دعا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. يوسف غلوم إلى حوار موسع بين السلطة والمعارضة في الكويت؛ للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، مشيراً إلى أن هناك بعض الأطراف التي لا تريد لهذا الحوار أن يكتمل، فهناك أطراف تريد أن تعيش الأزمات سواء في المؤسسا
دعا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. يوسف غلوم إلى حوار موسع بين السلطة والمعارضة في الكويت؛ للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، مشيراً إلى أن هناك بعض الأطراف التي لا تريد لهذا الحوار أن يكتمل، فهناك أطراف تريد أن تعيش الأزمات سواء في المؤسسات الحكومية أم الشعبية، ويتوقعون إذا حدث حوار بين السلطة والمعارضة سيذهب بريقهم.
وقال غلوم: الكويت في حاجة إلى إصلاح سياسي بعد مرور أكثر من خمسين عاماً على صدور الدستور، كما أن الدستور في نصه طالب بتعديله، فنحن نخدع أنفسنا إن قلنا: إننا لا نحتاج إلى إصلاح سياسي.
• برأيك.. هل نحن في الكويت في حاجة إلى حوار بين المعارضة والسلطة؟
– أتصور أننا وبعد مرور الفترة التي مضت من الطبيعي أن يكون هناك حوار بين المعارضة والسلطة، والحوار لا يعني بأي حال من الأحوال التنازل لمصلحة شخص ما، ولكن التنازل يكون لمصلحة الجميع، فالمجتمعات بها طرفان؛ الأول: الحكومة، والثاني: المعارضة، ولابد من التكامل بينهما؛ حتى تحدث التنمية من خلال مراقبة المعارضة لأداء الحكومة، فالقضية ليست قضية أصحاب تخاصموا ولن يجتمعا مرة أخرى، ولكن القضية تتعلق بتنمية دولة، خصوصاً وأن هناك أزمة واضحة في المنطقة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
• ولكن البعض يقول: إن جلوس أحد الطرفين على طاولة الحوار بمثابة ضعف؟
– لا، ليس ضعفاً، فليس معنى الجلوس للحوار أن هناك طرفاً يفرض رأيه على الطرف الآخر، بل هو حوار من أجل الإستقرار السياسي في الكويت، فمن المفترض أن يكون هناك نهاية لما يحدث.
• هل تعتقد أن الجو الآن مهيأ لحوار سياسي في الكويت؟
– نعم الجو مهيأ لحوار سياسي، فهناك عقلاء من جميع الأطراف يدعون للحوار السياسي، وهناك كثير من التيارات السياسية الموجودة في الكويت تؤكد أهمية الحوار، لكن لابد أن يقبل الطرفان بعضهم بعضاً، ولابد أن نعرف أن قبول الطرف الآخر مع عدم الاتفاق الكلي معه أننا أمام أزمة، فأي نظام ديمقراطي يتطلب أن تكون هناك حكومة ومعارضة.
• لكن البعض يرفض تقديم تنازلات؟
– الاتفاق بين جميع الأطراف على أمور معينة لا يعني بأي حال من الأحوال أن تكون هناك تنازلات من طرف للآخر، ومن يؤكد هذا الأمر هو لا يعرف معنى الديمقراطية.
• لكن هناك بعض الأطراف حينما تسمع عن حوار بين السلطة والمعارضة تستشيط غضباً؟
– هناك أطراف تريد أن تعيش الأزمات سواء في المؤسسات الحكومية أم الشعبية، ويتوقعون أنه إذا حدث حوار بين السلطة والمعارضة سيذهب بريقهم، فهناك أطراف ليست من مصلحتها أن يكون هناك حوار بين المعارضة في الكويت والسلطة، فالمعارضة موجودة في كل مكان، لكن في النهاية هي ضرورة لاكتمال العملية الديمقراطية.
• لكن هل تحتاج الكويت إلى إصلاح سياسي؟
– أعتقد بأننا في الكويت في حاجة إلى إصلاح سياسي، حيث تم مرور أكثر من خمسين عاماً على صدور الدستور الكويتي، كما أن الدستور في نصه طالب بتعديله، فنحن نخدع أنفسنا إن قلنا: إننا لا نحتاج إلى إصلاح سياسي.
• كيف ترى واقع مجلس التعاون الخليجي؟
– مجلس التعاون الخليجي فكرة جيدة إذا ما حققت الأهداف التي وضعت من أجلها، فالعالم كله عبارة عن تكتلات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونجاح مجلس التعاون الخليجي في أن يجمع بين هذه الأمور هو ما يجب أن يكون عليه المجلس، أما إذا اقتصرت على جانب واحد فقط فلن تحقق أهدافها المرجوة منها، ولن يحدث شيء في الأساس.