وقعت جمعية الرحمة العالمية، اليوم الثلاثاء، في مقرها، اتفاقية تعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم الأسر النازحة في أفغانستان.
شراكة إستراتيجية
وقد أعرب رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة العالمية يحيى سليمان العقيلي عن ترحيبه بهذه الشراكة المهمة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي منها تمكين الأسر المتضررة من مواجهة تحديات الحياة والعيش بكرامة، مع تقديم الأمل لهم للصمود.
وأكد العقيلي أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة ضرورية نحو إيجاد حلول مستدامة للمشكلات التي تواجه تلك الأسر.
وفي كلمته أثناء حفل توقيع الاتفاقية، أشاد العقيلي بالدور الإنساني الريادي الذي تقوم به دولة الكويت؛ قيادةً وحكومةً وشعبًا، حتى أصبحت في مقدمة الدول الداعمة للعمل الخيري والإنساني على مستوى العالم.
وأوضح أن القيادة الرشيدة، ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، قد أولوا العمل الخيري عنايتهم الخاصة، فحرصوا على دعمه وحمايته في ظلِّ التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، من خلال الدور الفعال لوزارتَيْ الخارجية والشؤون الاجتماعية، والمجتمع الكويتي بعطائه وفزعته ودعمه لاستدامة عمل الكويت الخيري الذي يغيث المحتاجين حول العالم.
العقيلي: الاتفاقية خطوة لإيجاد حلول مستدامة للمشكلات التي تواجه تلك الأسر
وتطرق العقيلي إلى أهمية توقيع هذه الاتفاقية في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في أفغانستان، التي تتطلب تكاتف الجهود لتخفيف المعاناة عن الفئات الأشد ضعفًا.
وأشار إلى أن الإحصاءات توضح أن أكثر من 28 مليون شخص في أفغانستان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مع نزوح 3.5 ملايين شخص داخليًا؛ ما يسلط الضوء على حجم الأزمة التي تؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال.
وأضاف العقيلي أن هذه الاتفاقية هي الرابعة من نوعها بين جمعية الرحمة العالمية، والمفوضية السامية.
وأوضح أن جمعية الرحمة العالمية تنطلق في مفهوم الشراكة مع المؤسسات الدولية والمحلية والإقليمية من مبدأين أساسيين؛ أولهما: التعاون على البر والتقوى كما أمر ربنا جل وعلا بقوله: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: 2)، وهذا التعاون هو تحقيق لهذا المعنى العظيم في كتاب الله عز وجل، والثاني: كون الشراكة في العمل الخيري خياراً إستراتيجياً لجمعية الرحمة العالمية سواء على المستوى المحلي والإقليمي والإسلامي والدولي.
وأردف قائلاً: لدى الجمعية في كل محور من هذه المحاور عدة شراكات، فعلى المستوى المحلي للرحمة شراكات عديدة مع الجمعيات الخيرية الكويتية، وعلى المستوى الإقليمي شراكات مع قطر الخيرية، ومركز الملك سلمان بالمملكة العربية السعودية، وعلى المستوى الإسلامي فلدى الجمعية شراكات مع البنك الإسلامي للتنمية تجاوزت 40 مليون دولار، في مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة وفلسطين، وكان لها أثر كبير على المستحقين، بالإضافة إلى شراكاتها الدولية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأشاد العقيلي بالثقة المتبادلة بين المؤسسات الخيرية الكويتية والمؤسسات الدولية، مؤكدًا أن مثل هذه الشراكات تجسد مستوى المهنية العالية التي تتمتع بها الجمعيات الخيرية الكويتية في إدارة المشاريع الإنسانية.
ولفت إلى أن جمعية الرحمة العالمية تتمتع بعلاقة وثيقة ومستمرة مع وزارات الدولة وهيئاتها والوكالات الإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة، ومنها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ باعتبارها الجهة الأكثر اختصاصًا بقضايا النازحين واللاجئين في العالم.
وأكد أن تلك العلاقة الوثيقة تمتد عبر سنوات طويلة من العمل والتعاون المشترك في دعم القضايا الإنسانية الملحَّة حول العالم، وتقوم على الاحترام والثقة المتبادلين، وتحقيق الأهداف الإنسانية والخيرية المشتركة؛ وفق مبدأ جمعية الرحمة العالمية الثابت؛ ألا وهو تقديم الأنفع للأحوج، وفي ظل إستراتيجيتها الحالية (2025 – 2022م) القائمة على تعظيم الأثر وفق شعار «أثر يبقى».
وأعرب العقيلي، في ختام تصريحه، عن تمنياته بأن تحقق هذه الاتفاقية أهدافها برفع المعاناة عن الشعب الأفغاني الشقيق، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يكلل مختلف الجهود الإنسانية بالتوفيق والسداد.
بارقة أمل
بدورها، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت نسرين ربيعان: إن هذه الاتفاقية تعزز التعاون المتجدد بين المفوضية، وجمعية الرحمة العالمية.
وأوضحت أن جمعية الرحمة العالمية سبق أن دعمت برنامج الدعم النقدي للزكاة للاجئين السوريين في الأردن، وبرامج توفير المأوى للاجئين الروهنجيا في بنغلاديش، واليوم تواصل دعم برنامج المساعدات النقدية التابع لـ«صندوق زكاة المفوضية»؛ حيث سيتم تخصيص هذه المساهمة لتوفير وضمان تزويد الأشخاص المعنيين في جميع أنحاء أفغانستان بمساعدات نقدية لتعزيز وصولهم إلى الاحتياجات الأساسية من خلال أموال الزكاة؛ مما سيعود بالنفع على أكثر من 250 أسرة.
ربيعان: ما لا يقل عن مليون طفل سيكونون عرضة لخطر سوء التغذية الحاد
وأشارت ربيعان إلى أن المفوضية تعمل على توزيع 100% من أموال الزكاة دون استقطاع أي مصاريف تشغيلية، تماشيًا مع الفتاوى الشرعية الصادرة بهذا الشأن.
وأوضحت أن الإحصاءات لعام 2024م تشير إلى أن حوالي 24 مليون شخص في أفغانستان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن أكثر من 87% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وذكرت أن ما لا يقل عن مليون طفل سيكونون عرضة لخطر سوء التغذية الحاد، وفيما تبقى من هذا العام، يُتوقع أن يستمر تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي وزيادة الاحتياجات الإنسانية، نتيجة النزوح الثانوي وتغير المناخ.
وفي ختام حديثها، بينت أن هذا التعاون مع جمعية الرحمة العالمية يعكس حرص مفوضية اللاجئين على استمرارية الشراكة مع الجهات الخيرية في الكويت، وتتطلع المفوضية إلى أن تكون هذه الاتفاقية بارقة أمل بحياة اللاجئين وتوفير سبل العيش الكريم والمستدام لمساعدتهم في بناء مستقبل أفضل.