بمشاركة كويتية، وتحت شعار «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، ينطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، في الفترة من 24 يناير (الافتتاح الرسمي) حتى 6 فبراير المقبل، بالعاصمة القاهرة، وسط مشاركة ضخمة للأزهر الشريف الذي أعلن تبني القضية الفلسطينية ومناصرة غزة في جناحه الخاص.
ويبدأ دخول الجمهور بشكل رسمي إلى المعرض غداً الخميس 25 يناير، الذي أعلنت القاهرة أنه إجازة رسمية، بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لثورة 25 يناير، والذكرى الثانية والسبعين ليوم الشرطة المصرية.
مشاركة أزهرية ضخمة تبرز القضية الفلسطينية ووسطية الإسلام
واختارت مصر، رسمياً، مملكة النرويج ضيف شرف للمعرض، وصرحت وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، بأن شعار المعرض يأتي تأكيداً على ريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة، مؤكدة أن المعرض يتحدى الصعاب التي تواجه العالم بمشاركة كبيرة.
جناح ضخم للأزهر داعم للقضية الفلسطينية
وللعام الثامن على التوالي، يشارك الأزهر في معرض الكتاب، بجناح خاص ضخم يمتد على مساحة نحو ألف متر، بجانب أنشطة متعددة يسلط في بعضها الضوء على مسارات دعم الشعب الفلسطيني، بجانب توضيح مفاهيم الدين الإسلامي.
ويضم جناح الأزهر العديد من الأركان المتنوعة، وقاعة للندوات الحوارية، تناقش ما تشهده غزة من إبادة جماعية، إضافة إلى قضايا الإلحاد والتطرف والتجديد في الفكر الإسلامي، وتعالج إصدارات الجناح هذا العام القضايا المعاصرة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كما يقدم ركن «بيت الزكاة والصدقات المصري» الخاص بالأزهر عرضاً لجهوده في مصر ودعم غزة، وفق بيان رسمي من الأزهر.
وأعلن جناح الأزهر عن العديد من الإصدارات، منها: كتاب «شبهات ول ديورانت حول الإسلام في كتابه: قصة الحضارة.. عرض وتفنيد»، للدكتور محمد العاصي، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في جامعة الأزهر، الذي يفند به الكاتب ما شاب الكتاب من أخطاء وأباطيل واتهامات مجافية للواقع ولحقيقة الإسلام.
1200 ناشر و5250 عارضًا من 70 دولة بينها الكويت
كما يقدم الأزهر كتاب «وسطية الإسلام» للشيخ محمد المدني، وذلك بـ11 لغة، هي: الفرنسية، الإسبانية، الإندونيسية، الأردية، الفارسية، التركية، اليونانية، البشتو، العبرية، الإيطالية، السواحيلية، في محاولة للتعريف بمبادئ الإسلام ومقاصده في كل ربوع العالم.
إصدارات متنوعة
ويشهد المعرض هذا العام الآلاف من العناوين والكتب، لكبار الكتَّاب والرموز الثقافية في مصر والوطن العربي، رغم أزمة ارتفاع أسعار الورق.
وصدر لأستاذ النقد والبلاغة د. حلمي محمد القاعود العديد من الإصدارات في المعرض، منها: «الوردة والمستنقع.. دراسة في خطاب الإرهاب في الرواية العربية»، و«أدب الصورة وأدب الكلمة.. مقاربة نقدية»، و«إنسانية الأدب الإسلامي.. طبيعته ومنهجه وأبعاده»، و«شخصيات جدلية.. دراسة في الخطاب الثقافي».
كما صدر عن دار «روافد» كتاباً جديداً للصحفي المصري البارز أنور الهواري، تحت عنوان «في انتظار الحرية»، يناقش قضية الحرية في مصر، ومفاهيمها، والعراقيل التي تقف أمامها، التي حددها الهواري، وفق رأيه، بثلاث عقبات، هي: درجة التطور الاجتماعي، ومصالح طبقات الحكم القائمة، ومصالح قوى الهيمنة التي حلت محل قوى الاحتلال.
