قالت شركة «جوجل»: إنها ستستثمر ملايين الدولارات في الكويت، معلنة عن إطلاق برنامج للتدريب الوطني لتأهيل ثلاثة آلاف شخص، بينهم موظفون حكوميون وخريجون جدد في مجال الحوسبة السحابية والبرامج التقنية الخاصة بها.
وشددت الشركة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور وزير الدولة لشؤون الاتصالات فهد الشعلة على أن البيانات الحكومية في الكويت ستكون آمنة وفقاً لأعلى مستويات التشفير.
من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات فهد الشعلة أن التحول الرقمي أصبح أمراً حتمياً وواقعاً ملموساً، خاصة أثناء الفترة العصيبة التي عاشتها البشرية نتيجة جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) وحقبة التعافي التي تلتها.
وأضاف الشعلة: يتحتم علينا أن نسعى كل من موقعه، بجهد متواصل وحرص شديد لتحقيق أهداف الرؤية الوطنية 2035 نحو كويت ذكية تنجز مشاريعها التنموية وبرامجها التطويرية من خلال إستراتيجية وطنية لدعم وتوجيه مسيرة التحول الرقمي في البلاد، والحفاظ على التنسيق والتناغم التام بين الهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية، وبناء شراكات مثمرة وفعالة مع شركات المعلومات العالمية والشركات المحلية الرائدة والشركات الناشئة، ورواد الأعمال المبتكرين لتسريع التحول إلى الاقتصاد الرقمي، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتقديم الخدمات والتطبيقات الرقمية التي تحسن جودة الخدمات العامة وكفاءتها للمواطنين والمقيمين.
الحوسبة السحابية
وأكد الشعلة الحرص على تعظيم الاستفادة مما تحمله هذه التطورات من مزايا وفرص، وفي الوقت ذاته مواجهة ما قد يتمخض عنها من تحديات وأخطار، في إطار توجيهات القيادة السامية، وجهود الكفاءات الوطنية الشابة المؤهلة، وسياسات مواكبة ترسم بدقة وحنكة.
وشدد الشعلة على أن مسؤوليتنا مشتركة في التعريف بالمفاهيم الجديدة، ونشر الوعي بهذه المستجدات المتسارعة التي ستدعم النهوض باقتصادنا الوطني، والحرص على نقل الصورة الحقيقية للتطورات النوعية التي تشهدها الكويت على مختلف الأصعدة، لنعزز الثقة، ونزرع الأمل، ونستكشف الفرص، ونعمل على رسم معالم مستقبل أقوى نمواً وأكثر ازدهاراً ننجز فيه أهدافنا التنموية ونفي بالتزاماتنا الدولية ونعزز الاستدامة.
بدوره، قال عضو مجلس إدارة هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد الراشد: إنه تم تخصيص 3 أراض في مناطق مختلفة لبناء مراكز البيانات التابعة لشركة «جوجل» (الحوسبة السحابية) سيتم بناؤها في 3 مواقع، يبعد كل منها عن بنحو 10 كيلومترات، وذلك وفقاً للمعايير العالمية.
اتفاقية الكويت مع «جوجل»
من جهته، قال مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات بالتكليف، د. عمار الحسيني: إن اتفاقية الكويت مع «جوجل» تهدف لرقمنة جميع الخدمات في الكويت، مبيناً أنها ستعمل على رفع كفاءة الأجهزة الحكومية.
وأضاف الحسيني أن مراكز بيانات «جوجل» ستكون أحد ممكنات التحول الرقمي، وستكون هناك اتفاقيات أخرى قادمة مشابهة.
يذكر أن المؤتمر الصحفي مع «جوجل» (كلاود) عقد للتعرف على الدور المنوط بالشركة في إطار الاتفاقية الإستراتيجية للتحول الرقمي المبرمة مع دولة الكويت، بعد حصولها على الترخيص الاستثماري من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر لممارسة أنشطتها في السوق الكويتي.
وكانت الكويت قد أعلنت، السبت، الموافقة على تأسيس شركة «جوجل للخدمات السحابية» لتعمل بالسوق المحلية بشكل مباشر دون وكيل محلي، وحسب صحيفة «الكويت اليوم» الرسمية، فإن هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الدولة وافقت على تأسيس الشركة تحت اسم «غوغل للخدمات السحابية» (Google Cloud).
ونشرت الصحيفة عقد تأسيس الشركة الجديدة مملوكة بالكامل لشركة «جوجل أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا».
ولفتت إلى أن رأس مال الشركة يبلغ 600 ألف دينار (1.9 مليون دولار)، على أن يكون من أغراض تأسيسها ممارسة أنشطة البرمجة الحاسوبية، وتقديم الخدمات الحاسوبية والفنية والتقنية، وإدارة المرافق الحاسوبية، كما تتضمن التخصصات المرخصة للشركة تجهيز البيانات واستضافة المواقع الإلكترونية، وتقديم الاستشارات التسويقية.
ويتيح هذا التحالف لحكومة الكويت الاستفادة من تكنولوجيا «Google Cloud» المبتكرة وخبرتها في مجال البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي للوفاء بالتزامها في تنفيذ التحول الرقمي كإحدى أولوياتها الوطنية الرئيسة في السنوات المقبلة.
وستعمل «جوجل كلاود» في إطار هذا التحالف الإستراتيجي مع حكومة الكويت لرقمنة خدمات المواطنين وزيادة إنتاجية الموظفين الحكوميين.
