يعتبر سجن هداريم المقام في منطقة الوسط في الداخل الفلسطيني من أهم السجون، لوجود قيادة الحركة الأسيرة فيه من كافة الفصائل.
المحرر القيادي المهندس وصفي قبها قال لـ”المجتمع” بعد تحرره من السجن قبل أيام: سجن هداريم يقبع فيه قادة الأسرى، وغدارة السجن تخشى من القابعين فيه لأنهم يطلقون من داخل سجنهم مشاريع تلملم الجراح وتعطي قوة ومنعة لشعبهم، ففي عام 2006م كانت وثيقة الوفاق الوطني تكتب داخل غرف سجن مجدو لتضع قاعدة إستراتيجية في التعامل مع القضايا السياسية، ومازالت وثيقة الوفاق الوطني التي صاغها قادة الفصائل من داخل سجن هداريم قاعدة جاهزة للانطلاق إلى وحدة وطنية بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني.
وأضاف قبها: في الإضراب الحالي عن الطعام، تم الاتفاق بين الكل الفلسطيني على إضراب الكرامة، وكانت غرف سجن هداريم كخلية نحل حتى ظهر الإضراب إلى النور، من خلال دعوة القائد مروان البرغوثي وقيام مصلحة السجون بحملة قمعية جماعية.
دفء المحيط للسجن
يصف مراسل “المجتمع” كاتب التقرير الذي سكن السجن عام 2006م سجن هدايم بالقول: السجانون وغالبيتهم من الدروز يعلمون أن قسم 3 في سجن هداريم مخصص للقادة من أبناء التنظيمات، والصحافة دائماً تزور هذا السجن لعمل تحقيقات صحفية عن الحركة الأسيرة الفلسطينية، وعن تصورات الأسرى للوضع الراهن، وإدارة السجن في هداريم كونها تعلم بوجود القيادات السياسية والعسكرية داخل السجن فإن إجراءاتها الأمنية والرقابية تفوق الوضع المعمول به في مصلحة السجون.
ويضيف: محيط سجن هداريم بيارات قديمة تعود لعام النكبة، فمن خلال النظر من قسم 8 في الطابق الرابع يمكن مشاهدة بيارات وغرفاً زراعية قديمة في محيط السجن تعود لفلسطينيين هجروها إبان النكبة، أو بعد جملة مصادرات للأراضي من مواطنين في الداخل الفلسطيني بعد النكبة بأعوام، وكان الأسرى يمتعون نظرهم بهذه المناظر التي تعوضهم بشكل جزئي عن معاناتهم وإجراءات الاحتلال الأمنية المشددة.
وتابع قائلاً: قسم الأسيرات والأشبال يجاور أقسام السجن، وكنا نسمع قمع الاحتلال لقسم الأشبال والأسيرات وصراخهم الذي كان يدمي القلوب.
ولفت مراسل “المجتمع” قائلاً: السجانون يعتبرونه فندقاً، حتى إن أحد الأطباء الدروز خاطب أسيراً قائلاً له: عليك أن تحمد الرب أنك وصلت إلى هنا، فهذا فندق جميل، ولك حظ ممتاز.
تهديدات
“المجتمع” تواصلت مع أسرى نقلوا من سجن هداريم إلى سجن النقب في الآونة الأخيرة قبل إعلان إضراب الكرامة.
الأسير قصي يقول: إدارة سجن هداريم حاولت استباق إعلان الإضراب عن الطعام بجملة من الحوارات ذات الطابع التهديدي، إلا أن هذه التهديدات لم تفلح في إعلان الإضراب عن الطعام، وتمتاز إدارة هداريم بالعقلية الأمنية العنصرية، حيث يتم اختيارها بشكل انتقائي وعلى أسس ومعايير تختلف عن باقي السجون، كون السجن يضم في أقسامه أسرى من العيار الثقيل سياسياً وعسكرياً.
أما الأسير حسين قال لـ”المجتمع”: إجراءات مصلحة السجن بحق الأسرى كانت بتوجيهات مباشرة من قيادة حكومة الاحتلال، فالخط كان ساخناً بين إدارة السجن والمستوى السياسي من جهة، ومع الأسرى من جهة أخرى، وهذا كله يعود إلى طبيعة السجن وما فيه من قيادة للأسرى.