يواصل الاحتلال الصهيوني عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي؛ ما أدى إلى استشهاد وإصابة وفقدان نحو 100 ألف شخص، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، في ظل قصف بري وجوي وبحري طال معظم مناطق القطاع، وتسبب بدمار نحو 70% من المنازل والمنشآت الفلسطينية، في إطار سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها الصهاينة، بهدف تهجير الفلسطينيين، وفق ما صرح بذلك وزراء في الحكومة الصهيونية.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، تلقت «المجتمع» نسخة منه، أن الاحتلال الصهيوني الذي يتوغل في عدة محاور في قطاع غزة نفذ أكثر من 2000 مجزرة جماعية بحق عائلات فلسطينية بأكملها، من خلال قصف أحياء ومربعات سكنية على رؤوس ساكنيها؛ ما أسفر منذ بدء العدوان عن استشهاد نحو 26 ألف فلسطيني وجرح نحو 63 ألفاً، وفقدان 8 آلاف تحت ركام المنازل المدمرة، واعتقال الآلاف، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني.
الاحتلال نفذ أكثر من 2000 مجزرة جماعية بحق عائلات فلسطينية
ولفتت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن الاحتلال في عدوانه المستمر يستهدف المستشفيات بشكل ممنهج، خاصة مستشفيات جنوب القطاع، منها مستشفيات ناصر الطبي بمدينة خان يونس، والأمل، محذرة من تكرار الصهاينة لسيناريو ما حدث في مستشفى الشفاء من مجازر أن يحدث ذلك من جديد في مستشفى ناصر الطبي.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس لـ«المجتمع» أن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي، خاصة في مدينة خان يونس، التي تتعرض لقصف متواصل؛ جواً وبراً وبحراً، مشيراً إلى أن مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس تعرض لقصف صهيوني تسبب في نزوح آلاف الفلسطينيين الذين لجؤوا للمقر للاحتماء من القصف وشظايا الصواريخ والقذائف التي تنتشر في كل مكان بالمدينة، مؤكداً في الوقت ذاته أن شمال قطاع غزة يعيش كارثة صحية في ظل تدمير الاحتلال لكل المنظومة الصحية في تلك المنطقة، التي يفتك بأطفالها الجوع والعطش.
مجاعة حقيقية
وقد وثقت تقارير فلسطينية تدمير الاحتلال لأحياء سكنية بشكل كلي وتفجيرها في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ومخيم المغازي وسط القطاع، لافتة إلى أن الاحتلال الغاشم تسبب في نزوح نحو مليوني فلسطيني عن منازلهم وتمركزهم في مدينتي دير البلح وسط القطاع، ومدينة رفح جنوبه، في ظروف إنسانية قاسية وصلت حد المجاعة، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأشار المكتب إلى أن 400 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يعيشون مجاعة حقيقية مع نفاد كامل للغذاء منذ عدة أسابيع، يضاف لذلك الكارثة الصحية إثر توقف كافة مستشفيات شمال القطاع عن العمل، بسبب سياسة التدمير الممنهجة للمرافق الصحية؛ بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، واستخدام سياسة الأرض المحروقة لمنع الفلسطينيين من العودة لمنازلهم، في إطار عمليات ومخططات التهجير التي يمارسها الصهاينة واقعاً على الأرض.
«أوقاف» غزة: 1000 مسجد من أصل 1200 تم تدميرها بالقطاع
وأشارت إحصاءات فلسطينية أولية لوزارات ومؤسسات حكومية أن أكثر من 70 ألف وحدة سكنية دمرت بشكل كلي، ونحو 300 ألف تضررت بشكل بالغ إثر القصف الصهيوني الذي دمر مدناً ومخيمات بشكل شبه كلي، مثل: بيت حانون، وبيت لاهيا، والشيخ زايد، والزهراء، وحي الرمال، والشجاعية، وأجزاء واسعة من مخيمات المغازي، والبريج، والنصيرات، ودير البلح، بالإضافة لتدمير بلدات كاملة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما دمر العدوان، وفق معطيات وزارة الأوقاف الفلسطينية، 1000 مسجد من أصل 1200؛ في عدوان وجرائم فاضحة بحق دور العبادة، ونزوح نحو 1.4 مليون فلسطيني لمدينة رفح جنوب القطاع في ظروف إنسانية قاسية من جوع وبرد.
