نعى مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت د. محسن صالح، الشيخ أحمد القطان، الذي توفي، أمس الإثنين، عن عمر ناهز 76 عاماً، إثر وعكة صحية.
ووصف صالح، في منشور له عبر “فيسبوك”، الشيخ الراحل بأنه كان أُمةً تجسدت في إنسان، وكان من أفضل وأبلغ من عبّر عن إسلامية قضية فلسطين وعن روح الأمة تجاهها، ومن أبرز من حمل قضيتها إلى الكويت والبلاد العربية والعالم الإسلامي، وظلّ حاملاً لراية الأقصى والقدس حتى وفاته.
وذكر صالح علاقته بالشيخ الراحل وكيف تعرف به لأول مرة، قائلاً: لعل أول معرفة لي باسم الشيخ أحمد القطان رحمه الله، كانت على ما أذكر في ربيع 1977 عندما تمت استضافة كاتب هذه السطور مع عدد من الفلسطينيين لحضور الحفل الختامي لمخيم كشفي كبير للإخوة الكويتيين، وكان حفلاً إسلامياً مبهراً؛ غير أن أجمل ما فيه كانت أنشودة جديدة تلقى لأول مرة مطلعها:
بالدين يسمو المرءُ للعلياءِ وينالُ ما يرجو مِنَ النعماءِ
الدينُ نورٌ والضلالةُ ظلمة شتانَ بين النور والظلماء
وأضاف: اهتزت كل ذرة في كيان الفتى “محسن” وهو يسمع هذه النشيدة ويرددها، قبل أن يُصدر الإخوة الكويتيون شريط أناشيدهم الأول الذي تضمّن هذه النشيدة؛ التي عَرف لاحقاً أن الشيخ أحمد القطان رحمه الله كان منشدها في ذلك الحفل.
وأشار صالح إلى أن الشيخ الراحل برز نجمه خطيباً مفوهاً في مساجد الكويت، يحمل قضايا الإسلام والأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين؛ وأصبح منبره في مسجد العلبان بمنطقة كيفان، مهوى للقلوب، وللنفوس المتطلعة لسماع كلمات الحق والقوة والحرية، ومواجهة الظلم والفساد.
وتابع حديثه عن القطان، أنه تميز منذ ثمانينيات القرن العشرين بأنه فارس الدفاع عن الأقصى والقدس وفلسطين، وسمّى منبره “منبر الدفاع عن المسجد الأقصى”؛ وكانت أشرطة خطبه يعاد توزيعها في فلسطين والأردن وغيرها، مشيراً إلى أنه كان له دوره الكبير في تحريض الأمة وتعبئتها، وفي دعم الانتفاضة المباركة التي انطلقت في فلسطين في أواخر عام 1987.
واستطرد صالح قائلاً: وكان كاتب هذه السطور وكثير من الشباب ممن يحرص عادة على سماع خطبه، ولأن معظمنا لم يكن لديه وسيلة مواصلات، فقد كنا نُنسّق مع من يملك سيارة ليأخذنا عنده.