تؤثر سمعة المؤسسة على العديد من جوانب العمل سواء في البيئة الداخلية أو البيئة الخارجية، وخاصة في علاقتها مع العملاء الذين يشكلون محوراً مهماً في نجاح المؤسسة من عدمهما، وقد كانت سمعة المؤسسات تدار من خلال ثقافة المنظمة التي تنتج عن ممارسات المؤسسين مما يخلق أعرافاً يلتزم بها العاملون، فإن أدركت أن السمعة تأخذ منا 20 عاماً لصناعتها و5 دقائق فقط لهدمها! كما يقول وارن بافيت، فسوف تقوم بأعمالك بطريقة مختلفة.
السمعة هي رأس المال الحقيقي لأي إنسان، وهي أساس النجاح، وهي التي تصنع الصورة الذهنية الجيدة لأي مؤسسة، وسلوك العاملين هو المتحكم فيها بشكل كبير، ولما لسمعة المنظمة أثر على حجم المبيعات والإيرادات كان لا بد من عدم تركها للظروف، وإنما العمل على إدارتها وبنائها بالشكل الصحيح.
هناك عوامل لبناء هذه السمعة، من أهمها: المصداقية، الحوكمة، الثقة، الابتكار والإبداع، فما قيمة وجود رؤية ورسالة دون أن يكون لها صدى في واقع المؤسسة العملي والإجرائي، وحتى نحقق التميز للوصول إلى سمعة جيدة، علينا أن نضع في أذهاننا أننا نتعامل مع مجتمع واع ومطلع يعيش في عصر المعلومات، فلا مجال لأن تقتصر وسائل الإعلام في المؤسسة على التلميع، وإبراز المحاسن، وإخفاء العيوب، فالسمعة الحقيقية ناتجة من التجربة الفعلية والممارسات الميدانية.
ممارسات تبني سمعة الابتكار في الجمعيات الخيرية
– المشاريع والمنتجات الجديدة التي تقدمها الجمعيات الخيرية: حيث دلت الأبحاث على أن المنتجات الجديدة تترك انطباعاً لدى المتبرعين بأن الجمعية الخيرية ابتكارية، وليس شرطاً أن تكون المنتجات استثنائيّة للغاية، المهم أن تحل مشكلة أو تضيف قيمة للمتبرع.
– الأبحاث والابتكارات ذات النفع الاجتماعي: كتلك التي تساهم في إيجاد حلول لمشكلات اجتماعية وبيئية مثل الفقر والتلوث والرعاية الصحية والتعليم للطبقة الفقيرة، أيضاً الابتكار لمساعدة فئات معينة في المجتمع كذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الأمراض المزمنة، الابتكارات في هذا الجانب تزيد من قيمة الجمعيات الخيرية لدى المجتمع.
منذ بداية القرن التاسع عشر والمؤسسات الخيرية لها دور بارز في تقديم المساعدات للمحتاجين، ومنذ ذلك الحين يعتمد جيل التأسيس على معيار الثقة بينه وبين المتبرعين، التي أكسبته القدرة على تلقي التبرعات بشكل ملحوظ، حتى أصبح لتلك المؤسسات قدم ووجود مؤثر في قطاعات العمل، والمؤسسات الخيرية بحاجة ماسة لإدارة سمعتها أكثر في ظل المؤثرات الخارجية الكبيرة، لأن السمعة في العمل الخيري تأتي أولاً، والسمعة السيئة يمكن أن تقضي على وجود المؤسسة الخيرية أو تؤثر عليها بشكل كبير ولو كانت معلومات خاطئة، لأنها تؤثر في معيار الثقة وهي أحد الأركان المهمة للعمل الخيري.