بالرغم من عدم توقف عملية تهريب العمال للداخل الفلسطيني للعمل في الورش الإسرائيلية، تتكرر معاناة العمال المهربين مع إشراقة كل شمس.
العمال والمهربون يفكرون في كل يوم من أي نقطة يكون التهريب للعمال، ووصولهم إلى أماكن عملهم، ومن ضمن المهربين مرضى يرفض الاحتلال منحهم تصاريح للعلاج في مشافي القدس.
المهرب أحمد يقول: نحن نقدم خدمة للعمال، ونتعرض للخطر كما يتعرض العمال للخطر، والعقوبة المفروضة علينا مضاعفة، فالعامل إذا ألقي القبض عليه يتم الإفراج عنه بعد ساعات في مناطق قريبة من الضفة خارج الجدار، بينما نحن كمهربين يتم فرض عقوبة علينا بالسجن والغرامات المالية الباهظة، والإقامة الجبرية وسحب الرخصة لمدة تزيد على العام، وعقوبات إضافية.
ويضيف: يتم الاتصال بنا من قبل العمال، ونحن نقوم بتوجيههم إلى النقطة التي يجب الالتقاء بها ويكون الدخول من خلالها، فالعمل يحتاج إلى تنسيق مسبق، وتتغير الأحوال من ساعة إلى ساعة، فهناك تغييرات على الوضع القائم.
ويتابع: وتقوم دوريات الاحتلال بتغيير مواعيد وجودها عمداً كي يتم إلقاء القبض على العمال، فهم يعلمون لعبتنا ومراقبتنا للميدان، ونتخذ عدة أشكال من وسائل المراقبة منها النواظير، ومركبات تسبقنا إلى الميدان كي لا يكون هناك كمائن قبل الوصول إلى الفتحة المقرر الدخول منها، وهناك قسم يقوم بفتح فتحة في الجدار بسرعة فائقة، ويكون العمال على جهوزية سريعة، فمن يراقب عملنا يعلم أننا نقوم بعمل جبار، ويوازي عملنا عمل دوريات الاحتلال ووحداتها الخاصة التي تكون منتشرة في المكان، ومع ذلك نعلم الثغرات الأمنية الموجودة ويتم التهريب بالرغم من المخاطر.
ويستدرك قائلاً: التهريب مصدر رزق لنا ولهم، والمرضى لا نأخذ منهم أجرة تهريب، فنحن عملنا أيضاً إنساني، ولولا وجودنا لما يستطيع العمال الدخول، مبيناً أن إجراءات الاحتلال على امتداد الجدار صارمة، وأجهزة المراقبة من الجو والأرض.
وعن الحوادث الخطيرة التي تحدث للعمال، قال المهرب أحمد: عملية التهريب تحفها المخاطر منذ اللحظة الأولى حتى وصول العامل إلى مكان عمله، ونحن نسعى إلى تأمين وصولهم بسلام.
يشار إلى أن أكثر من 100 ألف عامل يتهربون للعمل داخل الورش الإسرائيلية، وتتم ملاحقتهم أثناء التهريب وخلال عملهم ومبيتهم في الورش، ويحرمون من كل حقوقهم المالية المتعلقة بالأتعاب وساعات العمال، ويتعرضون إلى الابتزاز من قبل المشغلين الإسرائيليين، ويتم إحضار الشرطة لهم لحرمانهم من أجورهم.