أجرى موقع “دوتشيه فليه” الألماني حواراً مع الطبيبة النفسانية الألمانية “مارليني بفافنتسيله”، والتي أصدرت مؤخراً كتاباً حول تجاربها مع ضحايا التعذيب في عدد من دول العالم، بما فيها بلدان عربية تناولت فيه “مارليني” أهم الأعراض النفسية للضحايا، وإمكانيات
أجرى موقع “دوتشيه فليه” الألماني حواراً مع الطبيبة النفسية الألمانية “مارليني بفافنتسيله”، والتي أصدرت مؤخراً كتاباً حول تجاربها مع ضحايا التعذيب في عدد من دول العالم، بما فيها بلدان عربية تناولت فيه “مارليني” أهم الأعراض النفسية للضحايا، وإمكانيات علاجها.
وقد كان السؤال الأول الذي أجابت عنه “مارليني” هو عن الأعراض النفسية التي تظهر لدى ضحايا التعذيب؟ والذي أجابت قائلة: تختلف قصص الناس المصابين بالصدمات النفسية بسبب التعذيب، وتختلف أيضاً أشكال إصابتهم بالصدمات وأنواعها، أغلبيتهم يعانون بشكل عام من الكوابيس وقلة النوم، ومن ضعف في ذاكرة حياتهم اليومية، إضافة إلى الشعور بالفزع والخوف والعزلة وفقدان المشاعر وعدم القدرة على مسايرة الواقع.
فيما كان جواب “مارليني” عن إمكانية العلاج ونجاحه قائلة: شخصياً أرى أن الناس الذين أُصيبوا بصدمات نفسية صعبة يتأثرون طيلة ما تبقى من حياتهم بذلك، كما يتم نقل تلك المعاناة إلى الأجيال القادمة، في حين يمكن علاجها، وهناك طرق مختلفة في العلاج، حسب نوع الصدمات والأعراض النفسية لكل شخص، أهم شيء لتحقيق ذلك هي ضرورة وجود ثقة لدى الضحايا في قدرة العلاج النفسي على مساعدتهم، وتحتاج المسألة لخلق أجواء مناسبة لذلك، وتكريس الوقت الكافي في العملية العلاجية، فحسب تجربتي في هذا المجال، ينجح بعض الضحايا في التعايش مع الماضي بمعاناة أقل بفضل العلاج النفسي.
كما سأل الموقع الطبيبة النفسية الأشهر عالمياً في مجال الطب النفسي عن موافقة الضحايا الحديث عن تعرضهم للاغتصاب أو الاستغلال الجنسي كوسيلة للتعذيب؟ وكانت إجابتها: موضوع الجنس يعتبر في عدد من الثقافات من المحرمات؛ ما يجعل الحديث عن الاستغلال الجنسي بالنسبة للضحايا وما تعرضوا له أمراً صعباً، فحسب تجربتي مع النساء المسلمات فإنهن لا يتحدثن في هذا الموضوع خوفاً من العائلة أو خوفاً على شرف محيطهن الأسري.
وبالنسبة للنساء المسيحيات، فإن الاحتشام يؤدي دوراً كبيراً في تهربهن من الحديث في هذا الموضوع، كما Hن الرجال الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي كوسيلة من وسائل التعذيب يفضلون كتمان سر ما حدث.
وقالت “مارليني”: كتابي هو مساهمة لدعم ضحايا التعذيب الذين يحلمون بالحرية والديمقراطية والعيش بكرامة.
“مارليتي” التي كرست وقتها لمعالجة اللاجئين السياسيين المقيمين في ألمانيا، والذين تعرضوا للتعذيب في بلدانهم الأصلية، وسافرت إلى بؤر التوتر لتقديم الدعم النفسي لضحايا آخرين قالت: إنها تهدف بكتابها الجديد “الخوف من الموت والرغبة في الحياة” إلى لفت نظر الرأي العام الألماني لهذا الموضوع.
وختمت حديثها قائلة: في نظري يجب إثارة الموضوع داخل الرأي العام، والعمل على فضح الفاعلين المتورطين في ذلك، فالوسيلة الأفضل لمتابعة الجلادين هو الرأي العام.