صهيب وابن عمه صالح، سوريان في مقتبل عمرهما، مصابان بمرض عضال سبب لهما معاناة كبيرة يفاقمها قصف النظام على مدينتهما خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
سنوات من المعاناة جراء المرض، والرعب جراء القصف، في ثنائية حرمت اليافعان من حياة سوية، غير أن الأمل لا يزال يحدوهما بالحصول على علاج خارج سورية نظراً لاستحالته داخلها، وتركيا هي المكان الذي يأملان الحصول فيه على طوق النجاة.
رحلة بدأها منذ سنوات، صهيب (17 عاماً)، وهشام (18 عاماً) مع مرض نادر يسمى انحلال البشرة الفقاعي، وينجم بسبب مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تصيب نسيج البشرة، وتسبب ظهور بثرات بالجلد والأغشية المخاطية.
أحلامهما مختلفة عن أبناء جيلهما، فكل ما يأملانه هو الخضوع يوماً للعلاج، وأكثر شيء يرغبان به هو أن تنفصل أصابع أياديهما وأرجلهما المتلاصقة بفعل المرض.
ويعاني صهيب، وهشام، في الوقت ذاته، تأخراً في النمو، حيث يبدوان أصغر بكثير من عمرهما الحقيقي.
فقَدَ صهيب أخويه التوأمين في قصف للنظام السوري على مدينة خان شيخون، وفاقم القصف وحالة الرعب التي عاشها من مرضه.
وقال صهيب لوكالة “الأناضول”: “جراء الخوف الذي عشته بسبب القصف المتواصل على مدينتي، فإن تأثير المرض انتقل إلى ركبتي ولم أعد قادراً على المشي”.
وأشار الفتى إلى أصابع يديه وقدميه المتلاصقة بسبب المرض الوراثي، كما تساقطت رموش عينيه، ولم يعد قادراً على المشي، لافتاً إلى عدم وجود إمكانية للعلاج في سورية بسبب نقص الإمكانات والقصف الذي تتعرض له مدينته.
وأعرب صهيب عن حاجته للعلاج خارج سورية، معبراً عن رغبته أن يتم ذلك في تركيا.
وتابع: “ابن عمي مصاب بنفس المرض، والفرق الوحيد بيننا هو أنه قادر على المشي، كلانا بحاجة لنفس العلاج، حيث يجب أن تجرى عمليات جراحية لأيدينا وأرجلنا، نريد أن نعود أصحاء كما كنا من قبل”.
أما والد صهيب، فأكد عدم وجود علاج لمرض ابنه في سورية، معتبراً أن الخيار الوحيد هو التداوي خارج البلاد.
ولم يخف الأب، في حديثه لـ”الأناضول”، أمله بأن تتم معالجة ابنه حتى يتخلص من هذا المرض، مشيراً إلى أن “الكثير من المؤسسات الصحية في سورية تضررت بفعل القصف، وهو ما أثر بشكل سلبي على المرضى”.
وناشد أبو صهيب فاعلي الخير لمساعدته في خلاص ابنه وابن أخيه من هذا المرض العضال.