يعتبر مؤلف كتاب «المسيحية والسيف» برتولومي دي لاس كازاس أهم شخصية في تاريخ أمريكا بعد كريستوفر كولومبوس، وهو مطران كاهن أصيب بصدمة بعد أن رأى ما فعله المسيحيون بالهنود الحمر؛ فقرر توثيق ما حدث لهم بين دفتي هذا الكتاب الذي لولاه لضاع جزء كبير من تاريخ البشرية المؤلم، فقد كان الشاهد الرئيس على هذه المجازر بحق ملايين البشر.
يكتب برتولومي عن نظرتهم للهنود الحمر: «قتل المسيحيون كل هذه الأنفس البهيّة، وفتكوا كل ذلك الفتك باسم الدين؛ ليحصلوا على الذهب ويكتنزوا الثروات، إنني أقول الحقيقة لأني شاهدتها بأم عيني؛ فقد كان المسيحيون ينظرون إلى الهنود الحمر لا كما ينظرون إلى الحيوانات –ويا ليتهم اعتبروهم حيوانات– بل أقل قدرًا من الدوابّ».
ثم أكد أن الهنود لم يمسوا أحداً بسوء، بل العكس كانوا يظنونهم موفدين من السماء؛ «ثمة حقيقة مؤكدة أجمع عليها الإسبان بطُغاتهم ومجرميهم؛ وهي أن الهنود في كل تلك البلاد لم يمسّوا مسيحيًّا بسوء، بل كان الهنود في البداية يظنون أن المسيحيين قد نزلوا عليهم من السماء، إلى أن عذَّبهم المسيحيون ونهبوهم وفتكوا بهم ونكبوهم مرارًا وتكرارًا».
الحقيقة أن ما حدث للهنود الحمر في القارة الأمريكية لم يختلف كثيراً عما حدث للمسلمين الإسبان؛ إذ كان المؤلف معاصراً لـ«محاكم التفتيش»، فذكر منها معرضاً في كتابه: «أما على اليابسة، فإن رجالنا الإسبان قد اجتاحوا ونهبوا أراضي كانت عامرة بأهلها الطيّبين؛ فصارت اليوم صحراء، لقد نهبوا أكثر من عشر ممالك أكبر من كل إسبانيا وأراغون والبرتغال مجتمعة، وتبلغ مساحتها ضعف ما بين إشبيلية والقدس، أي أكثر من ألف فرسخ، وطوال هذه السنوات الأربعين أُبيد أكثر من اثني عشر مليونًا من الرجال والنساء والأطفال جراء طغيان المسيحيين وأعمالهم الجهنمية، هذا رقم مؤكد على الرغم من اعتقادي أن عدد الضحايا يتجاوز خمسة عشر مليونًا».
لتحميل الكتاب اضغط على الرابط: http://t.ly/wYr2