إصدارات جديدة للقاعود وجعفر والهواري وعزب
وصدر للمفكر د. هشام جعفر كتاب جديد كذلك بمناسبة المعرض، بعنوان «الصراع على روح الإسلام في المنطقة العربية»، عبر دار «مدارات»، ينطلق فيه من الوقائع ليعيد من خلالها مناقشة الأفكار، مؤكداً أنه لا يمكن فهم الخطابات الإسلامية؛ تنظيماً وفكراً وممارسة، بعيداً عن متابعة التغير في هياكل الدولة العربية التي يعاد صياغة أدوارها ووظائفها.
وقال د. جعفر لـ«المجتمع»: الكتاب محاولة لفتح باب الحوار، تلك الفريضة التي افتقدناها كثيراً، خاصة إن تعلقت بالمجال الديني، برغم ما يدعو إليه الدين من جدل بالتي هي أحسن، ولن يتحقق الأحسن إلا بالحكمة والموعظة الحسنة، مضيفاً أن الحديث عن الإسلام الذي يتجسد في فهوم متعددة وممارسات متباينة وتشكيلات تنظيمية جديدة وقديمة سيظل عنصراً أساسياً من عناصر تشكيل الواقع الوطني والإقليمي والدولي شاء من شاء وأبي من أبي.
كما صدر للمفكر د. خالد عزب كتابين، بمناسبة المعرض، الأول بعنوان «البحث عن مصر»، عن دار بيت الحكمة، والآخر بعنوان «البحث عن الإنسان»، صادر عن دار ميلانو.
ويوضح د. عزب لـ«المجتمع» أن كتابه «البحث عن مصر» محاولة لإثارة الأفكار والأذهان؛ لإعادة بناء مصر وهويتها وفلسفتها عبر استعادة المجهول والمنسي والمتغافل عنه من تاريخها وتراثها لكي يجري البناء عليه.
ويناقش كتاب «البحث عن الإنسان»، وفق عزب، تأثير التقدم العلمي المذهل على الإنسان، وخاصة ما أوجده ذلك من حدوث خلل اجتماعي، مؤكداً أن هناك ما يمكن أن نسميه «قيماً مهجورة» أدى غيابها إلى انزلاق المجتمعات للمجهول، في عالم يزداد كل يوم تعقيداً.
منع من المشاركة.. و«المقاطعة» حاضرة
ويشارك في المعرض 1200 دار نشر، من 70 دولة من مختلف دول العالم من بينها الكويت، بزيادة 153 ناشراً عن الدورة الماضية، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضاً هذا العام، وفق الإحصاءات الرسمية، فيما أعلنت داران للنشر منعهما، وأُخر من المشاركة في المعرض، فيما لم يصدر تعليق رسمي بعد من وزارة الثقافة.
شركتان ضمن قوائم المقاطعة في رعاية المعرض وسط انتقادات
وتضم القاعة (3)، وفق الجدول المعلن، العديد من دور النشر الكويتية، منها «التقدم العلمي للنشر والتوزيع»، و«ذات السلاسل»، ومؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية»، ودار «سعاد الصباح للنشر والتوزيع»، ومركز «طروس للنشر والتوزيع»، و«مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت»، و«مركز نهوض للدراسات والنشر».
واستنكرت داران، هما «تنوير» و«الكتب خان»، في بيانين منفصلين، اطلعت عليهما «المجتمع»، منع مشاركتهما وأُخر في المعرض، مؤكدين أن القرار تعسفيٌّ، ولا يصب في مصلحة المناخ الثقافي المصري ولا مصلحة الناشرين.
وفي سياق آخر، انتقد البعض على مواقع التواصل الاجتماعي استمرار شركتي «كوكاكولا»، و«إيديتا» في رعاية المعرض، لهذا العام، رغم أنهما من الشركات الموجودة في القوائم المقاطعة الشعبية للشركات الداعمة للاحتلال الصهيوني، فيما دعا البعض إلى استمرار مقاطعة الشركتين داخل المعرض مع الحضور؛ صيانة لهذا الموسم الثقافي الكبير وتجهيزات دور النشر التي لا علاقة لها باختيار الرعاة.