تناولت الصحافة العبرية الصادرة، اليوم السبت، بإسهاب الردود الداخلية على قرار مجلس الأمن الدولي ضد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فقد اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن ما حصل بمجلس الأمن يعتبر يوماً صعباً وقاسياً على “إسرائيل”، التي لم تعش مثل هذه الأجواء السياسية المريرة منذ عقود طويلة، بفعل القرار الذي وصفته بأنه دراماتيكي في مجلس الأمن الدولي ضد “إسرائيل” ومستوطناتها، والذي أثار ردوداً عاصفة في الساحة السياسية المحلية.
فقد أعلن زعيم المعارضة ورئيس حزب المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوج رفضه الواضح للقرار الأممي، واصفاً إياه بالتعبير العلني عن فشل إستراتيجي لدولة “إسرائيل”.
وأشار إلى أنه كان بإمكان الولايات المتحدة منع صدور مثل هذا القرار، موجهاً سهام انتقاداته لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي تسببت سياسته في وضع “إسرائيل” في موقع لا تحسد عليه، وحرمها من توظيف قدراتها الإستراتيجية لمنع صدور القرار.
أما رئيس الحكومة وزير الدفاع الأسبق إيهود باراك فقال: إن القرار الأممي يعبر عن إخفاق “إسرائيلي” غير مسبوق في مجلس الأمن، وهي فرصة لكي يقدم نتنياهو استقالته بدلاً من أن يكيل الاتهامات للرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، ولياسر عرفات والحاج أمين الحسيني، كما اعتاد على ذلك خلال الآونة الأخيرة.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن عضو “الكنيست” يوآل حسون أن القرار الأممي يتعارض مع ما يشيعه نتنياهو بشأن تحسن مكانة “إسرائيل” حول العالم.
وأوضح عضو “الكنيست” إيتان كابل أن أوباما اختار الزمان والمكان المناسبين لتوجيه ضربة سياسية صعبة لـ”إسرائيل”، والقرار يكشف فعلياً أن نتنياهو ليس ساحراً سياسياً كما حاول أن يروج لنفسه مؤخراً.
ضربة موجعة
من جانبها، رأت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني أن القرار الأممي نتيجة طبيعية لخضوع نتنياهو لليمين المتطرف، لأن القرار يضر بمستقبل القدس، والتجمعات الاستيطانية التي حافظنا عليها طوال السنوات الماضية، وهكذا بات كل “الإسرائيليين” يدفعون ثمن القرار بفعل سياسة نتنياهو.
أما وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس فقال: إن القرار في هذا التوقيت يعبّر عن فقدان الطريق من قبل أوباما، الذي يشاهد ما يحصل في الملف السوري والعمليات المسلحة حول العالم.
وأعرب كاتس عن أسفه لأن أوباما يغادر منصبه تاركاً في إرثه السياسي قراراً مناهضاً لـ”إسرائيل” وقاسياً عليها إلى هذا الحد ومن جانب واحد، ويمنح الفلسطينيين غطاء مستقبلياً إذا ما توجهوا إلى طريق العنف.
وأضاف أن القرار الأممي تعبير عن ضعف مكانة الولايات المتحدة في العالم والمنطقة، فهي لا تدعم أصدقاءها، وقرار الساعات الأخيرة يكشف كيف أنها أدارت ظهرها لـ”إسرائيل” حليفتها الإستراتيجية.
ونقلت صحيفة “إسرائيل هايوم” المقربة من نتنياهو ردود فعل جديدة على القرار الأممي، فقد ذكر وزير الطاقة “الإسرائيلي” يوفال شتاينيتس أن الولايات المتحدة غدرت بحليفتها الوحيدة في الشرق الأوسط، معبراً عن أسفه لأنه بعد 8 سنوات من الصداقة مع أوباما والعمل معه، يختار هذه النهاية للعلاقة مع “إسرائيل”، مع أن المنطقة تشتعل من حولنا، وما زال مجلس الأمن يفشل في اتخاذ قرار يخص سورية.
أما زعيمة حزب ميرتس المعارض زهافا غالؤون فقالت: إنها سعيدة بأن واشنطن لم تستخدم حق النقض (فيتو) ضد القرار، معتبرة أن القرار ضد سياسة الاستيطان والضم للمناطق الفلسطينية وليس ضد دولة “إسرائيل”.
ووصفت القرار بأنه نتيجة طبيعية للقوانين الأخيرة التي تسنها الحكومة “الإسرائيلية” لشرعنة الاستيطان، مما أفقد العالم صبره على هذه السياسة.
واعتبر رئيس القائمة المشتركة في “الكنيست” أيمن عودة أن سياسة نتنياهو في مصادرة الأراضي الفلسطينية دفعت العالم والمجتمع الدولي لإدراك أن “تل أبيب” ترفض طريق السلام الحقيقي، وقد آن الأوان للعمل في الساحة الداخلية “الإسرائيلية” لنقل القرار الأممي إلى أرض الواقع، وإقامة الدولة الفلسطينية.
عضو “الكنيست” عن المعسكر الصهيوني والناطق العسكري السابق باسم الجيش نحمان شاي قال من ناحيته: إن من حق كل “إسرائيلي” أن يقلق على مستقبل الدولة وموقعها بين دول العالم، فقد تحولت الليلة بعد القرار الأممي إلى دولة معزولة وتلقت ضربة موجعة.