يقولون: إن هناك دودة للأذن منتشرة بشكل كبير مما أدى إلى اهتمام الباحثين بها بدرجة كبيرة، فأخذوا في بحثها بشكل دقيق للتعرف على أسبابها، وعلى أي أساس يتباين الأشخاص في تعلقها بأذهانهم.
وتشير العديد من الدراسات البحثية إلى أن أكثر من 90% يعانون من هذه المتلازمة وبصورة منتظمة، كما خلصت إحدى الدراسات عن المؤتمر الدولي العاشر لفهم وإدراك الموسيقى، أن أكثر من 91% من المستمعين إلى الأغاني والموسيقى يعانون من دودة الأذن مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، بينما تعاني 25% منهم من هذه المتلازمة أكثر من مرة يومياً.
هذا ينقلنا إلى هذه الأغاني القادمة إلينا من وراء البحار، تأتينا بثقافات أبعد ما تكون عن قيمنا وشريعتنا، مصطدمة بسلوكياتنا وأخلاقنا وأعرافنا، فتكون قيم وأعراف الجيل الجديد على غير مراد الله تعالى.
أسباب انتشار الأغاني الأجنبية
– انبهار العقل العربي بالثقافة الأجنبية: في ظل الهزيمة النفسية التي أصابت الأمة الإسلامية، ظهرت تبعات هذا في الانهيار النفسي والفكري والحضاري أمام العدو، فصار كثير من أبناء الأمة وشبابها مغرماً بالأعمال الفنية الغربية، معتبرها الحضارة والرقي، في وجهة نظرهم.
– أصدقاء السوء: ربما يكون الأصدقاء والأقران لهم دور كبير في الإقبال على هذه الأغاني الأجنبية والاستماع إليها.
– الهروب من الواقع: الأغاني الأجنبية تجعل المراهقين يهربون من الواقع، بل وتعبر عن مشاعرهم وتجاربهم وحياتهم من خلال الكلمات والألحان.
– الغرابة في كل شيء: كثيراً ما يتعلّق المراهقون بما هو غريب وفريد ومغاير لما اعتادوا عليه في حياتهم.
– انتشار الجامعات الخاصة: من المؤكد أن مدارس اللغات والجامعات الدولية لها مميزاتها التي لا نستطيع إنكارها، لكنها في الوقت نفسه لها عيوب ومساوئ؛ حيث إنها ضمن منظومة لتغريب النشء وعزلهم عن لغتهم وثقافتهم العربية، وفتح الطريق لغزو العقول بالأفكار المستوردة والثقافات العابرة للقارات.
– إيقاع ولغة: قد تتمتع الأغاني الأجنبية بإيقاع معين وكلمات جذابة تجذب اهتمام المراهقين وتشعرهم بالتواصل مع الأغنية والمغني.
آثار مشاهدة الأغاني
– انشغال القلب: وتعلق القلب بالغناء والانشغال بها يبعد القلب عما هو نافع له لدنياه وآخرته؛ كذكر ربه وقراءة كتابه، وكما قيل: النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
– التعارض مع الثقافة الإسلامية: ومما هو معلوم وجود علاقة كبيرة بين هذه الأغاني والثقافة الغربية التي تقبل الاختلاط والشذوذ والعلاقات المحرمة وغيرها من أفكار تتعارض مع الثقافة الشرقية.
– تراجع التحصيل الدراسي: والتعلق الشديد يؤثر سلباً على المستوى الدراسي للمراهق، وذلك طبيعي؛ لأنه يهمل دروسه ويشغل وقته بالأغاني وملاحقة التفاصيل، وهذا ينعكس على تحصيله الدراسي مستقبلاً.
– التقليد الأعمى: طبيعة المراهق اندفاعه لتقليد ما يحبه، وهذا ما يحدث عندما يتابع هذه الأغاني؛ حيث تجد المراهق يرتدي ملابس مثلهم، بل يرسم وجوههم، ويقلد حركاتهم، وقد يصل الأمر إلى اعتناق أفكارهم!
– المشكلات النفسية: قد تترتب العديد من المشكلات النفسية على هوس المراهق بالأغاني الأجنبية التي قد تشعر المراهق بالنقص في داخله، وعدم الرضا عن مظهره وشخصيته وحياته، وقد يكبر هذا النقص شيئاً فشيئاً ليصبح عقدة نفسية.
– المشكلات الاجتماعية: وقد يعاني المراهق العديد من بعض المشكلات الاجتماعية التي تظهر نتيجة تعلقه الشديد ودفاعه عن أغانيه، وخاصة مع الأهل؛ فتتوتر العلاقة بينهما ما قد يؤدي إلى توبيخ دائم له على تصرفاته.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوب شبابنا وبناتنا من حب الأغاني، وأن يجعل قلوبهم عامرة بذكره وحب كتابه.