الحج الشكلي تؤدى فيه الأركان والواجبات والسنن في قوالب جامدة.
أما الحج المقاصدي ففيه عين تدمع، وقلب يخشع، ودعاء بتضرع، وطلب علم ينفع، وعمل صالح يرفع، وتقوى لله تهز القلب من الأعماق تدفع إلى المكارم إذا اشتدت المغارم وتمنع عن الفواحش إذا انتشرت المحارم.
فهل من حجاج اليوم من يرى في وجوده بين أجناس الخلق وألوان البشر ما يجعله يستشعر المسؤولية عن العالم كله؟! ولهذا الهدف المقاصدي للحج ورد لفظ “الناس” في سورة “الحج” 15 مرة رغم أنها سورة مدنية في القول الراجح لأن للحج رسالة عالمية.
وقد جاء في آخر سورة “الحج” قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {77} وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78}) (الحج).
فإذا لم يوصلنا الحج إلى أعلى درجات:
1- العبادة لله.
2- والقيادة والشهادة على عباد الله وفق منهج الله.
فإننا نكون قد حججنا حجاً يختلف عن مراد الله في كتابه الكريم وهدي نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إنني أرجو بكل حب وأدعو بكل قوة إلى تغيير برامج الحج على المستوى الفردي والمؤسسي والحكومي؛ كي نحقق أهداف ومقاصد الحج كما أمر الله تعالى، وليس كما يهوى بعض عباد الله.
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.