كما ستشارك الشركة حكومة الكويت في تنفيذ عدد من مبادرات التحول الرقمي بمجالات الرعاية الصحية والتعليم والتعافي من الكوارث والمعيشة الذكية.
تأمين البيانات
ونقلت صحيفة «الكويت اليوم» عن الرئيس التنفيذي لدى الشركة توماس كيوريين، قوله: يدعم تعاقدنا الإستراتيجي رؤية الكويت 2035، التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مجتمع رقمي وتنويع اقتصادها.
وأضاف كيوريين: نحن فخورون جداً بمساهمتنا في جلب أحدث تقنيات «Google Cloud» إلى الكويت لدعم الدولة في تحقيق طموحاتها بمجال التحول الرقمي.
وذكر أن تقنيات شركته ستسهم في تطوير منظومة تكنولوجية غنية في الكويت، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى خلق فرص عمل مهمة عالية المهارات لأبناء الدولة.
وتستثمر معظم دول الخليج بشكل كبير في التقنيات الرقمية عبر القطاع الحكومي لتحسين الكفاءة وتسهيل الوصول إلى الخدمات العامة عبر الإنترنت، وكوسيلة لتنويع الاقتصادات المعتمدة على النفط.
كما أن هناك منافسة متزايدة لتطوير الخدمات السحابية في المنطقة بين اللاعبين الدوليين، حيث تتنافس الشركات الصينية مثل «هواوي» مع نظيرتها الأمريكية ومنها «جوجل» و«آبل» على عقود حكومية مربحة كجزء من خطط التحول الاقتصادي الوطني في الخليج.
وبحسب جريدة «القبس»، كشفت رئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات د. صفاء زمان أن تواجد شركة مثل «جوجل» في البلاد له إيجابيات عدة، أهمها «تأمين البيانات والحد من استنزافها إلى جهات أخرى خارجية قد تشكل خطراً على أمن الدولة ومستقبلها، وتسهيل التعامل مع البيانات واستخدامها من ناحية تقنية وزيادة سرعة انتقالها».
خفض التكاليف
وأشارت زمان إلى أن وجود «غوغل» في الكويت يسهم في تخفيض التكاليف المالية من حيث انتقال البيانات أو تخزينها أو معالجتها وتحليلها، وتقليل التبعية والاعتماد على الكوادر الفنية المحلية، وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية.
وذكرت أن الخطوة تعتبر استثماراً بشكل يطور ويحسن خدمات الدولة ويحقق الطموح ويخلق دخلاً قومياً إضافياً وبديلاً إستراتيجياً مهماً، مبينة أن الكويت مطالبة بخلق كوادر وخبرات فنية من خلال إقرار مناهج علوم البيانات في جميع المؤسسات التعليمية، ووجود تشريعات تنظم التعامل مع البيانات والخدمات المختلفة ووجود حوكمة تفي بجميع احتياجات التعاملات المختلفة.
علاوة على ذلك، أفادت زمان بأهمية العمل على استخدام أحدث التقنيات التي تسهل عملية استثمار البيانات ومخرجات الأنظمة الإلكترونية، بحيث تستغل في عملية التخطيط واتخاذ القرار ومحاكاة المستقبل، والاهتمام بحماية المعلومات وتصنيفها للحد من الاختراقات والاحتيالات الإلكترونية.
التجارة الإلكترونية
في السياق، كشف رئيس قطاع تقنية المعلومات في الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات فهد الفهد، أن الهيئة عملت على نشر الخدمات الرقمية بهدف تيسير سبل التجارة الإلكترونية في الدولة وتوسيع انتشار النطاق الوطني الخاص بالمواقع الإلكترونية، بحسب «القبس».
وأضاف الفهد أن «الهيئة» سمحت مؤخراً لجميع الأفراد والشركات الراغبين في الحصول على الامتداد المباشر «kw» لمواقعهم الإلكترونية، حيث جرى تبسيط الإجراءات والمتطلبات الخاصة بالتسجيل، وأتاحت الخطوة للجمهور دون قيود ما يسهم في نشر الخدمات الرقمية وتيسير سبل التجارة الإلكترونية في الدولة، وأفاد بأن آلية الإطلاق للامتداد ستكون على 3 مراحل، الأولى منها مقتصرة على تسجيل ملاك العلامات التجارية وأصحاب السجلات الحاليين ضمن مظلة أسماء نطاقات «KW».
وتابع أن مرحلة التسجيل المبكرة «الثانية» ستكون مخصصة للراغبين في حجز الأسماء «بصورة مبكرة عن عامة الجمهور، ويطبق فيها رسوم خاصة بتلك المرحلة»، أما المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التسجيل العام وتطبق فيها الرسوم الاعتيادية وستكون متاحة لعامة الجمهور، مبيناً أن الهيئة عدلت من قرار لها صادر في عام 2017 والخاص برسوم النطاق «Kw»، بحيث يتم تسجيل نطاقات المستوى الثاني وفق رسوم 30 ديناراً، منها 25 ديناراً للهيئة و5 للمسجل المعتمد.
وذكر سيتم اعتماد الدليل الإرشادي للتسجيل من قبل جميع الجهات المختصة وفقاً للقرار المعدل، كل فيما يخصه، وذلك بهدف تحديد الأحكام التي تنظم عملية منح تراخيص أسماء النطاقات الصادرة عن الهيئة على أن يقوم قسم نطاق الإنترنت بهيئة الاتصالات بتنفيذ هذه السياسة.