الأعباء على سكان المدينة.
** ارتفاع أسعار المواد الغذائية
من ناحية أخرى، لا يجد سكان تعز بُدًا من نقل المواد الغذائية التي جلبوها على أكتافهم عبر الطرق الجبلية الوعرة، بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه مسلحو الحوثي، إلا أن نقل المواد الغذائية أصبح أسهل نوعًا ما بعد فتح طريق تعز أمام حركة المرور للمدنيين.
ومع ذلك، تبقى أسعار المواد الغذائية مرتفعة جدًا بسبب ارتفاع أسعار النقل، خصوصًا بعد إغلاق الحوثيين للطرق التي تصل العاصمة صنعاء (الواقعة تحت سيطرة الحوثيين) مع مدينة عدن العاصمة المؤقّتة لليمن (تحت سيطرة القوات الحكومية).
** النظام التعليمي على حافة الانهيار
عمد مسلحو الحوثي على استخدام المدارس في مدينة تعز، كمقرات عسكرية، ما جعل النظام التعليمي يصاب بشلل كامل.
أما مدارس المدينة، التي تعرف بعاصمة اليمن الثقافية، فهي لا تمتلك القدرة على تقديم خدمات تعليمية بسبب عدم امتلاكها المقومات والوسائل الأساسية.
وعقدت في مقر الأمم المتحدة بالسويد مشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، في الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة.
والجمعة، اعتمد مجلس الأمن قرارًا يأذن للأمم المتحدة بنشر فريق لمراقبة وتسهيل تنفيذ اتفاقات العاصمة السويدية ستوكهولم، وهو ما لقي ترحيبًا من طرفي الصراع، إضافة إلى أطراف إقليمية ودولية.
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة إنها بصدد نشر مراقبين في الحديدة “بأسرع وقت ممكن”، لمراقبة وقف إطلاق النار ومخرجات مشاورات السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين.