يصادف اليوم الذكرى السادسة والخمسون لاستقلال الكويت من الاستعمار البريطاني، حيث في 19 يونيو 1961 قام الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح بالتوقيع على وثيقة استقلال الكويت عن المملكة المتحدة مع السير جورج ميدلتن وكان من شروطها بأن تستمر العلاقات مع المملكة المتحدة التي تسودها روح الصداقة والتشاور بين البلدين عند الحاجة في القضايا المهمة، وأن لا يؤثر استقلال الكويت على استعداد الحكومة البريطانية لمساعدة الكويت عند الحاجة.
واعترافاً من الكويتيين بجهود الشيخ عبدالله السالم الصباح يتم الاحتفال بيوم جلوسه في 25 فبراير من كل عام كيوم للاستقلال تقديرًا له رحمه الله. وكذلك يصادف يوم غد الأحد الذكرى 26 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت ففي 26 فبراير عام 1991م، بدأ الجيش العراقي الغازي لدولة الكويت بالانسحاب بعد الهزيمة النكراء التي تلقاها في حرب الكويت مخلفاً الجرائم الكبرى بحق الإنسان والبنية التحتية للكويت، وكذلك مخلفا أكبر جريمة بيئية في القرن العشرين بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وعددها أكثر من 730 بئراً نفطياً مما أدى إلى انبعاث كمية كبيرة من الغازات السامة والدخان على مدى ما يقارب الثمانية أشهر، وقد وصل مدى الدخان المرئي إلى مسافة 2000 كم بعيداً عن الكويت لتصل إلى الصين والهند شرقاً، كما أن الآثار البيئية الناتج من حرائق الآبار قد تم رصده في هاواي واليابان، حسب منظمات البيئة.
وعادت الكويت بفضل الله بعد التحرير لتواصل مسيرتها الرائدة والتي تجلت بعد الاستقلال بتبوئها مركزاً متقدماً في الأمة العربية والإسلامية في الجانب السياسي حيث أن دولة الكويت تتمتع بعلاقات سياسية متميزة مع جميع دول العالم المحبة للسلام والأمن العالميين.
وأنشأت الكويت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وهو صندوق مالي كويتي تأسس عام 1961م لتوفير وإدارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية بل إن الكويت في عام 1988 أسقطت فوائد الديون عن الدول الفقيرة، بل قامت بإسقاط كامل الديون عن الدول الأكثر فقراً في العالم.
وكذلك كان للكويت فكرة تأسيس مجلس التعاون الخليجي منذ عام 1976م حيث أنشئ المجلس في 25 مايو 1981م وغير ذلك الكثير من الإنجازات السياسية.
الكويت بعد التحرير
واستمرت الكويت في مسيرتها بعد التحرير، وقد كان لها الكثير مِن المساهمات السياسية والاقتصادية والإنسانية على مستوى العالم، حيث نصبت الكويت مركزاً انسانياً للعالم في العام 2014م وتم تنصيب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه قائداً للعمل الإنساني في العالم، وتميزت الكويت بالعمل الخيري على مستوى العالم ولا تكاد ترى أي بقعة في العالم إلا وترى للكويت يد بيضاء فيها والعمل الخيري يتمتع برعاية سامية من سمو أمير البلاد والحكومة الكويتية.
والعمل الخيري الكويتي متجذر في الشعب الكويتي حيث أن الكويتيين حتى أثناء الغزو العراقي الغاشم كانوا يتبرعون ولم تقف التبرعات الكويتية والعمل الخيري الكويتي في أحلك الأوقات، ويتذكر الكويتيون رجال العمل الخيري الكويتي أمثال العم المرحوم الدكتور عبد الرحمن السميط الذي سمي بـ(فاتح أفريقيا) في العمل الخيري.
بدورها، تقدم “المجتمع” إلى أمير البلاد وولي عهده الأمين والحكومة الكويتية والشعب الكويتي الكريم بخالص التهنئة بمناسبة هاتين المناسبتين الكريمتين، سائلين الله تعالى الأمن والأمان للكويت والأمة الاسلامية جمعاء.