أسطورة المقاومة
وعلى الرغم من بشاعة الجرائم الصهيونية وحرب الإبادة الجماعية والأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها الاحتلال؛ سطرت المقاومة الفلسطينية صموداً وملحمة بطولية في كل محاور الاشتباكات مع قوات العدو؛ وكبدته خسائر فادحة خاصة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ومخيم المغازي في الوسط، حيث نجحت المقاومة، وفق بيانات «كتائب القسام»، في نصب كمائن محكمة وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق قذائف مضادة للدروع؛ ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من الجنود الصهاينة.
وقد اعترف الإعلام الصهيوني بتكبده خسائر فادحة في مخيم المغازي ومدينة خان يونس؛ أسفرت عن مقتل 24 جندياً صهيونياً في أقل من 24 ساعة، بعد تفجير عدة مبانٍ كان يتواجد فيها فرقة من سلاح الهندسة في مخيم المغازي، وفق الاحتلال، الذي اعترف بصعوبة ومرارة المعارك في غزة مع المقاومة الفلسطينية، وأن ما حدث في خان يونس والمغازي من أصعب أيام المعارك منذ بدء العدوان، في تأكيد صهيوني على ثبات المقاومة الفلسطينية على الرغم من عدم امتلاكها خطوط إمداد بالسلاح كما الصهاينة الذين وفرت لهم الدول الاستعمارية جسوراً جوية من المساعدات العسكرية لقتل الأطفال والنساء في غزة.
المقاومة كبدت الاحتلال خسائر فادحة في خان يونس ومخيم المغازي
وقد سطرت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أسطورة في المقاومة والصمود في وجه الصهاينة، من خلال صمود مقاومتها في وجه الدبابات الصهيونية التي استخدمت سياسة الأرض المحروقة من خلال تدمير بلدات عبسان، وبني سهيلا، والقرارة، ومعن، في محاولة لكسر إرادة الصمود للمقاومة، وقد اعترف الإعلام الصهيوني بضراوة المعركة في خان يونس، ونجاح المقاومة في تدمير عشرات الآليات العسكرية، موقعة قتلى وجرحى في صفوف الجنود الصهاينة، الذين نفذوا كما تقول مصادر محلية فلسطينية عمليات قتل وإبادة جماعية في المدينة التي لم تسلم مستشفياتها ولا مراكزها الصحية من القصف والمجازر الجماعية، مما اضطر الأطقم الطبية إلى دفن 40 شهيداً في مقبرة جماعية في باحة مستشفى ناصر الطبي لعدم القدرة على دفنهم في المقابر بسبب الحصار والقصف الصهيوني.
ويروي محمد العمايرة، من سكان بيت لاهيا شمال القطاع، الذي استشهد شقيقان له في عملية إبادة جماعية تمت فصولها على المدخل الشمالي لمخيم جباليا شمال القطاع، يروي لـ«المجتمع» أنه تم إخراج نحو 150 نازحاً من داخل مدرسة حلب التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وعلى بعد نحو 200 متر من المدرسة أطلقت الدبابات الصهيونية وابلاً من القذائف صوبهم؛ ما أدى لاستشهادهم جميعاً في جريمة إبادة جماعية ارتكبها الصهاينة.
وأشار إلى أن الاحتلال منع على مدار 3 أسابيع سيارات الإسعاف من الاقتراب، منهم وتُركوا على الأرض طوال تلك الفترة في جريمة مكتملة الأركان، مؤكداً أنه لا يعرف مكان دفن شقيقيه!