حذرت أوساط “إسرائيلية” من الأحاديث المتزايدة بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وما قد يتبعها من تطورات أمنية وميدانية خطيرة تقود لتفجير انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأجرى مراسل موقع “أن آر جي” آساف غولان، استفتاء بين عدد من الخبراء “الإسرائيليين”، لاستشراف ردود الفعل حول إمكانية تنفيذ وعد ترمب نقل السفارة الأمريكية للقدس وآثارها الأمنية والسياسية الخطيرة.
وتراوحت التقديرات بين أن تقتصر ردود الفعل عربيا على التصريحات الدبلوماسية، أو اندلاع مظاهرات عارمة ومواجهات عنيفة كفيلة بإشعال كل المنطقة، بما فيها سيناريوهات قد تفاجئ “إسرائيل”.
ونقل غولان عن يهودا بلانغا من قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، قوله: إن الدول العربية بحاجة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ولذلك قد تقتصر ردود فعلها على الاحتجاج السياسي.
وأشار بلانغا إلى أن العرب يعلمون أن ترمب ليس باراك أوباما، وقد يستفز إن مورست عليه ضغوط خارجية، مما يعني أن العرب قد يبتلعون ما وصفه بالضفدع، وفي مرحلة لاحقة يبحثون عن حل سياسي، وفق تقديره.
من جهتها قالت الباحثة في الشؤون الفلسطينية وتاريخ الشرق الأوسط بجامعة حيفا رونيت ميرزان: إن ردود الفعل العربية يمكن تقسيمها لعدة أقسام: أولها على شبكات التواصل التي ستشهد رفضا قاطعا، لكن من الصعب توقع كيف ستكون ردود فعل حركة حماس والسلطة الفلسطينية، رغم ما تمران به من ضائقة صعبة.
وطالب عيدان زيلكوفيتش رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط من الكلية الأكاديمية عيمك يزرعئيل، بالتفريق بين ردود الفعل الفلسطينية والعربية، مشيرا إلى أنه سيكون من صالح حماس والسلطة الفلسطينية اندلاع أعمال عنف في القدس، بما فيها عمليات الطعن بالسكاكين، على حد قوله.
خطوة خطيرة
وحذر من إمكانية تطور المواجهات مع العالم العربي لتصبح حربا دينية، مؤكدا أن على الإدارة الأمريكية أن تتنبه من استغلال المنظمات الإسلامية لموضوع السفارة ومنح الصراع بعدا دينيا، وفق تعبيره.
من جهته نقل زئيف كام مراسل موقع “أن آر جي” عن تمار زيندبيرغ عضو الكنيست عن حزب ميرتس المعارض، أنها ترفض نقل السفارة الأمريكية للقدس دون اتفاق مع الفلسطينيين، لأن لهذه الخطوة آثارا كارثية، معتبرة أن توجهات ترمب بدعم مطالب اليمين “الإسرائيلي”، كفيلة بتحقيق مصيبة سياسية، لأنه يمنح شرعية دولية للاستيطان.
وأوضحت أن أسباب رفضها لنقل السفارة تتمثل في أنها خطوة أحادية، ولأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض الذهاب لمؤتمر باريس لأنه سيمنح الفلسطينيين الحق في القيام بخطوات أحادية، لكنه اليوم مع حكومته اليمينية بصدد القيام بخطوات أحادية ضد الفلسطينيين قد تشعل انتفاضة ثالثة أو رابعة.
وثاني هذه الأسباب أن رسالة نقل السفارة تعني أن القدس ليست عاصمة الشعبين، وإنما العاصمة الوحيدة لدولة “إسرائيل”، مما يعني غياب أي أفق سياسي للدولة الفلسطينية. ويتعلق السبب الثالث بالنوايا الكامنة وراء نقل السفارة في عدم حل القضية الفلسطينية والقضاء على أي مستقبل سياسي.