مشاهد صادمة من إخلاء عائلة صيام من منزلها التي عاشت فيه عشرات السنين في سلوان بالقدس المحتلة، وانحياز المحكمة الإسرائيلية للمستوطنين الذين ادعوا شراء حصص من المنزل لأشخاص من العائلة يقطنون في أمريكا، بمساعدة سماسرة، فمساحة المنزل نصف دونم عليها منزل العائلة، وفي لحظة مرعبة اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة أجبروا العائلة على الرحيل وإحلال المستوطنين فوراً.
تقول سميرة صيام التي عاشت في منزل العائلة: “الخون” لن يموتوا ولو كانوا في قبورهم سيعذبون، فمرضى النفوس في العائلة لم يستطيعوا أن يبيعوا حصصهم الإرثية، ووالدتهم ووالدهم على قيد الحياة، وبعد مماتهم فوجئنا ببيع حصصهم الإرثية من خلال سماسرة، ولكننا لن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء، فنحن هنا في سلوان في أرضنا لن نتركها، وأنا عمري 60 عاماً، ولن أسمح لهم أن يغتالوا جذوري، فسلوان وطننا الذي لا نساوم عليه.
وتضيف سميرة: تم تعذيبنا في المحاكم الإسرائيلية لمدة 25 عاماً، وأثبت المحامي تزوير الأوراق الثبوتية من قبل الجمعية الاستيطانية وانحاز القضاء الإسرائيلي العنصري إلى المستوطنين، ولكن سنواصل مسيرتنا في كل الاتجاهات.
جواد صيام، مدير مركز وادي حلوة، كان أول ضحايا بيع المنزل من خلال اعتقاله فوراً قبل عملية الإخلاء.
ينتقم الاحتلال من العائلة التي تمتلك المنزل؛ لأنها رفضت كل المساومات، وحاربت كل السماسرة والمسربين، فهذا ثمن من يقف في وجه سياسة تسريب الأراضي، وسيبقى منزلنا لنا مهما كان حجم التزوير، يقول جواد صيام.
ويشير فخري أبو ذياب، من سلوان، وعضو لجنة الدفاع عن القدس، إلى الهجمة على سلوان لها عدة محاور؛ الأول: من خلال الحفريات أسفل المنازل حتى تنهار على رؤوس أصحابها، والمحور الثاني: إحلال المستوطنين في سلوان، حيث يطلق عليها مدينة داود، لافتاً إلى أن هناك أحياء أصبحت لليهود في سلوان بعد عمليات الاستيلاء على الأراضي والعقارات بحجة البيع من قبل مرضى النفوس، والمحور الثالث ضرب صمود المقدسيين في بلدة سلوان من خلال إرهاب منظم لهم، فمشاهد إخلاء عائلة صيام هدفه إشاعة الرعب في صفوف أهالي سلوان الذين يقطنون في سلوان، وهي الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، والسيطرة عليها له أهداف خبيثة منها الدخول للمسجد الأقصى وتنفيذ مخططات مرعبة.