يواصل د. حلمي محمد القاعود إنتاجه الإبداعي الروائي، فيقدم لنا أخيرًا روايته الجديدة «المجنون الجميل»، بعد نشرها مسلسلة بـ«المجتمع».
وكان د. القاعود قد نشر 13 رواية، ومجموعتين قصصيتين، بالإضافة إلى السيرة الذاتية وتقع في 4 أجزاء، ومن رواياته: «شغفها حباً»، «محضر غش»، «شكوى مجهولة»، «الرجل الأناني»، «اللحية التايواني»، «الشمس الحارقة»، «أم سعيد»، «شجرة الجميز»..
من خلال تعدد الأصوات ترصد رواية «المجنون الجميل» تحولات المجتمع المصري وانتقاله من مرحلة الهزيمة العسكرية إلى حرب العبور، ومن الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد الانفتاح وما صاحب ذلك من تغير القيم ودخولها منطقة السيولة وبدء ذوبان النواة الصلبة التي حفظت تماسك المجتمع.
فوزية عرفان، ابنة عمار الحمار، الموظفة بمجلس القرية، تواجه تجربة كادت تعصف بها، لولا تدخل والدها تاجر الخردة الذي اغتنى في زمن الانفتاح فأضحى ذا حيثية مكنته أن يحل مشكلة ابنته بالمال، ولكنه يواجه عدم الاعتراف الاجتماعي من عائلة حلاوة التي تمثل الطبقة الأعلى في المجتمع، حيث تملك السلطة والأرض الزراعية الكبيرة، ومع أن عرفان يفوقها في الثروة فإنه ما زال في نظرها ومنظور أهل القرية عرفان الحمار صاحب عربة الخردة التي يجرها الحمار الهزيل، مع أنه في حقيقة الأمر صار ينتمي إلى طبقة جديدة تتحكم في البضائع المهمة والأسواق، وتملك الملايين، ولها قانونها الذي يحكم أفرادها، ويفرض عليهم سلوكاً صارماً لا يجوز لأحدها الخروج عليه وإلا تمت معاقبته بطريقة ما.
عائلة حلاوة تبدو حارسة لقيم النواة الصلبة، ومنها أفراد لهم مواقف مهمة، وأبرزهم سعد المثقف العاقل الذكي، الذي يضحي بمتع الشباب من أجل قيادة أسرته بعد وفاة أبيه وتربية أخوته وتعليمهم.
ومن خلال سعد نعيش حياة المثقفين في القرية والمدينة، ونشهد مفارقات الكتّاب بين مقولاتهم وسلوكياتهم وكيفية صناعة الكاتب النجم وحركة الحياة الثقافية.
تأتي أهمية الرواية من تصوير المجتمع في لغة أدبية سهلة، تعيد للفصحى بهاءها في الصياغة الفنية والأدبية، من خلال تراكيب مطواعة، وأبنية تحتفي بالجمال والجلال والتصوير الحي.
من الجدير بالذكر أن «المجتمع» حققت سبقاً صحفياً بنشر الرواية مسلسلة على صفحاتها قبل طبعها في كتاب.
– رواية «المجنون الجميل»
– المؤلف: حلمي محمد القاعود
– الناشر: دار رواية- الرياض
– سنة النشر: 1446ه/ 2024م
– عدد الصفحات: 210 صفحات- قطع متوسط