المبعوثة الأممية: مغادرة جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب ليبيا في غضون 3 أشهر من توقيع الاتفاق
مصر رحبت بالاتفاق المبرم ووصفته بالإنجاز المهم
أردوغان: ثباته لا يبدو لي قابلاً للتحقيق بدرجة كبيرة
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5+5) بجنيف، معتبرة ذلك تحولاً مهماً نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
ويمثل الوفدان الموقعان قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في إطار اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة بـ”5+5″، التي تمثل المسار الأمني المنبثق عن مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، ويضاف إليه مساران آخران سياسي واقتصادي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “بشرى سارة لليبيين، تتوج محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف اليوم بإنجاز تاريخي، حيث توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا، ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا”.
وأوضحت أن مراسم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الليبية، تم في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني ويليامز.
تفاصيل الاتفاق
وعقب مراسم التوقيع عقدت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز مؤتمراً صحفياً أوضحت فيه تفاصيل الاتفاق، الذي وصفته بأنه اتفاق “شامل ودائم” يدخل حيز التنفيذ بشكل فوري لحين تأسيس حكومة وفاق جديدة.
وقالت وليامز: إن الأطراف الليبية اتفقت على الانسحاب عسكرياً من سرت والجفرة، وإن من المفترض أيضاً أن يغادر جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب ليبيا في غضون 3 أشهر من توقيع الاتفاق.
وتضمن الاتفاق المساهمة في مكافحة الإرهاب، وضرورة احترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، فضلاً عن الوقف الكامل لإطلاق النار ويسري ذلك منذ لحظة التوقيع.
كما تضمن بنداً يقضي بإعادة الوحدات العسكرية لثكناتها بالتزامن مع خروج المرتزقة، وإيقاف التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية في مختلف الوسائط الإعلامية.
كما شمل الاتفاق فتح الطرق والمعابر على كافة التراب الليبي، الساحلية والجنوبية والجبلية، وتشكيل غرفة أمنية من ضباط الأمن المشاركين في اجتماعات الغردقة، للقيام بتأمين الطرق في المناطق التي تغادرها التشكيلات المسلحة، وتكليف آمر حرس المنشآت في القوات المسلحة وحكومة الوفاق بالتنسيق مع مؤسسة النفط لإعادة هيكلة هذه القوة.
كما شمل حصر وتصنيف المجموعات المسلحة بجميع مسمياتها لدمجها وإيجاد فرص عمل لمن يرغب تركها، وتبادل المحتجزين المقبوض عليهم أثناء العمليات العسكرية أو بسبب الهوية.
ولا يسري وقف إطلاق النار على المجموعات المسلحة المصنفة كمجموعات إرهابية من الأمم المتحدة، مع تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وإخراج أطقم التدريب الأجنبية إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها.
كما قضى اتفاق وقف إطلاق النار بتشكيل قوة عسكرية محدودة من العسكريين النظاميين لتحد من الخروقات المتوقع حدوثها وتوفير احتياجات عملها، وإحالة الاتفاق لمجلس الأمن لإصدار قرار لكافة الأطراف للالتزام ببنوده
المواقف الدولية
جاءت المواقف الدولية بشكل عام مرحبة بالاتفاق بين الفرقاء الليبيين، فيما جاء الموقف التركي على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان متحفظاً.
وأعرب أردوغان عن أمله بأن يلتزم طرفا الصراع الليبي باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعاه، وقال للصحافيين: إن ثباته لا يبدو لي قابلاً للتحقيق بدرجة كبيرة، مستدركاً أن الزمن سيظهر مدى دوامه.
ألمانيا التي تعمل كوسيط في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في ليبيا، وصفت اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بأنه أول نجاح حاسم في هذا الاتجاه.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان: إن “المفاوضات الجارية أدت إلى أول نجاح حاسم، وهو أساس جيد لإيجاد حل سياسي مقبل”.
الولايات المتحدة الأمريكية رحبت بتوقيع الاتفاق، وأشادت السفارة الأمريكية في ليبيا بالدور المحوري الذي لعبته رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز في إبرام الاتفاق، داعية كافة الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية إلى “دعم تنفيذ الاتفاق بحسن نية”.
واعتبرت السفارة في بيانها أن الاتفاق يمثل: “خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين في خفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب”.
وأضافت: أن “الاتفاق يمهد الطريق لمزيد من التقدم في منتدى الحوار السياسي الليبي الذي سينطلق الأسبوع المقبل بهدف التوصل إلى حل دائم للصراع”.
من جهتها رحبت المفوضية الأوروبية بإعلان وقف إطلاق النار، داعية إلى تطبيقه واستئناف محادثات السلام، وقال المتحدث بشؤون سياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية بيتر ستانو للصحافيين: إن اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم أساسي لاستئناف الحوار السياسي، ومن المهم جداً كذلك أن يطبق هذا الاتفاق”.
وأعرب المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر حسابه في موقع التدوينات القصيرة “تويتر” عن دعمه لاتفاق جنيف، مشدداً على أن إعلان الأمم المتحدة عنه “مرحب به جدا”.
وتابع بوريل: أن الاتفاق يمثل خطوة ذات أهمية قصوى لاستئناف المفاوضات السياسية، معرباً عن أمل الاتحاد الأوروبي في أن يصبح الاتفاق نقطة تحول في الأزمة الليبية.
مصر، رحبت بالاتفاق المبرم واصفة إياه بالإنجاز المهم، معتبرة في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أن الانجاز جاء استكمالاً لأول اجتماع مباشر بين طرفي النزاع استضافته مدينة الغردقة المصرية أواخر سبتمبر الماضي.
ودعت الخارجية في بيانها الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الإسهام في الجهد الحالي وضمان عدم التصعيد في جبهات القتال، مبدية دعم القاهرة لدعم مساعي الأمم المتحدة الرامية لتحقيق الهدف الرئيسي، وهو ضمان استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها وسلامة ووحدة أراضيها مع ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.